التوافق حول الجزائر

فنيدس بن بلة
13 مارس 2019

في أول خرجة اعلامية له بعد استقباله من طرف رئيس الجمهورية ، حرص الدبلوماسي الجزائري السابق الاخضر الابراهيمي على اعطاء صورة دقيقة عما يجري في الشارع الجزائري من مسيرات ووقفات سلمية صارت مضرب المثل في النضج والهدوء والتحضر مقدما رايه لما يتوجب فعله لتجاوز الظرف الصعب استنادا الى تجارب عاشها كشخصية لها وزنها الدبلوماسي وكممثل للامم المتحدة في مساعي التسوية السياسية للازمة السورية.
وبعد ان غاص في عمق الوضع السياسي التي بلغته الجزائر ، اسبابه وتداعياته، قدم الدبلوماسي مقاربته السياسية لعلاج تعقيدات ارادها ان تكون جزائرية قلبا وقالبا رافضا أي تدخل خارجي في الشأن الوطني تجنبا لتجارب مرة عاشتها دول عربية عديدة  ولم تخرج من النفق المظلم.
بالنسبة للابراهيمي الذي اجاب في حوار مع القناة التلفزيونية الثالثة على الاسئلة بهدوئه المعهود ورزانته ورؤيته القبلية والبعدية للازمة، فان المسيرات السلمية كشفت عن حقيقة مطالب شرعية وبينت الضرورة الحتمية للتغيير السياسي استجابة لمرحلة ومطلب لظرف متحول.لكن هذه المطالب التي رفعت في اكثر من مسيرة عبر الوطن لا بد ان تتحلى بالواقعية وبعد النظر ولا تبقى مجرد امور تعجيزية تزيد في التوتر وتفتح المجال لحراك شعبي اكثر تطرفا لا يقبل بالموجود ويستمر في رفع سقف الاحتجاجات الى درجة تجاوز الخطوط الحمراء.
ولغة العقل في هذا الامر، ومنطلق المعطى، القبول بمبدإ الحوار حول اسس النظام السياسي الجزائري الجديد ومن يتولى زمام التسيير في اعلى قمة الهرم وكيف السبيل لوضع رزنامة واقعية تحدد السبيل لاعداد دستور تستند إليه الجمهورية الجديدة وتعتمده خطة عمل للمرحلة المقبلة. وهي مرحلة تنخرط فيها كل القوى الحية بلا افكار مسبقة ولا املاءات يدعي كل طرف او فئة ان رأيه أحق بالقبول  دون غيره.
الحوار بحسب الابراهيمي ان يجمع حوله مختلف الاطياف والفعاليات بروح مسؤولية ، لا تكتفي باثارة تعقيدات تعجيزية وإطلاق العنان للعواطف والأنانيات بل الانطلاق من قواسم مشتركة نحو التوافق الممكن المؤمّن لاستقرار البلاد وأمنها الذي حققته بشق الأنفس وكان بحق تضحية ثانية.
الحوار بحسب الابراهيمي ان تنكب الاطراف حول طاولة واحدة على علاج  النقائص  واختلالات  مسار التجدد والتقويم الذي قطعته الجزائر في محيط  اقليمي جيو استراتيجي منهار مثقل بالأزمات والاهتزازات تتآكله الصراعات الدولية وتتسابق نحوه بغرض حماية المصالح والنفوذ.
انه الحوار المندفع نحو الامل في بناء جمهورية جديد يكون فيها لجيل الاستقلال مكانة متميزة وموقع   في جزائر يتسع فيها المجال للرأي والرأي النقيض وتتباين الاراء والمواقف لكن تتفق على الثابت الواحد: الوطن فوق كل اعتبار.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024