السمك لمن استطاع...؟!

أمين بلعمري
05 ماي 2020

يبدو أن تجارة السمك بمختلف أنواعه فالتة من مصالح الرقابة وقمع الغش أو على الأقل هذا ما يتبادر إلى الذهن عندما تزور مسمكة العاصمة سواء تعلق الأمر  بنقطة البيع الموجودة داخل ميناء الصيد أو محلات بيع السمك في الضفة المقابلة من الطريق وهو الغلاء الفاحش للأسعار ولكم أن تتخيّلوا أن الكليوغرام الواحد من الجمبري "الملكي" يتراوح سعره بين 3500 إلى 3800 دج أما السمك الأصهب "الروجي " فقد وصل سعره إلى 2200 دج والأدهى من ذلك كله أن التونة الطازجة وصل سعرها إلى ما بين 1200 و1500 دج للكيلوغرام الواحد رغم أن حصة الجزائر من صيد التونة تناهز 300 طن سنويا ولكن لا أثر لهذه الكمية في الأسواق رغم أن هذا النوع من السمك مهم جدا للصحة العمومية وللسلامة الذهنية والجسدية للمواطنين؟

إن هذا المشهد يطرح الكثير من علامات الاستفهام  لأنه من غير المعقول أن بلادنا التي تمتلك شريطا ساحليا بطول 1600 كلم وبجرف قاري مستقطب لكل أنواع الأسماك والكائنات نظرا لخاصية ارتفاعه، الشيء الذي بنفاذ أشعة الشمس وتوفير مساحات هائلة لرعي الاسماك  بإجماع الكثير من الخبراء في علوم البحار والكائنات البحرية ولكن رغم ذلك لا يصل إلى موائد الجزائريين  إلا النزر القليل من هذه الثروة وبأي سعر؟! 

عندما تسأل الباعة عن سبب قلة العرض وغلاء أسعار السمك الكل يجيبك بنفس الاسطوانة  "مكاش الحوت، الحوت هرب"؟ ولكن هناك من يصدمك بالقول " الحوت باعوه في البحر" أو بمعنى هناك عمليات مشبوهة لبيع ثروتنا السمكية لصيادين من الضفة الأخرى وبالعملة الصعبة والكثيرون من الصيادين يتحدثون عن هذه التعاملات المشبوهة في عرض البحر وهذا علاوة على غرف التبريد التي لم تعد تستعمل لحماية فائض العرض من التلف ولكن للاحتكار والتحكم بالأسعار، افلا يستدعي كل هذا فتح تحقيق معمّق من طرف وزارة الصيد البحري المعنية مباشرة وكذا من طرف وزارة التجارة وكل المصالح المختصة لمعرفة الأسباب الحقيقية لهذا الغلاء الفاحش والجنوني الأسعار التي يبدو أنها فالتة من الرقابة تماما ولا يتعلّق الأمر بالأسعار فقط ولكن حتى بنوعية وطزاجة المعروض إلى درجة أن بعضهم يعرض على طاولته أو على صناديقه الخشبية الملقاة على الأرض مباشرة، أسماك جفت تماما تحوّلت الى ما يشبه نشارة الخشب ولكن رغم ذلك يستمر في بيعها وبأغلى الأثمان دون حسيب ولا رقيب، بينما هناك وزارة كاملة بمديرياتها مكلّفة بالقطاع، ثم هل يعقل أن الجزائر العاصمة بأكملها لا تتوفّر  إلا على نقطة واحدة لبيع الأسماك مع احترام  النظافة؟!  

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19471

العدد 19471

الأربعاء 15 ماي 2024
العدد 19470

العدد 19470

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19469

العدد 19469

الثلاثاء 14 ماي 2024
العدد 19468

العدد 19468

الأحد 12 ماي 2024