إنّ عملية اقتناء بعض المواد الاستهلاكية على غرار زيت الزيتون وعسل النحل الطبيعي، دون شك ليست بالسهلة، في ظل وجود بعض الباعة من عديمي الضمير، يغشّون في السلعة ويخادعون زبائنهم بكلام معسول، من أجل إقناعهم بجودة ما يعرضون. ومن الطبيعي يحرص المستهلك على التأني في شراء ما يحتاجه، وفوق ذلك لا يتردّد أن تكون من تاجر يعرفه، أو محل تجاري محدد، فإذا كانت السلعة غير مطابقة للمعايير ومغشوشة يعيدها إليه ويسترد ثمنها.
ومن الضروري توخّي المواطن الحيطة والحذر في اقتنائه للعديد من المنتجات الاستهلاكية الحسّاسة، حتى لا يقع فريسة غش وطمع التاجر الذي قد يخلط زيت الزيتون بزيت المائدة، أو العسل الطبيعي مع العسل الاصطناعي، عن طريق إضافة نكهة كيميائية لتضليل الزبائن، وفي حالات أخرى يقدّم التجار المزيفون والباعة العشوائيون من هواة الربح السريع على عرض عينة ذات جودة عالية من زيت الزيتون على الزبائن.
ومع بداية العرض يمنحونهم القليل للتذوق في المنزل، وعند جذبهم نحو عملية الشراء وإقناعهم بها، تسلم للمستهلك سلعة أخرى ذات نوعية رديئة، وبعد أيام قليلة خلال بداية استهلاكها، يكتشفون أنهم وقعوا في فخ كذب وخداع التاجر لأنه منحهم سلعة أخرى غير تلك المتفق عليها، وهذا ما يسمى في القانون تدليسا، وهناك من يستشيط غضبا، ويذهب لمواجهة التاجر إذا وجد له أثرا من أجل استعادة نقوده أو استبدال مادة الزيت إلى أخرى تكون أفضل في النوعية، وآخرون يتقبلون الأمر الواقع وتكون ردة فعله هادئة، غير أنه في المرات المقبلة يستفيد من الدرس ويكون حريصا في عملية التسوق، لأن المظاهر الخارجية قد تخفي الكثير من العيوب، وليس كل ما يبرق ذهبا.