كلمة العدد

لنتخلّص من النّظرة الادارية..

جمال أوكيلي
15 أفريل 2019

في يوم العلم المصادف لـ 16 أفريل، نود أن نفتح ملف البحث العلمي في الجزائر نظرا لما يحمله من دلالات ذات أبعاد يعوّل عليها في خدمة التنمية بمفهومها الواسع، واستنادا إلى هذه المعاينة البديهية جدير بنا أن نتساءل ماهو واقع هذا «الخيار» عندنا؟
انطلاقا من هذا نستعرض رفقة مراسلينا عبر الولايات ما يجري في مخابر أو مراكز أو وحدات البحث العلمي في جامعاتنا، والأرقام المطلع عليها في هذا المضمار لا ترقى إلى تطلعات من ينشط في هذا الحقل الحيوي، كونها تحتاج إلى مزيد من اقتحام هذا المجال لتحقيق أو بلوغ مرحلة إنجاز معادلة البحث يساوي التنمية ليس في الشق المتعلق بالتكنولوجية فقط بل حتى في العلوم الاجتماعية علينا أن لا نقصي هذا الجانب.
والمؤشّرات الأولية الملاحظة عن الجهات المكلّفة بمتابعة هذا التوجه، عليها أن لا تسقط في خطاب الاحصائيات هذا يوحي بأنّنا مازلنا ضحايا العمل التّنظيمي فقط لم نتجاوز ذلك إلى آفاق أخرى واعدة في مثل هذا الميدان الحسّاس والشّائك.
وما تمّ الإشارة إليه في هذا السياق، هو وجود 1400 مخبر، 25 مركزا و32 وحدة وما كشفت عنه هذه الأوساط هو تسجيل 000 . 54 أستاذ باحث، منهم 2108 دائم فقط، وهذا في حد ذاته لا يفي بالغرض المطلوب من أجل تغطية احتياجات أو طلبات الآخر، ونعني بذلك المؤسسات الراغبة في الاستفادة من مزايا هذا العمل لترقية الأداء وجعله تنافسيا، وبالرغم من السعي لتثبيت هذا «الالتزام العلمي» وإثراء زواياه بواسطة ترسانة من القوانين المسيّرة لهذا القطاع، فإنّ المشرفين على هذه المنظومة قرّروا مؤخرا إغلاق 72 مخبر بحث بعد تقييم سلبي لمساره، وعدم القدرة على التكيف مع مقتضيات المرحلة، وهكذا تمّ إحلال محلها 81 مخبر بحث جديد.
لذلك فعلى الوصاية أن تفصل في المسألة فصلا دقيقا بين ما هو إجراء تنظيمي بحث والانشغال أو التوجه إلى المضمون، أي تثمين البحث في الجزائر، نعتقد من خلال هذه القراءة أنّنا لم نصل بعد إلى المستوى المأمول في هذا الشأن، الى غاية يومنا هذا مازال مسؤولو هذا الاختصاص يولون الأفضلية إلى الوعاء الاداري، الذي يجب أن يمتص البحث العلمي وهذا المنطق لا يتماشى مع الارادة الخيّرة التي تريد تحريره من أصفاد البيروقراطية.
من خلال شبكة مراسلينا عبر الولايات، سنكتشف حقا ما مدى حضور البحث العلمي في جامعتنا، ولدى باحثينا من خلال نماذج حيّة عن الاختراعات المنجزة في هذا المجال تدل دلالة واضحة على قدرة المزج الكامل بين البحث والتنمية بمعنى عودة القناعة التامة لدى البعض بامكانية أو ضرورة الاعتراف بالبديل الجزائري، والعيّنات هنا لا تعد ولا تحصى من الاكتشافات، وهذا كله من أجل إحداث تلك الشّراكة المبحوث عنها.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024