إقبـال لافت على مهرجـان “أكـل الشــوارع”..

أطباق عالميــة تصنـع البهجة.. بالصابلات

سارة بوسنة

طُهــاة عالميون وجزائريــون يقدّمـون وصفــات بلمســات فنيــــة

شهد منتزه الصابلات بالعاصمة الجزائرية خلال الفترة الممتدة من 19 إلى 23 جوان 2025 تنظيم الطبعة الثانية من مهرجان أكل الشوارع، في تظاهرة جمعت بين المذاقات العالمية والطابع العائلي في أجواء مفتوحة ومجانية للجمهور. المهرجان، الذي عرف مشاركة طهاة من الجزائر وخارجها، استقطب الآلاف من الزوار من مختلف ولايات الوطن، وحقق نجاحا لافتا من حيث التنظيم والإقبال، مما يعزز مكانته كموعد سنوي بارز في أجندة العاصمة الثقافية والترفيهية.


شهدت أروقة المهرجان توافدًا كثيفًا من الزوار منذ الساعات الأولى للافتتاح، حيث نصبت عشرات الأكشاك التي عرضت أطباقًا من مختلف المطابخ العالمية، من بينها أكلات آسيوية، إفريقية، عربية، وكندية، إلى جانب المأكولات التقليدية الجزائرية التي عُرضت في قالب حديث ومناسب لروح طعام الشارع. وشارك في الحدث طهاة شباب ومتمرسون قدموا وصفاتهم بلمسات عصرية، أثارت إعجاب الحضور.
كما تميّزت نسخة هذا العام بتحوّل العديد من الأطباق الجزائرية التقليدية، مثل البوراك والكسكسي والمثوم، إلى وجبات سريعة تُقدم بطريقة مبسطة وجذابة في صناديق صغيرة قابلة للحمل، ما أتاح للزوار التذوق أثناء التجول في أرجاء المنتزه. كما خصصت فضاءات لتذوق أطباق فريدة مثل الشاورما، التاكو، السمك المقلي، السوشي، والمخبوزات الإندونيسية، وهو ما أضفى طابعًا عالميًا متنوعًا على التظاهرة.
ولم تقتصر فعاليات المهرجان على العروض الغذائية فقط، بل رافقتها أنشطة ترفيهية متنوعة شملت عروضًا موسيقية حية، ودي جي، وفضاءات لعب للأطفال، إلى جانب تنظيم مسابقات وسحوبات على الجوائز. وشكّلت هذه الفعاليات عامل جذب إضافي للعائلات، التي توافدت بأعداد كبيرة رغم درجات الحرارة المرتفعة التي قاربت 35 درجة مئوية.
وشهد المهرجان حضورًا لافتًا لعائلات جاءت من مختلف مناطق البلاد، على غرار قسنطينة، سطيف، تيزي وزو، ورقلة وبشار، بالإضافة إلى سكان العاصمة الذين وجدوا في الحدث فرصة للترويح عن النفس.
واستغلت وكالات سياحية محلية التظاهرة لتنظيم رحلات منظمة إلى الصابلات، شملت جولات في البحر وركوب القوارب، ما أضفى طابعًا سياحيًا ترفيهيًا على المناسبة.
من جهتهم، عبّر المنظمون عن ارتياحهم الكبير لنجاح النسخة الثانية من المهرجان، مؤكدين أن الإقبال تجاوز التوقعات، وأن التظاهرة باتت موعدًا منتظرا من قبل الجمهور والعارضين على حد سواء.
وصرح الشيف نبيل فيلالي، أحد الوجوه البارزة في التنظيم، أن المهرجان يعكس تطور ثقافة الطعام في الجزائر، ويمنح الطهاة الشباب منصة لعرض مهاراتهم أمام جمهور واسع.
أما من حيث الأسعار، فقد كانت مناسبة وفي متناول مختلف الفئات، حيث استفاد الزوار من عروض تخفيض وصلت إلى 25% على عدد من الأطباق، فضلًا عن فرص تذوق مجانية لبعض المنتجات، في مبادرة تهدف إلى تعزيز تجربة الزوار وتشجيعهم على استكشاف نكهات جديدة. كما تم توزيع شارات دخول مجانية للعائلات والأطفال، في خطوة نالت استحسان الحضور.
واختُتم المهرجان بتقييم إيجابي من الزوار والعارضين، الذين أشادوا بحسن التنظيم وتنوع المحتوى وجودة الخدمات. وأعرب كثيرون عن أملهم في توسعة المهرجان في نسخ قادمة ليشمل عروضًا من ولايات أخرى، أو حتى نقله إلى مدن مختلفة عبر الوطن.
وبذلك، رسّخ مهرجان أكل الشوارع بالصابلات مكانته كتظاهرة فريدة تمزج بين الأكل والفن والترفيه في فضاء مفتوح يتسع للجميع، ويعكس صورة جديدة وحديثة لعاصمة تنبض بالحياة، وتنفتح على تجارب ثقافية وسياحية متنوعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025
العدد 19811

العدد 19811

الثلاثاء 01 جويلية 2025
العدد 19810

العدد 19810

الإثنين 30 جوان 2025