كســر جـدار التّعتيـم المفـروض علـــى القضيـة الصّحراويــة العادلـة
احتضنت العاصمة الأرجنتينية أشغال الندوة الدولية للصحفيين والإعلاميين المتضامنين مع الشعب الصحراوي من أجل توحيد وتعزيز جهود المرافعة لاستقلال آخر مستعمرة بالقارة السمراء، ومنح الشعب الصحراوي حق تقرير المصير عبر تنظيم استفتاء شعبي، كما تهدف هذه الندوة إلى تنوير الرأي العام الدولي حول حقائق وتطورات القضية الصحراوية، وكسر الحصار الإعلامي المفروض من طرف الاحتلال المغربي.
أكّد الأمين العام لإتحاد عمال الساقية الحمراء ووادي الذهب نفعي أحمد محمد، أن الندوة التي تعد الثانية بعد الأولى التي عقدت العام الماضي بولاية بوجدور بمخيمات اللاجئين الصحراويين، وتهدف إلى توحيد وتعزيز جهود المرافعة على ضوء نتائج الندوة الأولى.
كما ستركز الندوة على المعتقلين السياسيين الصحراويين خاصة الإعلاميين والكتاب بسجون الاحتلال، وواقع حقوق الإنسان في المناطق المحتلة، وكسر الحصار الإعلامي المضروب على الإقليم ومواجهة الدعاية المغربية، هذا إلى جانب مرافقة العمل الصحفي بالجمهورية الصحراوية.
كما تسعى الندوة الدولية إلى توحيد الجهود العالمية لتنوير الرأي العام الدولي حول حقائق وتطورات القضية الصحراوية، والمساهمة في كسر جدار التعتيم الرهيب المفروض حول هذه القضية العادلة من قبل العالم الدولي الخاضع لتأثيرات اللوبيات المغربية الداعمة.
تمكين الشّعب الصّحراوي من الرّقمنة
من جهة أخرى، شارك وزير الشؤون الاقتصادية والمالية الصحراوي، إلى جانب سفير الجمهورية الصحراوية في نيروبي، محمد ليمام محمد عالي سيد البشير، في تنشيط الندوة الوزارية المنعقدة في إطار قمة Connected Africa Summit، التي تحتضنها منطقة دياني الساحلية قرب مدينة مومباسا، العاصمة الاقتصادية الثانية لجمهورية كينيا.
وانعقدت الندوة تحت عنوان: “الذّكاء الاصطناعي في إفريقيا: الأولويات والتحديات”، وشكّلت منصة لتحليل واقع الذكاء الاصطناعي في القارة، وشروط الاستفادة منه، بما في ذلك البنية التحتية، والتعليم، وبناء القدرات، وتعزيز التعاون الدولي والاستثمار، إضافة إلى الجوانب القانونية، والتشريعات المحلية، والأمن السيبراني.
وفي مداخلته، تناول الوزير الصحراوي التحديات التي تواجه الدولة الصحراوية في مجال الرقمنة، وتوظيف تكنولوجيات الإعلام والاتصال، مؤكدا على أهمية الدعم الدولي في تمكين الشعب الصحراوي من الاستفادة من التحول الرقمي. كما دعا إلى شراكات بناءة في مجال توطين التكنولوجيا الرقمية وتوظيفها في مختلف مناحي الحياة. وأشاد الوزير بريادة الحكومة الكينية وتجربتها في مجال الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي، معبرا عن دعم الدولة الصحراوية للمخرجات والتوصيات الصادرة عن الندوة، ومقترحا أن يدرج موضوع التحول الرقمي ضمن جدول أعمال إحدى قمم الاتحاد الإفريقي، بما يعكس مكانته في تنفيذ أجندة إفريقيا 2063.
تعزيز التّعاون الصّحراوي الإفريقي
فيما شاركت الجمهورية الصحراوية في أشغال الندوة الأفريقية الثالثة لتنفيذ السياسات والشراكات حول المياه، التي تحتضنها العاصمة الزامبية لوزاكا في الفترة من 27 إلى 30 ماي الجاري، وذلك بقصر المؤتمرات الدولي “كينيث كاوندا” بمدينة منغوشي. ومثل الجمهورية الصحراوية في هذا الحدث كل من وزير الشؤون الخارجية، محمد يسلم بيسط، والممثل الدائم لدى الاتحاد الإفريقي، لمن أبا علي.
وقد أشرف الرئيس الزامبي، السيد هاكيندي هيشيليما، على افتتاح أشغال الندوة التي تُنظم بالتعاون بين حكومة زامبيا والاتحاد الإفريقي، ومجلس وزراء المياه الإفريقي، والبنك الإفريقي للتنمية، واللجنة الاقتصادية التابعة للأمم المتحدة لإفريقيا، إلى جانب المجموعة الإنمائية للجنوب الإفريقي.
وأكّد الرّئيس الزامبي في كلمته الافتتاحية على “أهمية إعطاء المياه الأولوية القصوى باعتبارها قضية إستراتيجية تمس الأمن والاستقرار والتنمية في القارة”.
وتنعقد الندوة تحت شعار: “مقاربة شاملة لمقاومة تحديات الأمن المائي والصحة في إفريقيا التي نريدها ونعمل من أجلها”، وتشكّل منصة إقليمية رئيسية لمراجعة السياسات المائية الإفريقية لما بعد 2025، وصياغة رؤية موحدة تدعم تنفيذ أجندة الاتحاد الإفريقي 2063. وتشهد الندوة مشاركة نوعية لأكثر من 1500 مشارك، من ضمنهم وزراء، وخبراء، ودبلوماسيون، وممثلو منظمات دولية وإقليمية، وفاعلون من المجتمع المدني والقطاع الخاص، إلى جانب باحثين وممثلين عن هيئات متخصصة في قضايا المياه والاستثمار في هذا القطاع الحيوي. وقد عرفت الفعالية تنظيم عدد من الورشات التقنية والموائد المستديرة التي نشطها مسؤولون وباحثون رفيعو المستوى، تناولت تحديات إدارة المياه، التمويل، الأمن الغذائي، والتكامل القاري، في ظل التغيرات المناخية المتسارعة.
وعلى هامش الندوة، أجرى الوفد الصحراوي عدداً من اللقاءات الثنائية مع نظرائهم الأفارقة والدوليين، تناولت سبل تعزيز التعاون في مجال المياه والتنمية المستدامة، وكذا دعم الموقف الصحراوي في مختلف المحافل القارية.
وتجدّد الجمهورية الصحراوية من خلال مشاركتها في هذه الندوة التزامها الثابت بالتعاون الإفريقي، وتعزيز التكامل الإقليمي بما يخدم أهداف الشعوب الإفريقية في السيادة على مواردها، والعيش الكريم في بيئة سليمة وآمنة.
