يعرف مشروع إنجاز القطب المندمج، ذراع الريش، وتيرة متسارعة بالنظر إلى حجم المشاريع السكنية التي تتقدم بوتيرة سريعة، حيث تجاوز أغلبها الطوابق الخمسة، وبالموازاة يعرف أيضا مشروع “عدل2” تقدما في الأشغال على مستوى القطب العمراني المندمج، ذراع الريش بولاية عنابة، الحصة الأولى والمقدرة بـ2500 وحدة سكنية كشطر أول من إجمالي 55 ألف وحدة سكنية ضمن مختلف الأنماط.هذا ما رصدته “الشعب” بعين المكان، وتعرض التفاصيل في هذا الاستطلاع الميداني.
حسب مصادر متطابقة، فإنه ينتظر أن يتم تسليم ما يزيد عن 60 ألف وحدة سكنية اجتماعية على مستوى القطب الجديد، أين تعرف وتيرة الإنجاز تسارعا كبيرا بعد أن تم خلق وعاء عقاري بديل لتجسيد مدينة بمعايير عصرية، مثلما تشدّد عليها السلطات العليا وفي مقدمتها رئيس الجمهورية المذكر المقاولين بتجاوز “الإنجاز من أجل الإنجاز”، بل الحرص على إقامة مدن جديد تتوفر على شروط مقاييس العمران والمرافق بعيدا عن التجربة السابقة التي حولت خلالها الأحياء إلى مراقد شوهت وجه المدن وتركت قاطنيها يعيشون كوابيس.
حسب والي عنابة، محمد منيب صنديد، فإن الشطر الأول لهذا المشروع السكني الطموح يقدر بـ13500 وحدة سكنية، وعملية الإنجاز أسندت بصفة رسمية بعد الاتفاق النهائي مع الشركات التي قدمت عروضها لـ3 مؤسسات صينية كبرى، برتغالية، إسبانية وإيطالية.
أكّد وزير السكن والعمران، بأن تسوية مشاكل العقار وتوفير الأراضي التي ستحتضن جميع المشاريع السكنية، ساعد على الإنجاز في الأجل المطلوب، وساهم ـ كذلك ـ في إعادة إحياء صيغة البيع بالإيجار.
وليس خفيا على أحد أن توفير الأوعية العقارية، الضمان الوحيد لتجسيد هذه المشاريع على أرض الواقع، والانطلاق في عملية الإنجاز قبل نهاية سنة 2015.
عملية إنجاز سكنات عدل2 تسير بوتيرة طبيعية
المشروع الذي انطلقت الأشغال به بتاريخ 13 مارس الفارط على مساحة قدرها 38 هكتارا، يرتقب تسليم السكنات بعد 24 شهرا.
يحتوي المشروع على 1250 وحدة سكنية ذات 3 غرف بمساحة 70 مترا مربعا للسكن الواحد، و1250 سكنا من أربع غرف مساحتها الإجمالية 85 مترا مربعا، تشرف شركة صينية على عملية الإنجاز.
أما فيما يخص المرافق والهياكل الملحقة، فإن أشغال التهيئة جارية للانطلاق في الأشغال، كما تجري عملية تهيئة 3 مواقع أخرى تابعة لوكالة عدل لإنجاز باقي السكنات المبرمجة. وبالنسبة لمكتتبي سنتي 2001 و2002، تم إنجازها بالقطب العمراني الجديد “ الكاليتوسة” في بلدية برحال، حيث وصلت نسبة تقدم الأشغال بها الى 80 بالمائة، على أن تستوعب حميع مكتتبي 2001 /2002 مع احتمال تسجيل فائض يوجه إلى مكتتبي عدل2 المسجلين في 2013.
يرى العديد من السكان بعنابة لـ«الشعب”، أن تقدم إنجاز المشروع على مستوى القطب المندمج، ذراع الريش، يتوقف على الاستمرار بهذه الوتيرة في الإنجاز من طرف الشركة الصينية، على أن تسير عملية التهيئة للطرقات والمنافذ الرئيسية للمدينة، وفق سير الأشغال بالمشروع، من أجل تقادي أي تأخر في آجال التسليم والتي من المقرر أن تكون نهاية 2015، حسب مخطط المشروع. لكن تبقى المدينة الجديدة وتهيئتها أكبر عائق يمكن أن تتعثر عنده آجال التسليم.
حقيقة تجسيد مشروع “عدل2” يدفع المواطنين لتتبع وصول استدعاءاتهم
وفي جولتها الميدانية، سجلت “الشعب” الإقبال الكبيرعلى الوكالات البريدية لولاية عنابة هذه الأيام، حيث يلاحظ وصول أعداد كبيرة من أوامر دفع الشطر الأول لمكتتبي “عدل2”، أين تم تسهيل المهام لمعرفة عناوين المكتتبين من خلال تعليق أسماء الاستدعاءات الوافدة على شكل قوائم وتعليقها على مستوى مكتب البريد، كما حدث نهاية الأسبوع بالمكتب البريدي “السردوك” على مستوى ميناء عنابة.
وفي سياق متصل، أبدى العديد من المكتتبين في “عدل2” الكثير من القلق للإستفسار عن سبب تأخر تسليم أوامر الدفع، لتسديد الشطر الأول من قيمة الشقة المقدر بـ10 من المائة في برنامج البيع بالإيجار الجديد، رغم إعلان وزير السكن والعمران والمدينة عبد المجيد تبون في آخر تصريح له بأن آخر أجل لاستلام الأوامر بالدفع، سيكون أواخر شهر نوفمبر 2014.
وفي اتصالنا بأحد العاملين على مستوى الوكالة، أكد بأن مهمة الوكالة، هي دراسة ملفات المكتتبين وإعادة إرسالها إلى العاصمة، لأجل إتمام الإجراءات وتحرير الإستدعاءات وتوجيهها لأصحابها قبل استلام الأوامر بالدفع لتسديد الشطر الأول.
وأضاف ذات المتحدث، بأن عملية إرسال الاستدعاء، تجري وفقا لتاريخ استلام الملف الورقي، وليس الترتيب الزمني للتسجيل الإلكتروني، ومن الطبيعي أن تعتمد الوكالة هذا الأسلوب.
وقد طمأن وزير السكن والعمران، عبد المجيد تبون، مؤخرا المكتتبين قائلا: “كل مكتتب سوف يصله الرد على مستوى البريد العادي، وجميع أوامر دفع الشطر الأول لمكتتبي “عدل” سوف تصل قبل نهاية ديسمبر الجاري، على أن يتم تحيين موقع تسجيل المكتتبين للتسجيل في برنامج “عدل3” شهر فيفري 2015.
