حذّرت منظمات أممية من تفاقم أزمة الأمن الغذائي في قطاع غزة، حيث يعاني 2.1 مليون شخص من الجوع. وتشير البيانات إلى وصول 925 ألف شخص لمرحلة الطوارئ الغذائية، في حين دخل 244 ألفًا مرحلة الكارثة، وهو ما يمثل 12% من إجمالي السكان.
وأظهرت التقديرات الجديدة تهديد 470 ألف شخص بالمجاعة الحادة، بزيادة قدرها 250 % عن التوقعات السابقة. كما يحتاج 71 ألف طفل للعلاج العاجل من سوء التغذية، في حين تعاني 17 ألف أم من نقص التغذية الحاد.
وتواجه المساعدات الإنسانية عراقيل كبيرة، حيث تتراكم 116 ألف طن من المساعدات الغذائية على حدود القطاع، تكفي لتلبية الاحتياجات لـ 4 أشهر، في حين يمنع الاحتلال دخول 3 آلاف شاحنة محملة بالمؤن.
ويرى المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، أنّ “غزة هي المكان الأكثر جوعا في العالم”، حيث “100 في المائة من السكان معرّضون لخطر المجاعة”.
وقال ينس لاركه في مؤتمر صحافي دوري للأمم المتحدة في جنيف، “إنها المنطقة المحددة الوحيدة، البلد أو القطاع المحدد الوحيد داخل بلد، حيث كل السكان معرّضون لخطر المجاعة. 100 في المائة من السكان معرّضون لخطر المجاعة”. ويعاني قطاع غزة وضعا إنسانيا خطيرا وسط أزمة جوع مستفحلة، رغم بدء إدخال مساعدات قليلة قبل أيام، بعد حصار الاحتلال الصهيوني المطبق منذ أكثر من شهرين.
ومن جهتها دعت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، إلى السماح بتدفق الإمدادات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق أو انقطاع، إثر تفاقم الكارثة الإنسانية الناجمة عن الإبادة الجماعية التي ترتكبها سلطات الاحتلال الصهيوني منذ 20 شهرا. وقالت الوكالة في بيان أمس الجمعة، إن مستودعها في العاصمة الأردنية عمّان يحتوي على مساعدات تكفي لأكثر من 200 ألف مواطن لمدة شهر كامل وتشمل دقيق وطرود غذائية ومستلزمات نظافة وبطانيات وأدوية، وإنها جاهزة للإرسال الفوري.
وأوضحت أن “المستودع لا يبعد سوى ثلاث ساعات بالسيارة عن غزة”، في إشارة إلى حصار الاحتلال الخانق الذي يعرقل وصول الإمدادات. وشددت الأونروا على أن الاحتياجات الإنسانية في غزة هائلة وتتطلب تدخلا عاجلا، داعية إلى فتح المعابر وضمان تدفق المساعدات بشكل منتظم ومستمر لإنقاذ الأرواح. وقالت في هذا الصدد إنّ “غزة بحاجة إلى مساعدات هائلة ويجب السماح بتدفق الإمدادات دون عوائق أو انقطاع”. ويعاني قطاع غزة أزمة إنسانية وإغاثية كارثية منذ أن أغلق الاحتلال الصهيوني المعابر في 2 مارس، مانعا دخول الغذاء والدواء والمساعدات والوقود.