مشاريـع في ترشيـد الطاقـــة وتطويـر المؤسسـات والمباني السكنيـة
صنعت فعاليات الطبعة الرابعة للصالون الدولي للبنايات الجديدة والتكنولوجيات الحديثة “bultec” بفندق”ماريوت” التي اختتمت أمس ولاية قسنطينة الحدث، حيث جلبت اهتمام الزوار المهتمين بمجال المشاريع الابتكارية الحديثة في مقدمتهم طلبة الهندسة المعمارية، سيما مع مشاركة أزيد من 50 عارضا جاءوا من مختلف الولايات، إلى جانب مشاركة عارضين لشركات مزدوجة الجنسية الجزائرية وأجنبية على رأسهم المتعاملة مع الشريك البرتغالي، الفرنسي والألماني، إلى جانب مشاركة العديد من المجالس الولائية لنقابة المهندسين، المجلس الوطني للمهندسين المعماريين الجزائريين.
في حديثه مع “الشعب”، أكد مدير شركة ميديا ستار “سيف الدين صالحي”، أن الصالون الوطني للبنايات الجديدة builtec”، حدث ينظم كل سنة بهدف تعزيز الابتكار واستخدام التقنيات الحديثة، كما يساعد كذلك المشاركين على اكتشاف التقنيات الجديدة خاصة تلك المتعلقة بالتكنولوجيا وتطبيقاتها العلمية، كما يمكن للعارضين مشاركة أفكارهم المبتكرة مع الجمهور والسماح للشركات بمواكبة المنتجات والخدمات الجديدة المتاحة في السوق. بالإضافة إلى هذا يوفر الصالون الدولي منصة لمحترفي الصناعة للتعاون من خلال تقديم ابتكاراتهم للسوق بشكل أسرع، مضيفا أن المعرض مجموعة متنوعة من الأفكار المبتكرة التي يمكن تطبيقها تقريبا على جميع القطاعات الصناعية والتجارية، كما يقدّم المعرض مجموعة متنوعة من الأفكار المبتكرة التي يمكن تطبيقها تقريبا على جميع القطاعات الصناعية والتجارية في مجال البناء، ما يجعل من السهل على المشاركين تبادل المعرفة والأفكار مع الخبراء في القطاع تزامنا والصالون الدولي، ولذلك فإن المعرض الدولي للتقنيات الجديدة ليس فقط مكانا غنيا بالمعلومات المفيدة لمعرفة أحدث ما في المجال الرقمي بل يعتبر أيضا فضاء تولد فيه العديد من الابتكارات الواعدة بفضل العمل التعاوني الذي يقوم به الجميع رفقة المؤسسة المنظمة ميديا سمارت.
ليضيف في ذات الشأن، أن “بوليتاك biltec” المكان المثالي لاكتشاف أحدث الاختراعات التكنولوجية في قطاع البناء والتي يمكن أن تساعد في تحسين الحياة اليومية للمواطن بشكل كبير، مما يسمح أيضا للأشخاص بالعمل بكفاءة أكبر مع اختصار الوقت أين يتيح حضور المعرض الفرصة للزوار المهتمين بهذه الصناعة الديناميكية والمبتكرة بمواكبة التطورات الرقمية التي تجعل مستقبل أفضل والاستفادة من تجارب الغير والنهل من خصوصياتها تهدف إلى اكتشاف أهم التقنيات المبتكرة الجديدة في قطاع البناء والتشييد وإقامة شراكات مثمرة والتواصل مع الفاعلين المعنيين حسب مجالات نشاطهم ولزيادة وضوح مكانة المشاركين والعارضين بالأسواق المحلية، ليضيف أن الصالون فرصة رائعة للشركات العاملة في مجال البناء والتقنيات الجديدة والطاقات المتجدّدة لفهم كيفية تقدم صناعة البناء والتكيف مع عصر التكنولوجيا ويوضح فائدة معرفة كيفية استخدام البرامج في البناء والعمارة الحديثة، ليجمع “بيلتاك” جميع مراحل البناء والتخطيط من خلال خلق تكامل حقيقي في التخصصات المختلفة عن طريق تحقيق إدارة كاملة للمباني ليكتشف الزائر جميع إمكانيات المبنى الذكي من حيث أداء الطاقة، الراحة والأمان.
