الغزاويون يتعرضـون لأبشــع حرب إبادة في التاريخ

الاحتـلال يختطـف “مادلــين” ويستهـدف المجوّعــين بالنار

دعـوات لإنهـاء الحصـار ووقف المذابـح

مازالت حرب الإبادة التي يشنها الاحتلال الصهيوني على غزة تستهدف الأخضر واليابس وتنكل بالمدنيين بالنار والتجويع، واستشهد 44 فلسطينيا منذ أول أمس الأحد، منهم 13 برصاص الاحتلال قرب مراكز “مساعدات مدعومة أمريكيا فيما أعلن تحالف أسطول الحرية أن الاحتلال الصهيوني اختطف المتضامنين الدوليين على متن سفينة “مادلين” التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة.

اقتحم الاحتلال في الضفة الغربية عدة بلدات في مناطق متفرقة، في حين أعاد مستوطنون بناء بؤرة استيطانية على أراضي بلدة سنجل شمال رام الله. وأفاد مصدر طبي في المستشفى المعمداني بمدينة غزة، أمس الاثنين، باستشهاد 11 فلسطينيا جراء القصف الصهيوني المتواصل على حيي الشجاعية والزيتون.

القتل والدمار مستمر

بينما استُشهد 23 فلسطينيا في مناطق متفرقة من غزة منذ فجر أمس الاثنين، جراء القصف المتواصل الذي تنفذه قوات الاحتلال، وفق ما أفادت به مصادر طبية في مستشفيات القطاع. وفي نفس السياق أفاد مصدر طبي في مجمع ناصر أمس الاثنين باستشهاد 6 فلسطينيين جراء قصف نفذته طائرة مسيّرة تابعة للاحتلال الصهيوني استهدف خيام نازحين في منطقة المواصي غرب خان يونس جنوبي قطاع غزة.
وأعلنت وكالة الأنباء الفلسطينية عن استشهاد 8 فلسطينيين أمس الاثنين برصاص قوات الاحتلال الصهيوني في رفح جراء إطلاق قوات الاحتلال النار على المواطنين المجوّعين قرب ما تسمى مراكز توزيع “المساعدات” جنوبي قطاع غزة. وبالمقابل استشهد فلسطيني في قصف نفذته طائرة مسيّرة للاحتلال استهدف بلدة عبسان الكبيرة شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة، وفق ما أفاد به مصدر طبي في مجمع ناصر.
وقام الاحتلال الصهيوني بهدم عشرات المباني في مخيمي طولكرم ونور شمس، فيما واصلت قوات الاحتلال الصهيوني لليوم الثالث على التوالي عمليات الهدم في مخيمي طولكرم ونور شمس في الضفة الغربية، وتزامن ذلك مع حملة اعتقالات في مواقع مختلفة في الضفة. وتستمر عمليات الهدم في طولكرم ونور شمس ضمن مخطط لهدم 106 مبان سكنية، منها 48 في مخيم نور شمس. وكانت سلطات الاحتلال قد أخطرت السكان بهدم أكثر من 100 مبنى في مخيمي طولكرم ونور شمس، مما أسفر عن نزوح قسري لنحو 25 ألف فلسطيني.
ويواصل الاحتلال الصهيوني عدوانه على مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة، حيث نفّذت قواته، أمس الاثنين، عمليات دهم واعتقالات وتحقيقات ميدانية، طاولت نحو عشرة فلسطينيين في مناطق متفرقة من الضفة الغربية، في وقت اندلعت فيه مواجهات بين مستوطنين، بحماية قوات الاحتلال، وأهالي قرية أوصرين جنوبي نابلس، خلال التصدي لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية.

