سلوكات مشجعّة

حامد حمور
14 أفريل 2020

ظهرت سلوكات جد مشجعة لـ «تطويق» انتشار جائحة كورونا من طرف المواطن، الذي يساير الأمور بطريقة تكشف بشكل واضح إتباعه للنصائح والإجراءات المتخذة ضمن العمل التحسيسي والوقائي في آن واحد.
فقد تأكد هذا من خلال ما لاحظناه في مختلف الأحياء العاصمية ضمن مشهد «التسوّق»، حيث أن اللهث والتهافت على المواد الاستهلاكية قد انخفض بشكل كبير... واستقر الرأي على الالتزام بالقواعد الجديدة، من خلال اقتناء الحاجيات في جو من الطمأنينة وشراء ما يلزم ضمن رزنامة يومية تبعد الفرد والجماعة في آنٍ واحد عن «اللهف» الذي تكون عواقبه الصحية والاقتصادية وخيمة.
إن التعقل وتسيير الأمور الصعبة بطريقة متأنية، هو الحل الأمثل لمواجهة هذا الوباء، خاصة وأن توزيع المنتوجات المختلفة وعمل المخابز والصيدليات وجلّ المحلات الأساسية زاد في طمأنة المواطن بتوفر المستلزمات التي يحتاجها.
وأكد لنا أحد التجار في محله لبيع اللحوم البيضاء، قائلا: «بمرور الأيام تفهم الزبون بشكل جيد القواعد التي سوف تسيّر يومياته بالنسبة لاقتناء ما يحتاجه. كما أن احترام قواعد السلامة والتباعد الاجتماعي أصبح آليا، حيث وضعت حاجزا في مدخل المحل في الأيام الأولى لإدخال شخص واحد في كل مرة، لكن الآن بدون أن أضع ذلك الحاجز رأيت أن الزبون لا يدخل المحل في حال وجود شخص آخر يقتني حاجاته... لذلك، فإنني أعمل بكل راحة ولو أنها فترة جد صعبة على كل واحد منا».
 في حين أشار أحد الكهول، الذي كان يهُمّ بدخول المحل، إلى أنه بالرغم من أننا نلاحظ من حين لآخر بعض التصرفات التي تسير عكس التعليمات والتحذيرات، إلا أن النسبة تضاءلت بشكل كبير، وهذا ما نريده إلى غاية «انقشاع الغيوم».
بينما قام أحد الخبازين برسم خطوط في محيط محله، أين يقف كل زبون بعيدا عن الآخر مسافة تزيد عن المتر وتسير الأمور بنظام الواحد تلو الآخر في صورة ارتسمت على الديكور العام الذي أصبح سيّد الموقف منذ ظهور جائحة كورونا.
وبحسب ما أشار إليه صاحب المحل، فإن «الحملات التحسيسية المختلفة أتت بثمارها لدى المواطن الذي يأخذ الأمور بجدية أكثر، لاسيما ومداخلات المختصين لعدة أسابيع مع انتشار الوباء بشكل مخيف، يزيد من الحذر على كل المستويات».
لذلك، الإجراءات الوقائية تبدأ بشكل فعلي من خلال تصرفات المواطن، وبما أن أكبر نشاط يوميا يخص التسوق.. فإن التحكم في هذا الجانب، قد يجعل المنحنى تنازليا لإمكانية الوصول إلى كبح هذا الوباء القاتل الذي غيّر حياة ويوميات جلّ سكان العالم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024