العـالم الافـتراضي يرتقـي بالبنـاء الحديـث
وفي زيارتنا لأجنحة المعرض الذي تشارك فيه شركات كبرى، مؤسسات ناشئة، دول أجنبية، طلبة جامعيين لهم ابتكارات حديثة في مجال الذكاء الاصطناعي، قدموا من خلاله منتجات مبتكرة تتماشى والتطورات التكنولوجية الحاصلة على الصعيد الدولي من بينهم “مجمع شيالي” الذي شارك بالطبعة الرابعة للصالون الدولي من خلال عرضه لأول مرة في الجزائر تصنيع وتسويق رغوة XLPE المستوردة من الخارج، وتحديدا من دولة كوريا الجنوبية والمخصصة للأغراض الحرارية والعزل الصوتي للمباني والمنشآت الصناعية وكذلك عزل أنواع مختلفة من أنابيب التكييف والصرف الصحي والتدفئة وأنابيب نقل السوائل والغاز، وهو المجمع الذي اكتسب عبر أزيد من 40 عاما خبرة واسعة في مجالات المياه والغاز والري والمباني واضعا نفسه محور أساسي في في مجال تصنيع الأنابيب البلاستيكية الحرارية على مستوى دول الجوار في إفريقيا والتي تستمر في تنويع أنشطتها من أجل تقديم مشاركة فعّالة في نمو الاقتصاد الوطني من خلال دمج الحلول المبتكرة الجديدة المتعلقة بتخفيض فاتورة الاستيراد والمشاركة في كفاءة الطاقة في الجزائر، حيث أكد ممثل المجمع السيد “جلال بن عيده” من خلال المحاضرة التي قدمها على هامش المعرض المجمع وبعد تحقيق معادلة تصنيع المادة العازلة يذهب من خلال أكاديمية شيالي للتكوين لتقديم برنامج جديد في التكوين المهني بالنسبة للمتعاملين في ميدان البناء والتشييد نضرا لنقص المعلومة بالنسبة لمواقع إنجاز المشاريع السكنية الضخمة، فيما يخصّ الجانب التقني المتطور حتى يتمكّن كل مهتم بقطاع الأشغال العمومية بمواكبة التقنيات الحديثة والوسائل المتطورة والمساهمة في تعريف كل المهتمين بالجديد وعلى أهمية الإطلاع على مستجدات البناء الحديث.
تكنولوجيات حديثـــة تعزّز استخدام الطاقات المتجددة
كما تحدثنا مع عميد معهد التسيير والتقنيات الحضرية بجامعة أم البواقي “بركاني حسام الدين” الذي شارك بالمعرض من خلال جناح حول إدخال التكنولوجيات الجديدة في التصاميم الهندسية للمباني الحديثة وكيفية تطبيق الذكاء الاصطناعي والجولات الافتراضية والواقع المعزز والافتراضي وإدماجها في الهندسة المعمارية والعمران، حيث قدّم أهم الابتكارات التي عملوا على إنجازها كطلبة مبتكرين تأتي في مقدمتها زيارات افتراضية مرشدة لمواقع البناء الحديث والتي تساعد الشركات المنجزة على بيع الشقق قبل الانتهاء من المشروع بتقديم جولة للشقق والفنادق والتعريف بالمشروع افتراضيا، ليضيف عموما أن الجولات الافتراضية للمشاريع تفسح المجال للمتعاملين الاقتصاديين برؤية الفضاء ومعرفة أركانه إلى جانب التعريف بالمنشآت الاجتماعية أو الاقتصادية، كما تمّ استخدامها في جامعة أم البواقي لتعريف الطلبة الجدد بالفضاءات الموجودة بالجامعة، وتحدّث عن تطبيق آخر من خلال عرض متحف افتراضي، ويهدف إلى التعريف بالتاريخ الحضري والمعماري وكذلك التعريف بالمعالم السياحية بطريقة متطورة وتقنيات عالية تختصر المال والوقت وتعطي نتائج وشروحات عالية الدقة تساعد في تقديم المعلومة بصفة دقيقة وهادفة.