الاحتلال اختطف المتطوعين

 ونقلت مصادر إعلامية أن الاحتلال الصهيوني سيطر على السفينة مادلين التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة، واقتادها إلى الأراضي المحتلة، وهو عازم على ترحيل النشطاء الذين كانوا على متنها إلى بلدانهم.
ومن جهته، أعلن “ائتلاف أسطول الحرية” فجر أمس الاثنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أن الاحتلال الصهيوني اختطف المتطوعين الدوليين على متن السفينة مادلين التي كانت في طريقها إلى قطاع غزة في محاولة لكسر الحصار المفروض على القطاع منذ سنوات.
فيما أعلنت اللجنة الدولية لكسر الحصار عن غزة، أن الاحتلال الصهيوني لا يمتلك أي سلطة قانونية لاحتجاز المتطوعين الدوليين على متن السفينة مادلين، وذلك بعد اختطاف السفينة والنشطاء على متنها خلال رحلتهم لكسر الحصار عن غزة. وقالت اللجنة في بيان إن هذا الاعتداء “انتهاك صارخ للقانون الدولي، ويتجاهل قرارات محكمة العدل الدولية التي تأمر بالسماح بوصول الإغاثة الإنسانية دون عوائق إلى غزة”.

التحرك للإفراج عن السفينة “مادلين”

وقالت إن “هؤلاء المتطوعين ليسوا تحت ولاية الاحتلال ولا يمكن محاكمتهم على تقديم المساعدة أو تحدي الحصار غير القانوني واحتجازهم التعسفي وغير قانوني ويجب أن ينتهي فوراً.” ونشرت اللجنة استغاثات مسجلة مسبقا للنشطاء على السفينة، طالبوا فيها بالعمل على حكوماتهم وعلى الاحتلال من أجل إطلاق سراحهم. وذكرت اللجنة أن الاحتلال الصهيوني “يستمر في انتهاك القانون الدولي بانتهاجه سياسة الإفلات من العقاب، متجاهلا أوامر محكمة العدل الدولية بالسماح بوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، ومتجاهلا القوانين التي تحمي الملاحة المدنية، ومستهينا بمطالب الملايين حول العالم بإنهاء الحصار والقتل الجماعي في غزة”. وطالبت اللجنة بإنهاء الحصار على غزة، والإفراج عن جميع المتطوعين، وإيصال المساعدات إلى القطاع المحاصر، ومحاسبة الاحتلال الصهيوني على الهجمات على سفنيتي “مادلين” و«الضمير”.
من جهتها حملت المنظمة العربية لحقوق الإنسان في بريطانيا الاحتلال الصهيوني المسؤولية الكاملة عن مصير ركاب وطاقم سفينة مادلين الذين تم اختطافهم في عرض البحر في طريقهم إلى قطاع غزة في مهمة إنسانية في ظل حرب الإبادة المستمرة هناك.
وعبرت المنظمة، في بيان لها، عن قلقها على مصير ركاب السفينة حيث سبق السيطرة على السفينة حملة تحريض وشيطنة للنشطاء، فلا يوجد ما يردع الاحتلال عن استخدام القوة للمساس بسلامة الركاب. وكانت سفينة “كونشياس-الضمير العالمي”، إحدى سفن أسطول الحرية المتوجهة إلى غزة، قد تعرضت لهجوم قبالة سواحل مالطا في بداية ماي 2025.
ودعت المقررة الخاصة المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي الفلسطينية المحتلة فرانشيسكا ألبانيزي الحكومة البريطانية إلى التحرك العاجل لضمان الإفراج عن السفينة “مادلين” وطاقمها، بعد أن اختطفتها قوات الاحتلال الصهيوني في المياه الدولية.
وقالت ألبانيزي إن “السفينة مادلين لا تشكل خطرا على أمن الكيان الصهيوني المحتل، الذي لا يملك أي سلطة لإيقافها في المياه الدولية”.
وفي منشور لها على مواقع التواصل الاجتماعي قالت المقررة الأممية إن “اعتراض القوات الصهيونية سفينة مادلين في المياه الدولية والاستيلاء عليها يستدعيان توضيحا كاملا من الاحتلال الصهيوني”.
وأضافت أن على بريطانيا أن “تسعى بشكل عاجل للحصول على هذا التوضيح، وأن تضمن الإفراج الفوري عن السفينة وطاقمها، والتي تؤدي مهمة إنسانية مشروعة، ويجب السماح لها بالاستمرار باتجاه قطاع غزة”.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19797

العدد 19797

الأحد 15 جوان 2025
العدد 19796

العدد 19796

السبت 14 جوان 2025
العدد 19795

العدد 19795

الخميس 12 جوان 2025
العدد 19794

العدد 19794

الأربعاء 11 جوان 2025