«الشعــب» ترصـد وضعيـة النقل ببسكرة

مراقبــــة مستمـــرة وحــوار مفتـــوح مع الشركــاء

بسكرة : لموشي حمزة

  تحسـين الخدمـــات وعصرنتهـــا حتميـة لا خيــار

 التكـوين الحلقــــة الأهم ومخطط مرور جديد ضرورة

يشهد قطاع النقل بعروس الزيبان بسكرة، تحسنا ملحوظا في الخدمات المقدمة للمواطن، حيث يعتبر بالولاية من بين أهم القطاعات التي تراهن عليها الدولة لمرافقة التوجهات الجديدة للحكومة والخاصة بتشجيع الاستثمار لخلق بدائل ثروة جديدة، لما له من دور فعال في التنمية المستدامة.
تسهر مديرية النقل لولاية بسكرة على تسيير وتوفير مختلف وسائل النقل الضرورية بجميع أنماطها من نقل بالسكك الحديدية ونقل للمسافرين بواسطة الحافلات وسيارات الأجرة، وكذا النقل الجوي علاوة على توفير نقل البضائع وتطويرها من أجل تحسين الخدمات المقدمة في هذا الشأن، وذلك حسبما أكده محمد فاروقي مدير القطاع في لقاء مع جريدة «الشعب».
قد حقق القطاع تحولا حقيقيا بفضل الاهتمام الكبير الذي أولته الدولة، حيث تم إنجاز عدد كبير من المشاريع وأخرى في طور الإنجاز لجعل هذا القطاع أكثر فعالية للمساهمة في التنمية الاقتصادية للبلاد.
وللوقوف على واقع وتحديات هذا القطاع قادت «الشعب» زيارة ميدانية لبعض محطات النقل وبعض الخطوط والمواقف الخاصة بمختلف المركبات لنقل حقيقة هذا التطور والتحسن في الخدمة العمومية المقدمة من جهة وكذا معرفة بعض الانشغالات التي طرحها المواطنون والسائقون والتي تعتبر من بين الصعوبات التي تواجه تحقيق مزيد من التطور في هذا القطاع الحساس والتي نقلناها للمسؤول الأول عن القطاع محمد فاروقي والذي أكد بدوره أن التكفل الجدي بمشاكل تنقل المواطنين بالولاية تنحصر في ضرورة توفير وسائل النقل وهي موجودة وتحسين الخدمة المقدمة وهي تحدي توشك المديرية على كسبه وهو ما سيتحقق بتضافر جميع الجهود.

محطة مطارية بمواصفات عالمية

في هذا الصدد، أشار فاروقي توفير مصالحه لـ1092 مركبة من مختلف الأنواع والتي توفر 36732 مقعد بمعنى مقعد واحد لكل 10 مواطنين متجاوزة بذلك المعدل الوطني، الأمر الذي جعل بسكرة في أريحية كبيرة مقارنة بعدة ولايات خاصة ما تعلق بوفرة وسائل النقل ونوعيتها، خاصة ما تعلق بفرض الطاكسي الفردي مع إلزامية تركيب العداد أو الطاكسي الجماعي مع تحديد المسار، لضمان التغطية.
وبخصوص توزيع الخطوط ووسائل النقل عبر بلديات بسكرة، أكد المتحدث تسجيل مديريته لـلعشرات من خطوط النقل الداخلية والوطنية خاصة بالمواطنين مفتوحة للاستغلال، ونشير هنا إلى أن الخطوط الحضرية هي الأكثر طلبا من طرف السائقين وحتى المواطنين مقارنة مع الخطوط الأخرى، كخط ليوة بسكرة وبعض الخطوط الأخرى ببعض البلديات ذات الكثافة السكانية.
وتتوفر ولاية بسكرة على 3 محطات برية كمحطة الحاجب الرئيسية التي تعالج سنويا أكثر من مليون مسافر عبر 350 حافلة و400 سيارة أجرة للنقل الجماعي ما بين المدن و200 سيارة للنقل الحضري.
بالإضافة إلى محطتي أولاد جلال وطولقة اللتان تستقبلان 750 ألف مسافر سنويا بواسطة 250 حافلة، حيث يعكف المدير على عقد لقاءات دورية مع مسؤولي هذه المحطات لتحسين الخدمة العمومية خاصة ما تعلق بظهور المحطات الموازية حيث يرفض بعض المتعاملين دخول هذه المحطات.
وفي هذا الصدد، أوضح فاروقي أن مصالحه راسلت المديرية العامة سوقرال التي تسير هذه المحطات بضرورة إلزام المتعاملين بالدخول إلى هذه المحطات عبر وثيقة الطريق لتحقيق 3 أهداف تتمثل في تعزيز مداخيل المحطة المالية وكذا التصريح الحقيقي بعدد الركاب والهدف الأهم هو التقليل والوقاية من حوادث المرور من خلال إلزام السائق باستراحة قصيرة قبل الانطلاق مجددا ومواصلة السفر.
كما تتوفر بسكرة على محطة مطارية دولية بمواصفات عالمية دخلت حيز الاستغلال سنة 2013، كما تم إعادة الاعتبار للمحطة المطارية القديمة الخاصة بالخطوط الداخلية التي دشنت أواخر العام المنصرم 2019، حيث تعالج المحطة الدولية سنويا 500 ألف مسافر من داخل وخارج الوطن.

