رؤية شاملة ومتكاملة

جمال أوكيلي
05 جويلية 2019

المقاربة السياسية الجديدة للحوار التي أعلنها رئيس الدولة عبد القادر بن صالح تتلخص في رسالتين قويتي المضمون وهما نقل هذه الصيغة التشاورية إلى فعاليات أخرى للإشراف عليها، تكون في شكل شخصيات متمكنة من إدارة هذه الأحداث الحاسمة، وكذلك إشراك الجميع في هذه العمل دون أي إقصاء.
هذا التوجه الجديد في إعداد الأرضية اللازمة قصد الخروج من وضع مابعد ٢٢ فيفري، يعزز فعلا المطالب الشعبية، التي تأمل جازمة تجاوز هذه المرحلة الراهنة، ونعني بذلك أن السلطات العمومية فتحت المبادرة السياسية على مصراعيها للشروع فعلا في إحداث استشارة واسعة تسمح بأن يكون الجميع في الموعد المحدد لإنتخاب رئيس الجمهورية وهذا ما يضع دعوة الفترة الانتقالية جانبا، بحكم ضغط الوقت وكذلك عدم تناسب هذا الخيار مع متطلبات السباق الراهن، داخليا وخارجيا.
ما جاء في خطاب رئيس الدولة من آليات عملية هو في حد ذاته خارطة طريق شاملة لما يراد من صناع الحوار مستقبلا تدعمه تلك الضمانات السياسية البارزة المترجمة للانشغالات الصادقة التي مافتئت كل الأطراف تعبر عنها وتدعو الجميع إلى التحرك من أجل ايجاد الحلول المطلوبة واللائقة المتماشية مع ما ترتب عن ٢٢ فيفري، أي المضي قدما تجاه استئناف المسار الانتخابي، سيكون مع كل الجزائريين دون إبعاد فلان أو علان، وإلا سنسقط في الذهنية السابقة المبنية على الانتقائية للأسف.
لذلك فإن إسناد مبادرة الحوار إلى شخصيات محترمة، يؤكد حقا وجود ذلك التناغم أو بالأحرى ذلك التفاهم بين كل القناعات سواء برئاسة الدولة أو على مستوى الحركة الشعبية، وسيصدر عن ذلك قواسم مشتركة، تكون بمثابة الطريق إلى الحل.
ولا يعني هذا الكلام أبدا بأن الحوار سيكون سهلا أي بين عشية وضحاها، نجد الحلول بعصا سحرية، التجارب علمتنا أن مسهلي الحوار عليهم التحلي بالصبر وطول النفس انطلاقا من إدراكهم لطبيعة الموضوع محل المعالجة، قد يصطدمون بمواقف راديكالية ومتصلبة، وقد يجدون نماذج أخرى من المتحاورين المتفهمين لوضع البلد، ومقابل ذلك لابد من الإسراع في الإنتقال إلى آفاق رحبة، هكذا هو الحوار عندنا، وكل الاقتراحات مرحب بها، كونها تندرج في إطار المساهمة في البحث عن الحلول الواقعية.
على الجميع أن يفهم اليوم، بأن الجزائر تجاوزت حالة الصدمة المخيفة، التي أفرزتها أحداث ٢٢ فيفري، ونحن الآن نسير على الطريق الصحيح، ونقصد من هذا هو أننا في نطاق دائرة الحل، بعد قطع كل تلك المسافة المرهقة، وعلينا إن آجلا أو عاجلا التوصل إلى بر الأمان مهما كان الأمر، كوننا لا نعيش في جزيرة معزولين عن هذا العالم، كل الأنظار مشدودة نحونا ـ والفاهم يفهم ـ لا نترك هذه الفرصة التاريخية تذهب هباء منثورا.
وليتحمل الجميع مسؤولياتهم بتجاوز التعاليق المجانية غير المفيدة والتي سئمنا من سماعها منذ ٤ أشهر، علينا بالذهاب إلى إنتخاب رئيس الجمهورية، هذا هو الباب الأول الذي يتطلب دخوله للوصول إلى الأبواب الأخرى.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024