عندما يحل شهر الصيام من كل سنة، تزدهر تجارة «الديول»، وتصبح هذه الحرفة مدخل رزق للعديد من ربات البيوت والأسر محدودة الدخل، علما أنّ هذا المنتوج يحظى بطلب كبير في السوق، وتجارته مربحة ومستمرة طيلة شهر رمضان، على اعتبار أنّ العرض يشمل كذلك عدة عجائن أخرى تحضّرها النسوة في المنازل، على غرار القطايف والعجينة المورقة لتحضير المملحات، إلى جانب بعض الحلويات التقليدية، وبمجرد تموين التجار بهذه المنتجات الغذائية ينتهي دور النسوة، ويبدأ التاجر في تحديد السّعر لضمان هامش ربح يناسبه، لكن عدة تجاوزات يقع فيها بعض التجار، وللأسف على حساب المستهلك!
بعض التجار يحاولون فرض منطقهم، وذلك عند رفعهم سقف بيع هذه المعجنات لدرجة أنّ هامش ربحهم مرتفع على أرباح ربة البيت أو صاحب المنتوج، وأحيانا تصل حزمة من «الديول» إلى سعر 90 أو 100 دج عندما تكون الكميات قليلة والتاجر يجد نفسه بمفرده في السوق، ويندرج هذا السلوك ضمن الطمع المرفوض والجشع المستهجن، وينبغي على المواطن أن يشجب مثل هذه الممارسات التي تندرج ضمن محاولات البائع استغلال طلب المستهلك «الصائم» وفرض أسعار مرتفعة عليه.
ولا يتردّد بعضهم في الاحتفاظ بكل ما تبقى من هذه العجائن التي يفضلها الزبائن حديثة التحضير، في البرّاد، وفي الصباح الباكر، يخرجون الأكياس المبللة بالماء، وبعد مرور مدة زمنية قليلة، تتمدّد هذه الأخيرة، ويقدمون على عرضها في واجهة المحل التجاري، على أساس أنهم تسلّموها ساخنة وأحضرت لهم في الصباح الباكر، لكن المستهلك عندما يشتريها، لا يقف على نوعيتها إلاّ عند الشروع في استعمالها في الفترة المسائية، لأنه حتما سيتفاجأ بأنه تعرّض إلى عملية غشّ مفضوح. من المفروض أنّ التاجر الصائم في شهر رمضان، يحرص على التغيير من سلوكاته السيئة، ويحكم ضميره، ولا يؤذي المستهلكين بتحايله، لأنه سيخسر الزبائن الذين وقعوا في فخ خداعه بشكل نهائي.
سلوكات
غش مفضوح
شوهد:149 مرة