ديمقراطية أحادية الاتجاه ... ؟ !

أمين بلعمري
20 سبتمبر 2019

لا يختلف اثنان على أن الانتخابات هي الآلية الديمقراطية الوحيدة للتداول السلمي على السلطة كما أنها الآلية التي تتحقق عبرها الإرادة الشعبية و من ثمة السيادة الشعبية المنصوص عليها في الدستور في المادتين 7و 8 أم المسألة ، بينما يمكن الاختلاف حول شروط نزاهتها و شفافيتها بين الجزائريين وقد لاحظنا كيف عصف غياب الشروط الموضوعية للانتخابات بموعد 04 جويلية التي شهدت عزوفا من الناخبين ومن المترشحين و هو عزوف مزدوج غير مسبوق في تاريخ الجزائر.
هذا المشهد حتّم على السلطة الحالية فتح قنوات الحوار عبر لجنة وطنية للحوار و التي و بعد جولات و صولات من هذا الحوار، الذي شارك فيه البعض ورفضه البعض الآخر، انتهت اللجنة إلى رفع توصيات إلى رئاسة الدولة تمثلت أساسا في  ضرورة استقالة حكومة بدوي ،  إنشاء سلطة وطنية لتنظيم الانتخابات تحوّل إليها كل صلاحيات الإدارة في تنظيم العملية الانتخابية بكل مراحلها وكذا تعديل القانونيين العضويين للانتخابات وهي الخطوات التي تمت بالفعل – ما عدا استقالة الحكومة الحالية – وفي خطوات متسارعة تم استدعاء الهيئة الناخبة ليوم 12 ديسمبر المقبل من طرف رئيس الدولة، عبد القادر بن صالح  وذلك بعد مقترح المؤسسة العسكرية بضرورة استدعاء هذه الأخيرة خلال  كلمة لرئيس أركان الجيش، نائب وزير الدفاع، الفريق قايد صالح.
استدعاء الهيئة الناخبة و تحديد تاريخ الرئاسيات أعقبه نقاش وطني واسع عبر مواقع  التواصل الاجتماعي حيث تباينت الرؤى حول تاريخ الانتخابات وكفاية ضمانات نزاهتها وشفافيتها وهذا شيء طبيعي وصحي ولكن الأمر غير العادي ولا المقبول هو اللجوء إلى العنف فالبعض لم يكتف بالتعبير عن رأيه و لكن أخذ يتوعد و يهدد من يشارك في الانتخابات ويحرض على حرق مراكز الاقتراع و على الاعتداء و القتل بل و رفع السلاح لإجهاض الانتخابات؟ ! في مشهد يعيدنا الى العشرية السوداء عندما كانت الجماعات الإرهابية  تنعت المشاركين في الانتخابات بالكفار والطغاة  وتهددهم بالذبح والتقتيل ؟! مما يفضح أن نوايا هؤلاء و مواقفهم الشاذة لا تنبع لا من قناعات سياسية ولا من تحفظّات موضوعية على شروط إجراء الانتخابات، لأنهم ببساطة  يريدون إجهاض أي مخرج محتمل مهما كان الثمن لإطالة عمر الأزمة ومضاعفة احتمالات الانزلاق في المجهول  ليفسد على الجزائريين سلمية احتجاجهم وما حققوه بفضل حراكهم ليزج بهم في نار الفوضى والاقتتال ؟.
 الأدهى و الأمر أن كل ذلك يتم تحت مسمى ديمقراطية مستعدون أن يذبحوا باسمها من يخالفهم الرأي ؟!

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024