قفزة نوعيــــة في نقـــــل البضائــــع

كما يشهد ميدان نقل البضائع، قفزة نوعية وتطورا ملحوظا وصل إلى حد المنافسة الكبيرة بين النقل البري والنقل بالسكة الحديدة حسب ما أكده لنا مدير القطاع محمد فاروقي بالنظر للتزايد الواسع لعدد المتعاملين النشطين في الميدان سواء كانوا متعاملين خواص أو عموميين حيث قفز عددهم إلى أكثر من 10 آلاف متعامل، بشاحنات تفوق 17600 شاحنة تُقل أكثر من 113 ألف حمولة سنويا.
وقد ساعد في ذلك الموقع الإستراتيجي للولاية بطابعه الفلاحي والصناعي، بالإضافة إلى إقبال الشباب في إطار مختلف أجهزة الدعم التي تقدمها الدولة للعمل في هذا النوع من النقل، كما تتوفر الولاية على 47 متعامل نقل للمواد الخطرة على غرار المازوت والغاز والبترول المميع وغيرها من الغازات والمواد السامة والخطرة.
وبالنسبة للسكة الحديدية استفادت بسكرة حسب فاروقي من خط اجتنابي على طول 18 كلم ويرتقب أن تتدعم بمحطة لنقل البضائع بالقرب من المطار إضافة إلى إنجاز محطة جديدة لنقل المسافرين خاصة بعد فتح خط قسنطينة- تقرت وخط العاصمة- تقرت عبر بسكرة دائما، حيث سيستفيد ساكنة الولاية من 30 بالمائة من طاقة استيعاب هذه الخطوط.
كما تملك الولاية 130 كيلومتر من السكك للنقل تم تجديد 80 كلم منه، بهاته الصيغة مقسمة على 3 محطات سككية بالقنطرة ولوطاية وبسكرة، حيث يلعب النقل بالسكة الحديدية دورا هاما في تنمية الولاية وتوفير احتياجاتها من مختلف البضائع من عدة موانئ كالمحروقات والحبوب والأسمنت وغيرها، رغم تسجيل نقص ملحوظ في الإمكانيات المادية والبشرية خاصة ما تعلق بالصيانة الدائمة للشبكة والمحطات القديمة الموجودة على طول الشبكة كما لا يستطيع توفير العدد الكافي من القاطرات.

