أم الشمل بالحوامد تلم شمل الجزائريين إثر فقدان عياش

”الشعب” تنقل تفاصيل التراجيديا وعمليات الإنقاذ بالمسيلة

المسيلة: عامر ناجح

تحسر الآلاف ممن حضروا وشاهدوا من قريب اوبعيد عملية إنقاذ الشاب عياش محجوبي الذي سقط ببئر ارتوازية يوم الثلاثاء ببلدية الحوامد بالمسيلة وبالضبط بمنطقة أم الشمل، واستمرت عمليات انقاذه لليوم الخامس على التوالي دون التمكن من إخراجه من فوهة الأنبوب الحديدي الذي لا يتعدى قطره 35 سم. تضاءلت نسبة نجاته وأصبحت من المعجزات المستحيلة جراء التحقق من غمر الماء المكان عدة مرات. “الشعب” عاشت الكابوس وتنقل ادق تفاصيله.
وقفت “الشعب” بأم الشمل على عمليات تضامن وتآزر كبيرين بين السكان الذي حضروا من كل شبر من التراب الجزائري.لمؤازرة أهل الضحية والوقوف معهم في هذه المحنة.
من ابرز الأحداث التي تفاعل معها الحاضرون مساء الجمعة عندما ابلغ الجميع انه يتم سحب عياش من الأنبوب الحديدي بعد أن اضطر رجال الحماية المدنية خلال الأمتار الأخيرة من الحفر إلى إدخال عون إلى الأنبوب بعد ان بقيت 04 أمتار على الوصول إلى عياش إلا أنها باءت بالفشل بسبب ضيق الأنبوب. مما اضطر ذات المصالح إلى معاودة العملية من جديد حيث اصطدم فريق الإنقاذ في اليوم الخامس بمشاكل جمة في عملية امتصاص الماء جراء تعطل عديد المحركات.
في حين أفادت مصادر مسئولة رفضت الكشف عن اسمها حول صحة عياش، أن الضحية كان قبل عملية الانقاذ في عداد الموتى جراء السقوط داخل البئر من مكان عال حيث غمرته المياه داخل الأنبوب عدة مرات ويستحيل أن يكون على قيد الحياة.
عياش محجوبي صاحب 26 ربيعا الساكن بمنطقة أم الشمل التابعة إداريا إلى بلدية لحوامد جنوب ولاية المسيلة سقط في بئر ارتوازية عمقه 100 متر وقطر الفوهة 35 سنتم وبقي عالقا بماسورة البئر على عمق 40 مترا حسب ما رواه أبوه الحاج عيسى محجوبي بمكان الحادث. وخرج الفقيد يوم الثلاثاء قبل منتصف النهار رفقة أخيه الأكبر باديس لسقي الحقل لكنه لم يعد معه. عاد شقيقه باديس إلى المنزل لوحده حيث لحقه أخوه الأكبر إلا انه لم يجده بالمنزل فإذا بطفل صغير يقول إن عياش سقط بالبئر.
 هرعت الأسرة مفجعة إلى مكان الحادث فإذا بهم يجدون عياش يصرخ داخل البئر ويقول “يا أمي ما اتخلينيش” قبل أن يتحول في اليوم الثاني إلى أنين على بعد 40 مترا، حيث تم الاتصال بمصالح الحماية المدنية لتتدخل الوحدة الثانوية لبلدية بن سرور التي لم تجد سبيلا لإخراج عياش سوى الحفر على جانبي الأنبوب الحديدي بحكم أن فوهة الأنبوب صغيرة جدا ولا يمكن الوصول إليه مباشرة.
 عملية الحفر تواصلت 4 أيام ليلا نهارا دون توقف فوصلت إلى عمق 26 مترا أين اصطدم الفريق المكون من أكثر من 50 عونا الحماية المدنية موزعين على 03 فرق بالإضافة إلى ضباط وأكثر من 10 آلات حفر من الوزن الثقيل لمتطوعين من داخل وخارج الولاية بوجود صخور وتسرب للمياه وهوما صعب المهمة.
 في حين بقي عياش في تواصل مع رجال الحماية المدنية إلى غاية منتصف الأربعاء ليدخل في غيبوبة بعدها ولا يسمع له صوت ولا حركة إلى غاية إخراجه من الأنبوب ، إلا أن فريق الإنقاذ واصل عملية إمداده بالأكسجين داخل الأنبوب في كل 10 دقائق إلى ربع ساعة وكذا امتصاص المياه المحيطة بالأنبوب بعد كل عملية قطع للأنبوب الحديدي التي تحولت في السبع امتار الاخيرة الى استعمال الفؤوس والمعاول نظرا لصعوبة وصل دخول الآلات إلى المكان خوفا من انهياره جراء التسرب الكبير للماء.
من جانبه مدير الحماية المدنية بالمسيلة العقيد مرزاق برشي الذي سهر شخصيا على عملية الإنقاذ أكد ل”«الشعب”، صعوبة المهمة على الرغم من توفر جميع الوسائل والمعدات اللازمة وقال لنا “ في ظل صعوبة الظروف الطبيعية وضيق حجم الأنبوب الذي لا يتجاوز قطره ال30 سنتم حالت دون نجاح المهمة بالكيفية التي اردناها وتوقعناها”، مشيرا إلى أن عمق البئر الارتوازية يتجاوز 100 متر وان الضحية عالق في ماسورة البئر على عمق 40 مترا وهوما حتم القيام بعملية الإنقاذ من خارج البئر وما صعب المهمة حسبه هوالعشرة أمتار الأخيرة وتسرب الماء الذي حتم على الفريق امتصاصه في كل مرة وكذا التخوف من انهيار المكان وسقوطه على الأنبوب.

