تصنيف مجحف

جمال أوكيلي
21 أفريل 2019

التصنيف السنوي المتعلق بما يسمى بـ «حرية الصحافة» في الجزائر، والصادر عن منظمة «مراسلون بدون حدود» الأخير يعد إجحافا متعمدا من قبل محرري هذا التقرير ضد الممارسة الإعلامية في هذا البلد وتنكرا مفضوحا لأصحابها، الساهرين على تزويد القراء وغيرهم بالأخبار ومعالجتها ناهيك عن التعامل مع الأنواع الصحفية الأخرى، ومعالجتها وفق القواعد المهنية المتعارف عليها.
وقد تفاجأنا للترتيب المعلن عنه، وهذا بإدراج الجزائر في «ذيل الترتيب» ١٤١، من ضمن ١٨٠ بلد وبنتيجة ٧٥ ، ٤٥ كانت تنقص الملاحظة فقط على صيغة التنقيط البيداغوجي (ممتاز، جيد جدا، متوسط) دون ذكر ما يلي من أوصاف لا نطلقها احتراما لما أنجز في هذا البلد من مسار صحفي، عذرا لا يوجد أبدا في مناطق أخرى من الكيانات القريبة أو البعيدة منا، وهذا بشهادة القاصي والداني.
هذه الصورة الكاريكاتورية التي صنعها مراسلون بلا حدود مؤسفة جدا، وتدعو إلى الشفقة على هؤلاء القابعين وراء مكاتبهم الفاخرة والمكيفة، يدونون خربشات لا أساس لها من الصحة، عارية من كل حقيقة، مبنية على عناصر من المعلومات سطحية لأناس يتربصون لكل زلة في هذا البلد، ليحولوا الحبة إلى قبة، يتاجرون بذلك على المحافل الدولية، وعند أطراف شغلها الشاغل الإساءة إلى المهنيين في المقام الأول.
لأول وهلة نكتشف التوجه القائم على تسييس التقرير، وهذا بالخلط مابين الوقائع المهنية البحتة، الناجمة عن تقديرات معينة تجاه التعامل مع أحداث ميدانية وإسقاط ذلك على العملية السياسية في البلد، ويتضح أن هذه المنظمة بنت ذلك السرد على هذه المقاربة، مما يؤدي بطبيعة الحال إلى ما أوردته مؤخرا، وضمنيا تريد القول بأن على السلطات العمومية أن لا تتدخل في العمل الصحفي، وأن تترك الأمور تسير وفق قوانين الطبيعة.
كما هنا للأسف إستفزاز آخر يسجل في هذا التقرير ألا وهو ترقية بعض البلدان عن قصد إلى مراتب أعلى وأحسن من الجزائر، وهنا نتساءل ماهي المقاييس المتبعة في تصنيف فلان أو علان؟ لا تجد الإجابة المقنعة أو قل المهنية ذات العلاقة الوطيدة والصلة الوثيقة، بسيرورة الفعل الإعلامي.
وإنما الإطار الذي يأخذ به هؤلاء هو واحد لا ثاني له ولا ثالث ألا وهو ما تعتبره «المضايقات» الناجمة عن السلطات العمومية فقط، للأسف لم تدرج الإعتبارات الأخرى القائمة على الإحترافية وما تبع ذلك.
ومما يزيد في تأكيد ذلك هو دحرجة الممارسة الصحفية عندنا من خانة ١٣٦ في ٢٠١٨، إلى ١٤١ في ٢٠١٩، أي أنك خسرت ٥ نقاط كاملة، على أي أساس تم حساب هذا العمل، في الوقت الذي ترى فيه مراكز سبر الآراء مشهود لها، بأن هناك مقروئية ومشاهدة قياسية للصحف الجزائرية، وقنواتها سواء العمومية أو الخاصة، فلماذا كل هذه التناقضات المفضوحة المعبرة عن نوايا سيئة، في سياق حساس كهذا!!؟

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024