من جهته أوضح “بن زيان سيد أحمد” رئيس قسم الاتصال للوكالة الوطنية لتطوير استخدام الطاقة وترشيده أن الوكالة من خلال هذا المعرض نظمت يوم تقني بدعوة العديد من الخبراء والأساتذة في المجال المعماري لتنشيط الندوات وتقديم مواضيع الكفاءة الطاقوية في مجال البناء والمجال الصناعي، مشيرا أن عدة عناوين تتمحور حول الكفاءة الطاقوية في مجال البناء، وتعرض ورشة 3d للهندسة المعمارية، مهارات تقنية متطورة واستخدامات رائدة للتقنيات الحديثة تجمع بين الإبداع والدقة لإضفاء الحيوية على مساحات فريدة وعملية، وقالت المهندسة المعمارية “لغريب رانيا”، أنه يكمن اعتماد التقنيات الجديدة من خلال تأسيس منهجية عمل مبتكرة لجميع مشاريعهم المتمثلة في طريقة عمل تعتمد على مسح الموقع وبيئته، بدءا من مشروع يقوم بمسح ثلاثي الأبعاد للموقع، ما يضمن التكامل التام للمشروع المستقبلي في سياقه الحالي، لتليه مرحلة النمذجة ثلاثية الأبعاد للموقع وبيئته حيث وبمجرد التقاط بيانات الموقع، نقوم بتحويلها إلى نماذج ثلاثية الأبعاد، لتصبح هذه النماذج الأساس المتين الذي يرتكز عليه تصميمنا المعماري، متحدثة في ذات السياق عن نموذج BIM للمشروع حيث وبفضل هذه التقنية يتم تجاوز حدود الرسومات والخطط التقليدية، ما يوفر تحكمًا لا مثيل له في المشروع حيث تتيح هذه الدقة تحديد المشكلات المحتملة وحلها في مراحل التصميم الأولى، لتشير أيضا أنه وبفضل التصميم الواقعي ثلاثي الأبعاد، يمكن تقديم للزبائن الفرصة للتجول في مساحتهم المستقبلية والشعور بالجو وفهم كل عنصر والحصول على تعليقات قيمة وإجراء التعديلات قبل بدء الإنتاج.
شراكــات أجنبيـــة ووطنيـة ترفـع مستـوى المنتــوج
كما قدمت شركة “فيسمان الألمانية” المصنعة لتكنولوجيات التدفئة والرائدة عالميا في توفير المناخ الفعّال والمستدام وحلول الطاقة المتجددة للقطاعات السكنية والتجارية، وفي حديثنا والممثلة عن الشركة الآنسة “مايا حداد” التي تحدثت عن مشاركتهم بفعاليات الصالون الدولي من خلال تقديم إحدى المنتجات والأنظمة بسلاسة عبر المنصات والخدمات الرقمية لتشكيل حل شامل للمناخ والطاقة، مما يخلق مناخا آمنا ومحققا الرفاهية لمستخدميها، وهو المنتوج المتمثل في “مرجل” مثالي ومناسب لكل الأذواق والذي يسمح بالتدفئة الممتازة بكل سهولة ويحقق التمتع بالماء الساخن وتوفير الطاقة، فضلا على أنه صديق للبيئة يعمل في صمت مصنوع من أجود المواد الأولية وأفضلها.