هبة تضامنية كبيرة بمكان الحادث

منذ وقوع الحادث سجلت هبة كبيرة من قبل سكان المنطقة والمناطق المجاورة وحتى من خارج الولايات المجاورة على غرار سطيف باتنة بريكة والبرج وبسكرة والشلف والجزائر العاصمة لتقديم المساعدة والاطمئنان على حال عياش .وتولى سكان المنطقة تقديم الأكل والشرب للحاضرين الذين فضل الكثير منهم المبيت في سياراتهم أوأمام النار وطهو الطعام واحتمال برودة الطقس التي تميز المنطقة على العودة إلى منازلهم أملا في رؤية عياش وهوينقذ من موت محقق.
 في حين فضل الكثيرون الدعاء له بالحياة ودعا البعض الأخر إلى التخلي عن نشر الأخبار الكاذب عبر صفحات التواصل الاجتماعي حفاظا على مشاعر الأهل وسكان المنطقة ككل . والاهم من هذا أن العديد من رجال الأعمال والمقاولين سخروا الات حفر للمساهمة في الحفر حتى من ولاية بسكرة ودائرة مقرة.
ولعل الحيز الأكبر االذي أخذه الحادث هوعبر شبكات التواصل الاجتماعي حيث يحاول الحاضرون بث صور وفيديوهات للحادث التقطها مواطن حتى من خارج الجزائر وهوما شد حيرة الجميع ودفعهم إلى السؤال والمتابعة ما يجري على أمل أن يسمعوا خبرا مفرحا حول إنقاذ عياش ، وكما باشرت العديد من القنوات التلفزيونية تغطية الحدث طيلة الأربعة أيام كاملة وبث أخبار عاجلة تخص عمليات الحفر وامتصاص الماء.من جانب آخر برمجت السلطات الولاية ممثلة في رئيس الديوان نيابة عن والي الولاية حاج مقداد زيارة إلى مكان الحادث رفقة السلطات الأمنية والعسكرية، بعد أن تم تشكيل خلية متابعة على مستوى الديوان وخاصة بإنشاء مركز متقدم في عين المكان وتسخير كافة الإمكانيات اللازمة. كما قام والي الولاية حاج مقداد بزيارة لموقع الحادث على الساعة الرابعة صباحا وتفقد أشغال الإنقاذ مؤكدا ان الدولة سخرت إمكانيات هامة للعملية .على الرغم من صعوبة المهمة مشيرا إلى انه لابد من أن نثق في مصالح الحماية المدنية التي تعتبر المخول الوحيد لانتشال جثة الفقيد عياش الذي لا زال السكان تحت التاثر يترحمون على فقدانه ويتقاسمون العائلة الحزن.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024