مدرسة القيادة والأركان الشهيد حمودة أحمد «سي الحواس»

منـاهـــج حديـثـــة ووسـائـــل عصـريـــة لضـمـــان تكـويـــن نــوعــي

آسيا مني

- تأهيل المتخرج  للقيادة المثلى في الميدان
 تسعى قيادة الجيش الوطني الشعبي، تجسيدا لشعارها «هندسة القتال لا مانع يمنعها ولا يتعداها من تمنعه»، إلى تطوير المنظومة التكوينية بهدف ضمان التكوين النوعي للإطارات على المستويين العملياتي والاستراتيجي و تطوير الطاقات وصقل المواهب وتأهيل المتخرج  للقيادة المثلى في سبيل حماية الوطن والمواطن والدفاع عن كل شبر من التراب الوطني.


مدرسة القيادة والأركان الشهيد حمودة أحمد المدعو «سي الحواس»، صرح تكويني مميّز في المجال التكتيكي والعملياتي، تدعمت به المنظومة التكوينية الوطنية للجيش الوطني الشعبي، فهي تضمن من خلاله تكوينا عسكريا للقيادة والأركان لفائدة الضباط العاملين بمختلف قوات ومديريات الجيش الوطني الشعبي، إضافة إلى ضباط من الدول الشقيقة والصديقة.
وتعدّ مكسبا تكوينيا وتعليميا هاما منجز بموصفات عالية تضمن تكوينا نوعيا للضباط، ممّا يؤهلهم ليكونوا على استعداد لتحمل المهام المستقبلية بكل مسؤولية وكفاءة وإخلاص وتمكنهم من مباشرة مشوارهم المهني بقدرات عالية ومهارات رفيعة.
تقنيات في القتال العسكري
كان للأسرة الإعلامية فرصة الاطلاع على هذه المؤسسة التكوينية بمختلف مرافقها البيداغوجية والإدارية على غرار قسم التعليم ومركز محاكاة المباريات الحربية هذا الفرع الذي يحظى بتكنولوجيات متطورة تجعل الضابط الدارس قريبا من واقع الحروب الحديثة عن طريق محاكاة الأعمال القتالية.
 الزيارة الموجهة التي قادت الأسرة الإعلامية إلى هذه المؤسسة أشرف عليها قائد المدرسة اللواء محمد عمر، عكست  التألق الذي وصلت إليه المنظومة التكوينية، من خلال عصرنة بنيتها التحتية والقاعدية لتعزيز التأطير العسكري، العلمي البيداغوجي وكذا رفع قدراتها الاستيعابية، بما يضمن تقديم تكوين نوعي  يستجيب لمتطلعات الدفاع والأمن الوطنيين.  
وتندرج الزيارة التي جاءت تنفيذا لمخطط الاتصال للجيش الوطني الشعبي وكذا مخطط قيادة القوات البرية، للتعريف بمختلف الدروس التي يتلقاها الضابط المتربص، وذلك تجسيدا لإستراتيجية بناءة في مجال الاتصال الخارجي لإبراز مدى تطور الجيش الوطني الشعبي لاسيما ما تعلق بهياكله التكوينية وتأهيل مورده البشري.
وأتاحت هذه الزيارة للصحفيين والتقنيين التعرف على  مهام المدرسة والاطلاع على المجهودات التي تبذلها القيادة العليا في سبيل الاحترافية المبنية على الإصلاحات الهيكلية في قطاع التكوين والمناهج البيداغوجية التي تتماشى مع العصرنة والحداثة.
 وتعكس مثل هذه التظاهرات انفتاح المؤسسة العسكرية على وسائل الإعلام إذ تسعى قيادة الجيش، حسب تصريحات قائد المدرسة الى تطوير وتكثيف أطر التقارب المتاحة بين الجيش ومختلف وسائل الإعلام الوطنية ونسج علاقات متينة معها وترقيتها بما يتماشى مع متطلبات الوقت الراهن  لتكون همزة وصل لتمرير الرسائل الإعلامية الهادفة بغية تقوية العلاقة بين وسائل الإعلام الوطنية والمؤسسة العسكرية بما يعزز رابطة «جيش أمة».
فقد اعتمدت القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي، منذ سنوات، إستراتجية فعالة في مجال الاتصال الخارجي الذي يهدف أساسا الى ترقية العلاقة مع وسائل الإعلام، توطيد العلاقة بين الجيش وأمته مع إبراز مدى تطور الجيش الوطني الشعبي لاسيما هياكله التكوينية وتأهيل مورده البشري.
 وخير دليل هذه الزيارة الموجهة كانت فرصة للتعرف على مهام المدرسة والاطلاع عن كثب على مدى وتطور وعصرنة الجيش الوطني الشعبي وكذا المجهودات القيمة التي تبذلها القيادة العليا في سبيل تكريس الاحترافية  المبنية أساسا على الإصلاحات الهيكلية  في قطاع التكوين والمنهج البيداغوجي الذي يتماشى مع العصرنة والحداثة.
