مسرحنا إلى أين..؟

رسالة تحتاج إلى تجديد

جمال أوكيلي
28 مارس 2015

«إستغاثة من الأعماق” صدرت أمس عن ممثلين مسرحيين كان لهم باع طويل في مخاطبة الجمهور من الركح مباشرة دون أي حواجز تذكر.. وهو تواصل يحمل أكثر من رسالة تجاه يومياتنا وسلوكاتنا التي يدعونا من خلالها أهل هذاالفن إلى التأمل والتمعن فيها دون تقديم الحلول المطلوبة.
هذه الصرخة هي شكل من أشكال النداء المتوجهة الى كل القائمين على هذا القطاع من أجل إعادته إلى سكته كما كان الحال في السابق، أي فتح هذا الملف بكل أبعاده وحيثياته ليتطابق ذلك مع ما اقترحه الممثل يوسف حطاب الذي طلب بجلسات وطنية حول الثقافة وأشار إليها في صفة “ندوة” كباقي الميادين الأخرى التي تحظي باهتمامات السلطات العمومية مخصصة لها ورشات عديدة كل واحدة تتكفل بمحور معين، وقد شدد على ذلك نظرا لماوصل إليه الأمر اليوم.
 وإن تغيرت التركيبة البشرية للمسرح الجزائري اليوم واختفاء وجوه معروفة على الساحة خاصة مسرح قسنطينة الذي كان رائدا في حمل الرسالة الطلائعية في مراحل قريبة من تاريخنا إلا أن الابداع مازال قائما والتأليف حاضرا، وقد نكون قد أخلطنا بين معادلتي الأشخاص والفكر لذلك ألقينا كل شيء على مسؤولية من سابقونا بالاجتهاد وهذه الطروحات خطيرة جدا والأكثر من هذا مثبطة للعزائم ومؤثرة على الإرادات الخيرة لا يعقل أن يكون شعارنا اليوم البكاء على الأطلال أو الجري وراء السراب واللهث تجاه الفراغ.
ماقاله في منتدى “الشعب” الممثل عبد الحميد رابية عن علولة ومجوبي يحتاج إلى وقفة لتقييم الذات تبدأ وتنتهي عند سقف مفاده علينا التجديد في ابداعات هؤلاء الرجال الذي ضحوا من أجل المسرح والاستثمار فيما تركوه من قيم منها خاصة العلم ثم العمل الذي يسمح لنا بمعرفة المسافة التي قطعناه والاطلاع على حركيتنا من نقطة انطلاقتنا لانستدير إلى الخلف من أجل التذكير وإنما قصد التفكير في المستقبل.
والحلول لا تأتي أبدا أو دائما بالانتقاد وإنما فضائل الحوار هي التي تقودنا إلى مبتغانا وعلينا أن نسلك مسلك التواصل مع الآخر عبر أطر نظامية وبإمكان الجمعية الفنية والسينمائية “أضواء” أن تكون من الأطراف القادرة على تقديم القيمة المضافة وهذا بالقفز إلى أفق واعدة هذا ليس كلاما ديماغوجيا أو لغة خشب، وإنما الحقيقة كل فكرة يحملها صاحبها لاتصل إلى الآخر إلا إذا وضعها في قالب القبول بها لدى العامة من الناس لا تستدعي خطابا حماسيا رنانا أو معسولا ولكن الدفاع عنها وفق منطق معقول ومقبول قد تكون فكرة جلسات وطنية للثقافة فكرة طيبة يحتفظ بها إلى مابعد فترة قسنطينة عاصمة الثقافة العربية لمعرفة حقا مايدور في هذا القطاع الواسع والاستماع إلى أهله… لضبط أعمال حيوية في المراحل القادمة.
وسيكون المسرح من ضمن الورشات المقترحة يساهم فيها كل من له رغبة عميقة في تطوير هذا الفن الحساس.
 والمطلوب اليوم من المسرح الجزائري أن يكون مرافقا لما تشهده البلاد من تطور كبير في كل القطاعات الاستراتيجية وهذا بتفتيق عبقريته في هذا المجال لنقل رسالة واضحة المعالم للأجيال.
للأسف لانقوم بمثل هذه المهمة وسقطنا في العمل التجاري غير الهادف الذي لا ينقل القيم بقدر ما يعمل على طمسها.. ولم نفكر في يوم من الأيام في موافقة الحركية التي تعيشها البلاد من أقصاها إلى أقصاها وهذا دور المسرح بالدرجة الأولى فمتى نستفيق قصد تجسيد ذلك؟ وندخل دورة مسرحية جديدة لا تعيش على الماضي فقط كماهو عند البعض.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024