ابتــزاز مفضوح

سعيد بن عياد
24 نوفمبر 2019

تربط الجزائر بالاتحاد الأوربي شراكة واسعة حقق من خلالها الطرف الثاني من الضفة الشمالية للمتوسط مكاسب أغلبها أحيانا على حساب الشريك من الضفة الجنوبية. وفي الوقت الذي يتجه فيه العمل لتوسيع وتنويع وتعزيز مختلف جوانب العمل المشترك عن طريق مختلف الشراكات المفيدة للجانبين، تسعى بعض الأطراف في بلدان لها ثقل في الاتحاد الأوروبي، خاصة على مستوى آلياته الفاعلة  وبالذات البرلمان الأوروبي، ممثل الشعوب في القارة العجوز، لمحاولة يائسة  للتدخل مجددا في الشؤون الداخلية لبلد سيد له ثقله في المنطقة ويعتبر مصدر سلام وتضامن، ومن ثمة ممارسة ابتزاز مفضوح لاستهداف الجزائر، في مرحلة تقوم فيها بإنجاز التحول الديمقراطي في ظل الاستقرار والحركية البناءة، وفقا لمعايير شفافة مطابقة للممارسة الديمقراطية التي ترتكز على إجراء انتخابات شفافة وقانونية.
تلك الأوساط المعروفة بحقدها الدفين وارتباطها بالماضي الكولونيالي والمروجة للاستعمار الجديد تتستر وراء شعارات براقة ومدسوسة بالسم القاتل للشعوب المتطلعة للازدهار والتقدم، في ظل عولمة شرسة وجدت فيها قوى متغطرسة المجال للعمل على تجسيد مشاريعها المدمرة والمخربة لبلدان فتية، من أجل الهيمنة على مقدرات الشعوب والسيطرة على أسواق ناشئة. وليس من دليل واضح أكثر مما تعرضت له ليبيا الشقيقة وغيرها من المناطق التي تعاني شعوبها ويلات التدخل الأجنبي.
أذرع هذه الأوساط الحاقدة المتمكنة في مفاصل دواليب اليسار المخادع الذي أخذ من عاصمة الدولة الاستعمارية التي نهبت خيرات بلادنا ويطاردها سجل التاريخ بجرائم ضد الإنسانية من إحراق للقرى واستغلال فاحش للإنسان طيلة أكثر من قرن، حولت البرلمان الأوروبي أو تكاد إلى منصة لإطلاق مشاريعها التخريبية. فهي تقوم منذ مدة بالتخطيط وحبك الدسائس، لتنتقل إلى مرحلة أكثر خطورة تهدد معادلة الشراكة، بالحديث عن الأوضاع التي تعرفها بلادنا، واضعة نفسها في موقع المدافع عن الحق في مسرحية محبوكة داخل مخابر جهنمية، لها أهداف جيواستراتيجية، تضع بلادنا في عين الإعصار، من أجل محاولة بسط الهيمنة والتأثير في مجريات التطورات بما يحقق لها مصالحها الضيقة.
بالتأكيد هذه المناورات المفضوحة واليائسة لن تنال من شعبنا ولن تحقق أغراضها الحقيرة، مهما نمقها أصحابها بشعارات مخادعة، وأحاطتها بادعاءات سرعان ما تدحضها الحقيقة، ذلك أن الشعب الجزائري، مهما كانت الظروف التي يمر بها، خاصة درجة خطورتها، لن يقبل إطلاقا بالوقوع في تلك اللعبة القذرة، كونه يعرف جيدا مصالحه ويدرك التحديات والمخاطر والرهانات. لذلك سوف يرد على من يتربصون بسيادته وحريته بالوقوف في خندق الدفاع عن وطنه وكرامته ومصالحه، ومن ثمة لن يسقط في شراك المؤامرة، التي سبق أن واجه مثلها أكثر من مرة في الماضي، فانتزع إعجاب واحترام الشعوب بما فيها شعوب من أوروبا نفسها لها مفهوم صحيح للحرية والسيادة والشراكة المتوازنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024