وسـط اتّساع رقعة الدّمار والمعاناة

إخلاء قسـري للمنـازل والمستشفيـات وتصعيـد وتـيرة المجــازر

شهداء ومصابون بقصف عنيف على عدّة مناطق بغزّة 

الإحتلال يحرم 400 ألف فلسطيني من الخدمات الصحية

 تستمر حرب الإبادة في غزة وسط فوضى في توزيع المساعدات، واقتراب القطاع من المجاعة، في ظل إغلاق المعابر بوجه المساعدات والمرضى، وفي وقت تتكثف فيه غارات الاحتلال الصهيوني على مختلف مناطق القطاع، تُفاقِم المجاعة أوضاع السكان المنهكين، فيما تتواصل جهود الوساطة للوصول إلى اتفاق وقف إطلاق نار جديد. وأكّدت حركة حماس أنها تسلّمت رسمياً المقترح المعدّل الذي قدّمه مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، مشيرة إلى أنها تدرسه “بمسؤولية”.

كان البيت الأبيض قد أكد أن المباحثات مع حماس جارية على أمل التوصل إلى اتفاق قريب، بإشراف وضمانات من الولايات المتحدة ومصر وقطر. وبينما أبدت واشنطن إشارات تفاؤل حذرة بشأن إمكانية التوصل إلى اتفاق، لا تزال الوقائع على الأرض تشير إلى اتساع رقعة الدمار والمعاناة، مع استمرار القصف وإخلاء المناطق السكنية والمرافق الحيوية، ما يُلقي بظلال قاتمة على فرص التهدئة القريبة، وسط حرب إبادة جماعية يشنّها الاحتلال على المدنيين في القطاع المحاصر.

حرمان المرضـى مـن آخــر صـرح طبـي

 وواصلت آلة الحرب الصهيونية تصعيدها، بعد أن قام الاحتلال بفرض أوامر إخلاء جديدة لمناطق واسعة في شمال وشرق القطاع، مُعلِناً أنها ستتحوّل إلى “مناطق قتال خطرة”. كما أفادت مصادر طبية في مستشفى العودة، شمال غزة، بأن الاحتلال أجبر الطواقم الطبية والمرضى على مغادرة المستشفى تحت تهديد السلاح، بعدما فجّرت محيطه واستخدمت الروبوتات المفخخة.
كما أعلنت إدارة مستشفى العودة شمالي القطاع، أن الاحتلال باشر في الإخلاء القسري للمرضى والطواقم الطبية من المستشفى. وقالت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة إن هذا الإجراء يعد استمرارا لجرائم وانتهاكات الاحتلال بحق المنظومة الصحية في القطاع، مناشدة كل الجهات المعنية توفير الحماية للمنظومة الصحية في قطاع غزة وفق ما كفلته القوانين الدولية والإنسانية. وفي ذات السياق، أعلن المدير العام لوزارة الصحة بغزة منير البرش أن الاحتلال الصهيوني حرم نحو 400 ألف فلسطيني شمال القطاع من الخدمات الصحية بعد إخراجها مستشفى العودة من الخدمة قسرا، وهو آخر صرح طبي كان يعمل في المنطقة.
وقال البرش إن الاحتلال الصهيوني أجبر الطواقم الطبية والمرضى في المستشفى على الخروج منه. ويعد مستشفى العودة من المؤسسات الطبية الخاصة التي تقدم خدماتها في قطاع غزة، وله فرعان، أحدهما وسط القطاع والآخر بمخيم جباليا. وأضاف البرش أن الاحتلال سبق أن أخرج مستشفيي كمال عدوان والإندونيسي من الخدمة.

غــارات جويّـــة على عبسان الجديــدة

 تحدّثت وسائل إعلام فلسطينية عن وقوع مصابين بنيران الاحتلال لدى محاولتهم الوصول لمركز مساعدات الشركة الأميركية في “نتساريم”، وسط غزة. كما قصفت طائرات الاحتلال منزلين في جباليا النزلة، شمالي قطاع غزة.
وأوقع قصف صهيوني استهدف تجمعاً للمدنيين في حي الصفطاوي، شمالي قطاع غزة، ثلاثة شهداء. وأفادت وكالة الأنباء الفلسطينية بسقوط 13 شهيداً وعدد من المصابين في قصف ورصاص الاحتلال الصهيوني على جباليا النزلة، شمال قطاع غزة، ومدينتي خانيونس ورفح جنوباً، فجر أمس الجمعة. بينما استهدفت قوات الاحتلال الصهيوني بلدة القرارة، شمالي مدينة خانيونس، بقصف مدفعي عنيف، بالتزامن مع غارة جوية شنّتها طائرات الاحتلال على جنوب المدينة.
وقتل جيش الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، 18 شهيدا فلسطيننيا على الأقل وأصاب عدد آخر، في سلسلة هجمات أوقعت إحداها مجزرة بحق عائلة كاملة استشهد منها 7 فلسطينيين، ضمن الإبادة المستمرة منذ 20 شهرا. وقالت مصادر طبية، إن القصف الصهيوني استهدف منزل ومركبة وخيام نازحين، فضلاً عن تجمعات مدنيين توجهوا لاستلام مساعدات إنسانية، في مناطق متفرقة من قطاع غزة. وباشر إجلاء مستشفى العودة قسرا. وقالت مصادر إعلامية، أن الاحتلال أصدر “أوامر إخلاء” للمواطنين في جباليا البلد والعطاطرة والشجاعية والدرج والزيتون، مطالبا إياهم بالنزوح عن منازلهم وخيامهم فورا.