وفي هذا الإطار، أفاد قائد المدرسة اللواء محمد عمر في كلمة  افتتاحية، أنّ ما تقدمه المدرسة من تكوين عسكري وعلمي عالي المستوى للضباط  متربصي دروس القيادة والأركان، تحت إشراف نخبة من الإطارات والأساتذة المتخصصين من ذوي الخبرات وكفاءات ميدانية موضوعة تحت تصرفهم من وسائل بيداغوجية حديثة وعصرية  ووسائل تعليمية مزودة بأحدث تكنولوجيات التي تتوفر عليها  المدرسة-» تصبّ كلها في إطار تأدية المهام الموكلة  للضباط متربصين في الوحدات على المستويين التكتيكي والعملياتي بكل جدارة واقتدار.»
وهذا كله راجع الى السهر والدعم  والاهتمام الكبير الذي توليه القيادة لتسخير كافة الإمكانيات المادية والبشرية البيداغوجية والمنشآت التي جعلت من مدرسة القيادة والأركان نموذجا يحتذي به في التكوين العالي على الصعيدين العسكري والعلمي.
تكوين مميّز في المجال التكتيكي والعملياتي
وتعرف مدرسة القيادة والأركان مزيدا من التألق في الدور المسند إليها وذلك من خلال تقوية وعصرنة بنيتها التحتية القاعدية لتعزيز التغطية العسكرية، العلمية والبيداغوجية وكذا رفع قدراتها الاستيعابية لضمان تكوين نوعي يستجيب لمتطلبات الدفاع والأمن الوطني وفقا للمناهج المعتمدة في كبريات المدارس العسكرية العالمية لجعلها في مقدمة نظيراتها من نفس المسار.
وفي هذا الإطار، تتوفر على مختلف المنشآت البيداغوجية وقاعات الدراسة بالإضافة إلى مركز للتدريب والمحاكاة ما يجعل المناخ جذابا ومحفزا للتكوين الذي يتلقاه الضابط المتربص وكذا المرافق على غرار مخبر الإعلام الآلي  وبرامج دراسية هامة لاسيما في شقه التطبيقي.
وتزامن  حضور الاعلاميين بهذا المخبر مع تقديم درس تطبيقي حول معالجة البيانات «ميكروسوفت أكسل» فالمتربص يقول الأستاذ المشرف على الدرس يكون بصدد تصميم واجهة من أجل إدخال ومعالجة البيانات وفي شرحه عن الأمن المعلوماتي اوضح أنه يتم التركيز على جميع الإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها من  طرف الضابط المتمدرس خلال مزاولة أعماله.
كما يتم التعامل مع معلومات تختلف درجة سريتها وأهميتها، حيث يتم العمل بتطبيق حلة (باقة) المعلومة من جمعها ومعالجتها وتحليلها وتوزيعها مع الالتزام بجميع التدابير المنصوص عليها فيما يخص تكوين المعلومات كما يتم تقديم دروس حول الدفاع السيبراني وذلك للتعامل بفعالية مع القرصنة.
بعدها توجه الوفد الإعلامي إلى قاعة التأمين الهندسي، حيث كانت فرصة الإطلاع على نموذج حول الدروس التي تسمح للضابط بأن يكون في وضع محاكاة المعركة الفعلية ليصبح قادرا على بناء تصور  لظروف المعركة خاصة في مسرح العمليات الواسع  والتعامل مع الموقف الناشئ واتخاذ القرار الصحيح والعمل ضمن أركان المسبقة للوحدة، درس أبرز تكوينا نوعيا يسمح بمنح القائد المعلومات الضرورية لاتخاذ القرار الصحيح.
وشملت الزيارة الوقوف عند مختلف المرافق البيداغوجية التي تعزز التحصيل وتمزج بين الدروس النظرية والتطبيقية، ممّا يمنح مؤهلات قوية للضابط ليدير ساحة المعركة بكل جدارة وفعالية.
 وعند قاعة مخصّصة لتمرين الضابط المتربص حول مسائل السيطرة المعقدة، على التشكيلات والوحدات،  أوضحت الأستاذة المشرفة أنّ القاعة تتخصّص بتلقين الضابط المتربص فيما يخص التكوين، التنظيم وفتح وتنقل نقاط ومراكز القيادة والسيطرة، التدريب على طرق وأساليب إسترجاع السيطرة المفقودة، التمرّن على تنشيط المواقف عند خوض المعركة خلال إجراء المسائل المركبة والتمارين الجماعية، تنشيط السيطرة للمواقف الناشئة أثناء خوض مختلف الأعمال القتالية.
