الحس الشعبي... صادق

جمال أوكيلي
20 نوفمبر 2019

تسير الحملة الانتخابية لرئاسية 12 ديسمبر في جو من الهدوء التام سمح للفرسان 5 بتبليغ رسائلهم السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية الواردة في برامجهم المعدة لهذا الغرض، بحضور أعداد كبيرة من المواطنين الراغبين حقا في الخروج من الوضع الراهن، إن آجلا أو عاجلا، رافضين رفضا قاطعا استمرار الأمر الواقع الذي يريد فرضه بعضٌ باسم أجندات لا تعد ولا تحصى يحتضنها الحراك، أصحابها يرفضون عودة الهدوء والاستقرار إلى ربوع الوطن.
ونحن على مشارف الموعد الحاسم ليقول الشعب كلمته الفاصلة ويختار من يراه مناسبا لتولي مقاليد الحكم، فإن الجزائر عازمة كل العزم على الانتقال إلى آفاق رحبة مفتوحة على خيارات جديدة تترجم الانشغالات الحاسمة التي مافتئ أحرار وأطهار هذا الوطن يعبّرون عنها في رؤية بلدهم خاليا من كل تراكمات الماضي وكلفته متاعب على أكثر من صعيد.
الانتخابات الرئاسية تتعلق بمصير بلد في أبعادها الاستراتيجية، لا يمكننا أن نواصل السير على هذا المنوال، كون تداعياته خطيرة جدا. في حال ما إذا أجرينا عملية حسابية بسيطة، من 22 فيفري إلى غاية اليوم، أي قرابة عشرة أشهر، نجد أن الحَراك عطل المسعى القائم على التخلص فورا من الانسداد الناجم عن وقائع رفض العهدة الخامسة وما رافق ذلك من مواقف أملاها الظرف آنذاك.
لانريد أبدا العودة إلى الوراء أو التذكير بأحداث تصنف في خانة حكم التاريخ وإنما ما يحز في نفسية أي جزائري غيور على بلده هو عودة حاملي الأيديولوجيات العنيفة والمتطرفة المنضوين تحت راية الأحزاب، النقابات، الجمعيات وتيارات أخرى، أرادت فعلا توقيف عجلة التاريخ وإعادتنا إلى نقطة الصفر وهذا بمحاولة فرض شعارات مغرضة، وهتافات دنيئة تنم عن نوايا سيئة أعدت في المخابر والصالونات والمقرات.
هؤلاء الذين إختطفوا الحراك وأضفوا عليه الطابع الحزبي، انكشف أمرهم بمجرد أن تم إستدعاء الهيئة الناخبة عندما أبدوا رفضهم لذلك، أي إجراء الانتخابات، وهي تعبير مباشر عن نزعة نضالية بحتة تلاحظها علنيا في البريد المركزي، أو أودان، أو حسيبة عبر مربعات بشرية تحت رعاية شخص معين مكلف بهذه المهمة، مما حتم على الكثير من الذين ساروا في أول الأمر الإنسحاب بشرف من هذه المغامرة.
لذلك، فإن المسيرات الشعبية الجارية عبر ولايات الوطن، تعد حسّا صادقا وعميقا وردا على ما يدبره البعض لإبقاء الوضع على ما هو عليه. وكان لابد من صوت وطني آخر يشعر المواطنين برهانات المرحلة، على أنه ليس أمامنا سوى خيار الذهاب إلى ذلك الفعل السياسي الحضاري المبني على قرار المواطن في قول كلمته الفاصلة تجاه من يكون رئيسا للجزائر.
فالإرادة الشعبية الراغبة اليوم في الإرتقاء بالجزائر إلى مستويات أعلى في إدارة الشأن السياسي، أقوى من كل هذه المحاولات اليائسة وما على أخيار هذا الوطن إلا التأكيد على هذا التوجه الثابت يوم 12 ديسمبر، إنها محطة تاريخية في مسيرة إنجازات الدولة الوطنية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024