معارضـة النّشـاط الاستيطانـي

 من جهة أخرى، واصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم 124 على التوالي، ولليوم 111 على مخيم نور شمس، وسط تصعيد ميداني وتعزيزات مستمرة، وملاحقة المواطنين وهدم منازلهم. وواصلت جرافات الاحتلال يوم أمس، أعمال هدم للمنازل في مخيم نور شمس، وتحديداً في منطقة مسجد أبو بكر الصديق وسط المخيم، تنفيذا لمخطط هدم 106 مبان سكنية منها 48 في مخيم نور شمس، وسط إطلاق الرصاص الحي تجاه المواطنين والطواقم الصحفية، أثناء تواجدهم في منطقة الأحراش المقابلة للمخيم، وهم يراقبون أعمال هدم منازلهم.
وتتالت ردات الفعل الفلسطينية والعربية على إعلان الاحتلال إقامة 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية المحتلة تشمل تسوية بؤر استيطانية، معتبرة أن ذلك يأتي في إطار خطط صهيونية لمزيد من تهجير الفلسطينيين وإحلال المستوطنين مكانهم.
وأكّد ستيفان دوجاريك، المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، أنّ إعلان الاحتلال الصهيوني إقامة مستوطنات جديدة في الضفة الغربية المحتلة “يأخذنا في الاتجاه الخاطئ بشأن حلّ الدولتين”. وأضاف: “نعارض أي توسيع للنشاط الاستيطاني”، مذكراً بمطالبة الأمين العام للأمم المتحدة الكيان المحتل بشكل متكرر “بوقف جميع الأنشطة الاستيطانية...غير القانونية” في الأراضي الفلسطينية، التي “تشكّل عقبة أمام السلام”.
واقتحمت قوات الاحتلال الصهيوني، أمس الجمعة، أحياء عدة في مدينة نابلس، شمال الضفة الغربية، واعتقلت فلسطينياً، فيما جرى تفتيش عدد من المنازل في بلدة اللبن الشرقية جنوباً، وذلك بالتزامن مع اقتحام آخر لقوات الاحتلال لمدينة جنين.

ارتفـاع عدد الصّحفيّـــين الشّهــداء

 وأعلنت نقابة الصحفيين الفلسطينية، ارتفاع عدد الصحفيين الشهداء في قطاع غزة إلى 221 شهيدا، عقب استشهاد الصحفي في قناة “القدس الفضائية” معتز محمد رجب. وأدانت النقابة في بيان لها، جريمة اغتيال رجب، الذي ارتقى شهيدًا أثناء تأديته واجبه المهني في تغطية الجرائم الصهيونية المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني، حيث استهدفت طائرات الاحتلال مركبة مدنية في شارع النفق بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاده على الفور.
وأكدت النقابة أن هذا الاستهداف الدموي المتكرر للصحفيين والطواقم الإعلامية الفلسطينية يأتي في إطار سياسة ممنهجة من قبل الاحتلال الصهيوني، لفرض التعتيم الإعلامي على جرائمه، ومنع إيصال الرواية الفلسطينية إلى العالم.
وبينت أن عدد شهداء الأسرة الصحفية ارتفع منذ بداية العدوان الصهيوني إلى 221 شهيدًا من الصحفيين والعاملين في المجال الإعلامي، في خرق لكل الأعراف والمواثيق الدولية التي تضمن الحماية للصحفيين أثناء النزاعات. وطالبت النقابة، المحكمة الجنائية الدولية بفتح تحقيقات جادة وسريعة في جرائم الاحتلال ضد الصحفيين الفلسطينيين، وإصدار أوامر اعتقال فورية بحق قادة الاحتلال المسؤولين عن هذه الانتهاكات.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19787

العدد 19787

الأحد 01 جوان 2025
العدد 19786

العدد 19786

السبت 31 ماي 2025
العدد 19785

العدد 19785

الخميس 29 ماي 2025
العدد 19784

العدد 19784

الأربعاء 28 ماي 2025