إجــراءات فعالــــــة  الخدمــة العموميــة

أكد فاروقي حرص مصالح مديرية النقل بالتنسيق مع مختلف الشركاء من بلديات وممثلي الناقلين وحتى المواطنين على تفعيل لغة الحوار للخروج من مختلف المشاكل خاصة ما تعلق بأهمية معرفة طلبات المواطنين في مجال النقل والتي تحدد عبر إجراء دراسات ميدانية للوقوف على حقيقة مخططات النقل بعد إجراء تحقيقات مع المواطنين للتمكن يضيف المدير من وضع جهاز متوازن فيما يخص توزيع وسائل النقل وتحديد نوعية هاته الوسائل والخط  لمعرفة إمكانية فتح وإدماج وغلق الخطوط.
كما اتخذت مصالح مديرية النقل خطوات فعالة لتحسين الخدمة العمومية وتلبية رغبات المواطنين في التنقل على غرار تخفيف إجراءات الحصول على رخصة النقل وتشجيع الخطوط التي تعاني من قلة إقبال المواطنين عليها خاصة النائية منها بالإضافة لتشجيع المستثمرين في مجال النقل وتشجيعهم للحصول على حظيرة مركبات بدلا من حافلة واحدة وأخيرا تكثيف عمليات المراقبة.
وتتوفر بسكرة على 10 وكالات للمراقبة التقنية للسيارات، و185 مدرسة تعليم سياقة بها 170 ممرن يمارسون مهامهم عبر 16 مركز امتحان موزع بالولاية.
وقد نقلنا هاته الانشغالات لمدير القطاع والذي أكد لجريدة «الشعب» تسجيل نقص في الوسائل تجعل تنقل المواطنين صعبا وشاقا رغم المؤشرات المشجعة السابقة الذكر، إضافة للحالة السيئة لوسائل النقل ما ينتج أعطابا كثيرة زاد منها إهمال المتعاملين المرخصين لخطوطهم والعمل في مجالات أخرى دون إهمال النقل الظرفي الخاص بالتظاهرات الثقافية والرياضة.
هذه المشاكل حتمت على المديرية التجاوب الفعال مع انشغالات الزبائن وتنفيذا للقوانين الجاري العمل به تقوم مصالح مديرية النقل بالتنسيق مع عدة قطاعات أخرى أمنية ومدنية بفرض عقوبات إدارية صارمة كوضع المركبات المخالفة في المحشر والسحب المؤقت والنهائي للرخص من أصحابها. وعدم وجود حافلات احتياطية وعدم وجود متعاملين ذوو كفاءة مهنية هو الانشغال الأكبر يضيف فاروقي.

حافـــلات قديمـــة خطر علــى الركــاب

تضم حظيرة النقل التابعة للخواص بولاية بسكرة خاصة تلك التي تعمل عبر خطوط بين البلديات والنقل الحضري داخل المدينة حافلات نقل مهترئة لا تصلح حتى لنقل الخرداوات، احتج على تواجدها المواطنون عدة مرات، غير أنهم يركبونها مضطرين حسب ما أكدوه لنا بسبب قلة الحافلات الجديدة.
وقد أوضح مدير النقل الولائي أن الناقلين الخواص خاصة بعاصمة الولاية والتي تشهد لوحدها أكثر من 30 حافلة نقل حضري بين الأحياء أو إلى المحطة البرية الحاجب ملزمون بتطبيق الشروط المنصوص عليها في دفتر الشروط المتعلقة بحماية سلامة المسافرين، واحترام شروط النظافة وحسن المعاملة، غير أن الواقع شيء آخر، حيث تستقبل المديرية شكاوى المواطنين للفصل فيها، ويتم معاقبة العديد من الناقلين، مثلما يجري تشديد العقوبات بسحب رخصة استغلال الخط نهائيا من بعض الناقلين الذين لم يحترموا القوانين والإجراءات المعمول بها.
وقد ألح المدير في هذا الصدد على أهمية التكوين لدى المتعاملين والمواطنين باعتباره الحل الوحيد للخروج من مشاكل النقل خاصة الحضري منه، حيث تشرف مصالحه على تكوين المواطنين في مجال النقل للحصول على شهادة الأهلية المهنية البيداغوجية خلال 3 أشهر، إضافة للتكوين الخاص بالحصول على دفتر المقاعد ويشرف على هاته التكوينات إطارات من القطاع على المستوى الجهوي والمحلي.
وعن المشاريع الجديدة التي استفاد منها القطاع فقد تم إنجاز 4 ميادين امتحانات رخص السياقة ببسكرة وطولقة وسيدي عقبة وأولاد جلال يتمنى المدير رفع التجميد عن بعضها لتساهم في تحسين الخدمة العمومية المقدمة في هذا المجال.
وحرص المدير على التأكيد على ضرورة السهر على إيجاد حلول سريعة ومستعجلة من أجل إعادة ضبط نشاط النقل، من خلال مخطط نقل جديد يراعي التوسع العمراني والجغرافي لمدينة بسكرة، خاصة بالنظر إلى الاختناق الكبير الذي تعيشه بسكرة يوميا، بإشراك جميع الهيئات والفاعلين دون استثناء، تنفيذا لتعليمات وزير النقل الخاصة بتحسين حظيرة النقل، وإعادة الهيكلة، وكذا توسيع الاستثمار وتشجيعه، واقتحام أسواق جديدة والتفتح على القطاع الخاص لتحقيق الهدف الأسمى وهو العصرنة وبلوغ مستوى أعلى من الخدمات اللائقة بالمواطنين والمتعاملين على حد سواء.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024