برامج تفتقر لنصوص هادفة

سعيد بن عياد
19 ماي 2019

لم تقدم برامج رمضان في اغلب القنوات جديدا جديرا بالمتابعة، وسقطت اغلب الفضائيات التي تتهافت على الإشهار بشكل لا يعطي حظا للمعلومة الهادفة، في أعمال بسيطة يغلب عليها الارتجال وضعف المضمون.
عاد الحديث مرة أخرى حول الكاميرا «الخفية «(كاميرا كاشي، وليس كاشير) التي سجلت في مواسم سابقة مواقف لا علاقة لها بطبيعة البرنامج، كما يتم إعداده في بلدان أخرى، تعطي للفرجة حقها، وتتفادى الارتجال أو كل ما يدفع إلى التوتر وأحيانا العنف.
من خلال متابعة لأغلب تلفزيونات المشهد الإعلامي السمعي البصري المحلي يلاحظ غياب خلفية قوية للأعمال المعروضة، وتكاد تكون البرامج متشابهة من حيث العنوان الكبرى، الا عددا قليلا منها حاول التميّز، باستهداف مواضيع اجتماعية مثل العجزة والوالدين والتضامن مع المعوقين، إلا أن تلك الحصص تكاد تكون نفسها، لولا تغيير الضحايا، الذين يسقطون في فخ الكاميرا.
طبيعي أن يصاب المشاهد بحالة ملل تجاه ما يقدم له عموما، سواء من حيث مواقيت عرض البرامج أو محتواها، المثير للجدل من حيث التوجه والهدف إن كان هناك هدف لأغلب المنتجين. وبالرجوع إلى الجدل الذي تفجر عشية رمضان بخصوص حقوق بث بعض الأعمال ومقارنتها بالحقيقة من السهل اكتشاف مدى ضعف المحتوى.
المؤكد توجد أزمة نصوص في ظل ما يعرض على شاشات يطغى عليها خطاب العنف وتجاوز الأعراف الاجتماعية بداعي جرأة مزعومة أو كسر طابوهات وهمية، يراد من وراء ذلك ضرب الحلقة المتينة في النسيج الاجتماعي. ويكفي تشخيص برنامج من هذا الصنف المبتذل للوقوف على مدى التداعيات التي تنعكس على الفرد والأسرة والمجتمع.
ما الفائدة من برنامج يكثر فيه الصراخ والضجيج بحيث يتحول الأستوديو إلى حلبة أشبه بالملاكمة فهذا يطارد ذاك والآخر يحاول النجاة بجلده بعد أن يوصل الضحية إلى درجة متقدمة من الغضب، في وقت يحتاج فيه المشاهد وهو بين أفراد أسرته للهدوء والراحة النفسية بعيدا عن أي توتر كان.
مجالات كثيرة تحتاج للمتابعة والاهتمام من وسائل العام ثقيلة ترتكز على الصورة والحركية، لا تبدو في المشهد بالطريقة التي تستحق، ومن خلالها يمكن تجسيد مشاهد للفرجة والتنكيت والابتسامة دون اللجوء إلى الإثارة أو الاستفزاز، علما أن المواطن، الفنان، الرجل السياسي بدرجة اقل سريع التأثر، وتكون ردة فعله قوية ومباشرة، قد تصل إلى درجة العنف.
بهذا الخصوص لقطات من هذا القبيل مرت مثل كسر طاولة أو قول بذيء محذوف أو التعبير بسلوكات غير لائقة، وهي كلها صور تقدم الجزائري في صورة نمطية لا تليق، بينما هناك صور أخرى جدية بان تروج مثل فعل الخير او حماية البيئة او التضامن بعيدا عن الأضواء أو العمل الشاق وقت الصيام إلى غيرها من المظاهر التي تحتاج للترويج في زمن تواجه فيه منظومة القيم هجمة عولمة المعلوماتية.
حتى التلفزيون العمومي لم يجد من طريقة لإرضاء مشاهديه، خاصة في فترة بعد الإفطار، سوى الرجوع إلى أرشيف الكاميرا الخفية، والعادة بث حصص زمان حينما كان النص سيد البرنامج والممثل على درجة من الاحترافية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024