فشل للدبلوماسية المغربية

جمال أوكيلي
18 مارس 2016

حملة سياسية مسعورة يشنّها المغرب على الأمم المحدة لم يقف عليها الملاحظون منذ نشأة هذا التنظيم عقب الحرب العالمية الثانية وما مرّ من نزاعات عليه في الشرق الأوسط وافريقيا وآسيا وامريكا اللاتينية وأوروبا الشرقية احترم الجميع ما أقرّ به الأمناء العامون في تلك الفترة من أجل استتباب الأمن والاستقرار في ربوع هذه الأصقاع.
وتفاجأ المتتبعون لهذا الهذيان المغربي وجنون المسؤولين الذين بدلا من الانصياع للأمم المتحدة عملوا على تشجيع الناس على الخروج إلى الشارع بتسمية “الربيع العربي”، “المليونيات” المنبوذة  والمكروهة لدى الأحرار والشرفاء في البلدان التواقة إلى الهدوء الدائم.
ونسي من يدفع الى التهور والعمل غير المسؤول أن الحل ليس في الشارع المغربي مهما كان عدد هؤلاء وإنما الحل هو الآن لدى الأمم المتحدة ولن تتكرر أبدا مهزلة “المسيرة الخضراء”.
ويدرك وزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار أنه ارتكب خطأ فادحا عندما رفض زيارة بن كيمون لبلاده، لأن الأمر يتعلّق بأمين عام أعلى سلم وليس بمنصب بسيط لموظف أممي عادي يسمح بالاحتجاج عليه وتداعيات هذا الخطأ الاستراتيجي يحصد اليوم المغاربة نتائجه أمام الرأي العام العالمي.
وهذه الضجة المفتعلة هي تمهيد الأرضية لرفض عودة المسؤول الأممي إلى المنطقة وفك الارتباط بالمؤسسات الأممية قصد الانفراد بالملف، وهذه النظرة خطيرة جدا ومغامرة لا يحمد عقباها قد تكلف المغاربة ثمنا باهضا أي العودة إلى الكفاح المسلح للصحراويين لاستعادة وطنهم لأن المغرب أغلق كل الخيارات المتعلقة بالتسوية السلمية تحت الإشراف الأممي.
وما على هؤلاء الاعتراف بالحقائق الساطعة في الميدان والتي هي محلّ إجماع دولي بخصوص تقرير مصير الشعب الصحراوي عن طريق تنظيم الاستفتاء.
وما يقوم به المغاربة ليس حلا أبدا بل هو تعقيد للمسألة بإدخالها في متاهات مكشوفة ومرامي مفضوحة كالسعي لفصلها وسحبها من الأمم المتحدة بإضفاء عليها الطابع المحلي الضيق أي إعطاء الانطباع بأنه هناك من يريد “التعدي على سيادة هؤلاء”.  و«حرمانهم من أقاليمهم الجنوبية”، هذه الخزعبلات والافتراءات لا تنطلي على أحد.. لأن الإقليم الصحراوي يعد محتلا وتحت تسيير القرارات الأممية بما فيها اللائحة التاريخي ١٥ / ١٤.
وقد يخطىء هؤلاء أن راهنوا على انتهاء عهدة الأمين العام لأن القضية غير مرتبطة بالأشخاص وإنما قوتها في المؤسسات المتكفلة بها التي فصلت فيها بصفة سياسية وقانونية ولا رجعة عن ذلك أبدا.
إنه فشل ذريع للديبلوماسية المغربية على كافة الأصعدة بعد أن خسرت كل رهاناتها دوليا، بما فيها الاعتماد على الكبار.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024
العدد 19455

العدد 19455

الجمعة 26 أفريل 2024