لذلك تعد مدرسة القيادة  والأركان الشهيد حمودة أحمد المدعو سي الحواس، قطبا تكوينيا متميزا في مجال التعليم العالي العسكري، مزودة بمورد بشري مؤهل وبقاعدة مادية وبيداغوجية عصرية  قادرة على تلقين دروس القيادة والأركان باحترافية عالية لضبط المتربصين بجعلهم مؤهلين لشغل مناصب قيادية ضمن وحدات قوام المعركة للجيش الوطني الشعبي على المستويين التكتيكي والعملياتي.
وتعتبر مديرية التعليم جهاز المدرسة المكلف بتنفيذ وإدارة كل نشاطات التكوين وفقا لمخطط الأعباء البرامج والمناهج البيداغوجية المعتمدة، حيث تسهر على تطبيق السياسة العامة للتكوين من توجيهات، تعليمات،  نظم وبرامح،تنظيم ومتابعة التربصات والزيارات الدراسية للمتربصين، التسيير البيداغوجي للمتربصين، تحديد وضع التجهيزات البيداغوجية للمدرسة والمحافظة على جاهزيتها،  تنظيم المحاضرات والأنشطة العلمية ،التقنية، البيداغوجية، إثراء الرصيد الوثائقي  لإدماج أعمال الملتقيات ومختلف الأنشطة إعداد وتحسين مواضيع البحث  ومذكرات  نهاية الدراسة، القيام بدراسات التقييم والبحث والاستشراف.
 نبذة حول نشأة ومهام المدرسة
  تم إنشاء مدرسة القيادة والأركان بالناحية العسكرية الأولى طبقا للقرار المؤرخ بتاريخ 21 أكتوبر 2009، وتقع بمدينة تامنفوست بالعاصمة، حيث تتربع على مساحة إجمالية مقدرة بـ 14 ألف متر مربع، وبتاريخ 2 أكتوبر 2017 سميت بمدرسة القيادة والأركان بإسم الشهيد حمودة أحمد المدعو «سي الحواس».            
وتضطلع المدرسة بمهام ضمان التعليم العالي العسكري في القيادة والأركان للضباط العاملين للقوات البرية والهيئات الأخرى للجيش الوطني الشعبي، المساهمة في تطوير الدراسات والبحث في المجال التكتيكي والعملياتي بغرض إعداد ضابط القوات البرية ومختلف القوات والمصالح التابعة لوزارة الدفاع الوطني حتى تكون جاهزة لشغل وظائف قيادية على المستوى التكتيكي.
وتمكين الضابط المتربص من العمل على مستوى أركان الوحدات والوحدات الكبرى علاوة على ذلك تقيم المدرسة علاقات تعاون وتبادل مع المدارس والمعاهد الوطنية والأجنبية في نفس الصف في إطار مهامها الخاصة باقتراح كل عمل يهدف إلى تحسين نوعية التكوين بدراسات حول الطرق والوسائل، المناهج البيداغوجية والبرامج.
وتحوي المدرسة على مورد بشري هام مكون من ضباط إطارات وضباط أساتذة، أساتذة مستخدمين مدنيين شبيهين مدربين وممرنين ضباط الصف وتحوي الدورة 2021-2022، تربص قيادة وأركان، تربص تكوين المكونين، تربص اللغات الأجنبية وعن مدة التكوين لدورة دروس القيادة والأركان فهي سنة دراسية كاملة من منتصف شهر أوت إلى شهر جوان، تشمل كل من مواد التعليم العسكري والعام، تعليم تقنيات خدمة الأركان والقيادة، التعليم العسكري التخصصي، النشاطات المختلفة وبعد نهاية السنة الدراسية يتوج الضابط المتخرج بشهادة دروس القيادة والأركان.  
وفيما يخص القاعدة المادية البيداغوجية تحوي المدرسة على مجمع بيداغوجي  مركز التدريب والمحاكاة، قاعة محاضرات، مكتبة ،مطبعة،قاعة انترنت،مركز اللغات، المجمع الرياضي، كما تتوفر المدرسة على قاعات تخصصية تشمل كل من قاعة منهجية التدريب ، سطع الجيوش، دفاع على ساحل البحر، التكتيك، تأمين اللوجستيكي، التأمين الهندسي، التعاون، الإسناد الناري، القيادة والسيطرة كما تتوفر المدرسة على مركز التدريب والمحاكاة، خلية الأمن المعلوماتي، خلية التخطيط،خلية العمليات، خلية تنشيط العدو، الشبكة، خلية تنشيط الصديق، خلية التحليل، خلية المتابعة، مركز التوثيق، المرافق الرياضية، مصلحة الصحة، مرافق الإيواء والإطعام.
وتتطلع المدرسة القيادة والأركان إلى تطوير قدراتها وإمكانياتها المادية والبشرية، بالمساهمة في ترقية الدراسات والبحث في مجال التكتيكي والعملياتي وإثراء علاقات التعاون والتبادل مع المدارس والمعاهد الوطنية والأجنبية من نفس المصاف آخذة بعين الاعتبار المتغيرات التي يشهدها العالم الحديث لمواكبة التطورات العلمية والعسكرية المتسارعة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024