محاضـرات علميـة وموائـد مستديـرة
كما شهد الصالون الدولي تنظيم محاضرات علمية يشارك فيها كلا من الوكالة الوطنية ترقية وترشيد استخدام الطاقة مجمع شيالي ومؤسسته التكوينية، الجمعية الوطنية للمعماريين، حيث تمّ تبني المحاور العلمية الجديدة والتوجهات الحديثة في مجال البحث العلمي الخاص بتكنولوجيات البناء الحديث، خاصة وأن القطاع يشهد تحولات وتطورات هائلة في العقود الأخيرة، حيث يتمّ تبني محاور علمية جديدة وتوجهات حديثة تؤثر بشكل كبير على مجال البحث العلمي، حيث تمّ مناقشة أهم التوجهات الحديثة التي تمّ تبّنيها في مجال تكنولوجيات البناء، كانت في مقدمتها تطوير تكنولوجيا البناء الذكية والتي تعد واحدة من أبرز المحاور العلمية الجديدة في مجال البحث العلمي في تكنولوجيات البناء حيث يتمّ تطوير أنظمة متقدّمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي والشبكات اللاسلكية والاستشعار عن بعد لتحسين كفاءة وسلامة البنية التحتية وإدارة الموارد، لتليها تقنية استخدام الطابعات ثلاثية الأبعاد في البناء والتي تتيح حسب الأساتذة المحاضرين إمكانية بناء هياكل بنائية معقدة ومختلفة بطرق أكثر فعالية واقتصادية، ثم بعدها تقنية تطوير بنية تحتية مستدامة والتي ترتكز على استخدام مواد قابلة للتحلل وتقنيات البناء الخضراء على غرار الطاقة الشمسية وإعادة التدوير للحفاظ على البيئة وتقليل تأثير البناء على المحيط، وفي ختامها تأتي نقطة التحوّل إلى منصات البناء الافتراضي والواقع المعزّز والتي تشهد مؤخرا انتشارا واسعا في مجال البناء والتي تسمح للمهندسين والمقاولين برؤية تفاصيل المشروع وتتميز هذه التقنية بالتحكم فوق العادة بالواقع، بحيث يكون ممكنا رؤية العناصر والمنشآت ثلاثية الأبعاد في أدق صورة.
لقاءات مهنيــة عاليـة المستـوى
تعد الاجتماعات المهنية على هامش معرض بويلتاك فرصة ممتازة للمحترفين للتعرّف على أحدث الاتجاهات والمنتجات والتقنيات، حيث أتيح للمشاركين فرصة المشاركة في ورش عمل عملية تسمح لهم باكتساب معرفة محدّدة حول هذا عديد المواضيع ذات صلة بالبنايات الحديثة، فضلا عن التواصل لتبادل الأفكار والرفع من سقف الطموحات تزامنا وخلق منافسة ايجابية للابتكار، كما تعدّ هذه الفرصة طريقة ممتازة لتطوير حياتك المهنية بفضل جهات الاتصال الجديدة التي تمّ إنشاؤها خلال الحدث لذلك ليس هناك شكّ في أن المشاركة في الأيام الفنية على هامش المعرض الدولي، فضلا عن جناح “بي تو بي” الذي يملك بعد استثماري اقتصادي، عرف حضورا لرجال الأعمال من داخل وخارج الوطن من المهتمين بخلق علاقات تبادلية منفعية ذات بعد اقتصادي محض، وشراكات وطيدة على غرار الشريك التونسي معرض “قابس الدولي” والذي وقع اتفاقية شراكة مع مؤسسة ميديا سمارت لقاء رجال الأعمال التونسيين والجزائرين على هامش الصالون الدولي لـ builtec في طبعته الرابعة بقسنطينة والخادم لعديد الأهداف المشتركة لاسيما وأن مؤسسة ميديا سمارت وبمثل هذه الشراكة تعمل على التحضير لتنظيم معرض “صنع في الجزائر” Made in Algeria” بمعرض قابس الدولي والمتواجد بدوره بالجنوب الشرقي للجمهورية التونسية الشقيقة بالقرب من الحدود الثالث لليبيا وتونس والجزائر والذي تعتبر فرصة مهمة لالتقاء الدول الشقيقة الثالث بمكان استراتيجي اقتصادي بامتياز. أين سيكون الحدث هذا مستقبلا بوابة للترويج لكل ما هو سياحي وتراثي واقتصادي على حدّ سواء خارج الحدود الجزائرية بحثا عن سوق خارجية من شأنها الترويج لكل ما هو محلي.
