ترويض الفيلة على أرض الكنانة

نورالدين لعراجي
12 جويلية 2019

لم تكن مهمة المدرب بلماضي سهلة تماما، أمام منافس عنيد من بلد اسمه مركب من كلمتين «ساحل العاج» قديما أو «كوت دي فوار»، كما هي التسمية حاليا ترعب حروف اسمها اللاعبين في العالم ما بالك بالأفارقة، فلا غرابة ان يكون لاعبو هذا الفريق فيلة تجول وتصول في ميدان كرة القدم كيف ما شاء لها ان تحلم ، لان الطبيعة الجغرافية هي بطاقة تعريف ثانية تضاف الى رصيد اللاعبين لهذا البلد ، ناهيك عن البنية المورفولوجية،  لون البشرة ، الاستعداد التام للقتال على الملعب .
في الضفة الاخرى من المتوسط  يتجمهر محاربو الصحراء ، في تشكيلة تعلقت بها قلوب الملايين من المناصرين وحتى أولئك الذين ينتظرون فرحة الانتصار والفوز وصلت قلوبهم الى الحناجر، أقبضت أرواحهم طيلة المباراة التاريخية بامتياز.
المحاربون اثبتوا انهم من جيل الأشاوس وان التاريخ سينصفهم لا محالة ومصير الثأر للنتائج السابقة يلقى بظلاله على العد التنازلي للمباراة ، حيث أثبت رفاق محرز درجة كبيرة من الوعي في تحمل المسؤولية التاريخية و صد كل الهجمات والتصدي لأي هجمة منافسة من شأنها زلزلة منطقة عرين الرايس مبولحي، الذي استحق وسام المقاوم .
عاش الشعب الجزائري برمته، بمختلف اطيافه وفئاته فرحة بطعم الانتصار .. فرحة لا تشبه تلك المحطات السابقة، حيث خاض الافناك معركة كبيرة بكل المواصفات، رغم الامكانيات التي يتمتع بها فريق الفيلة ..ادار محاربو الصحراء المباراة المصيرية، مثلما هو الشارع الجزائري اليوم يعيش حراكا ضد الفساد والمفسدين، ولعل حراك كتيبة الانتصار بقيادة «بونجاح ، مبولحي ، عطال ، بن سبعيني ، بلعمري ، ماندي ، قديورة ،  فيغولي ،  بلايلي ....الخ ، دخلت الاجواء بألوان الفوز، خاصة اذا علمنا ان الهزيمة تعني مغادرة قاهرة المعز والعودة بخفي حنين .
 الأنظار كانت مشدودة الى السماء لعل فرجا قادما يخرجها من عتمة الطريق التي بدت صعبة للغاية، كيف لا والمنافس كوت ديفوار، ولعل حروف الاسم كافية لتخلط الاوراق وتؤثر على الهمم ومعنويات اللاعبين .. كل التكهنات كانت واردة والحراك الكروي على أرضية الملعب ما كان له ان يتحرر من كبوته، لولا ذلك الهدف المبهر في شباك الخصم، حرر كل التحفظات واخلط اوراق الفيلة، فعلها الرجال  في غرة  الاستقلال، ولعل الايام القادمة تحمل الينا افراحا بطعم الكأس .. شكرا لكم لأنكم  بكيتم. ..فأبكيتمونا  ..وبكى الجزائريون  في كل مكان من العالم .
دموع بونجاح بعد تضييعه للهدف، ابكت الملايين، ومزقت افئدتهم، فكيف لمسؤولين ضيعوا بلدا بأكمله لا يذرفون ولا دمعة واحدة جراء ما فعلوه بشعب،  وستبقى كرة القدم أخلاق قبل ان تكون لعبة «جلد منفوخ «.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024