قصر المعارض قبلة للعائلات في الشهر الفضيل

حركية محسوسة ليلا بمعرض الإنتاج الوطني التضامني

استطلاع: سعاد بوعبوش

إقبال كبير على المواد الغذائية واسعة الاستهلاك

يعرف قصر المعارض بالمحمدية حركية كبيرة خلال الأيام الأخيرة من شهر رمضان، لما يحويه من نشاطات متنوعة، فبالإضافة إلى احتوائه على حديقة التسلية والألعاب، تم تنظيم «سوق التضامن» الذي يحوي كل المنتجات الوطنية، إلى جانب قرية التسلية، وتنظيم سهرات غنائية في فضاء عائلي بحت. في الجانب الآخر احتضان تصفيات مسابقة فارس القرآن الكريم.
كما يجد الوافد على الشركة الوطنية للمعارض والتصدير «صافكس» نفسه أمام برنامج متنوع في مكان واحد، يتيح له العديد من الخيارات وفقا لأذواقه، خاصة وأن الجو العائلي هو الطابع العام لهذه النشاطات.

بداية الجولة الاستطلاعية لـ «الشعب» كانت بالتوجه إلى سوق التضامن الذي نظم، لأول مرة، في «صافكس» بالجناح المركزي، على غرار المنظم بساحة المركزية النقابية لتقديم كل ما هو منتوج وطني، لاسيما ما تعلق بالمواد الغذائية واسعة الاستهلاك وبأسعار معقولة، وهو ما شجع المواطنين، لاسيما القاطنين بشرق العاصمة، على القدوم وشراء كل مستلزماتهم بكل سهولة، خاصة وأن هناك حظائر للسيارات تتسع لعدد كبير من المركبات وإن كان إقبالهم محتشما نهارا بسبب مشقة الصيام وبفعل الحرارة والعمل، إلا أن الحركة لاتنام ليلا ولا تسكن إلى غاية الساعة الثانية صباحا.

منتجات بأسعار معقولة تستقطب المستهلك الجزائري

المتجول في أروقة الجناح المركزي يسجل حضورا ملحوظا للمؤسسات الوطنية، لاسيما الناشطة في الصناعات الغذائية المتخصصة في إنتاج الحبوب والفرينة والدقيق وكل المصبّرات بأنواعها وكذا المشروبات التي عرفت إقبالا منقطع النظير، خاصة وأن الشركات المنتجة أبدعت في تنويع الأذواق التي أسالت لعاب الصائمين، وحتى اللحوم كانت حاضرة، حيث يباع لحم الغنم بـ1250 دج للكلغ بحسب العلامة المعلقة داخل المجمدات التي كانت فارغة بسبب الطلب الكبير على هذه المادة.
كما أن هناك حضور قوي لمنتجات الألبان ومشتقاتها كالياغورت والأجبان على اختلاف أنواعها، والزيوت والزبدة والمارغرين، هاتان المادتان الأخيريتان عرفتا إقبالا كبيرا من طرف ربّات البيوت، إلى جانب المواد الأخرى من مستلزمات تحضير الحلويات كالفول السودانس «الكاوكاو» بـ300 دج بدون قشور و250 دج بالقشور دج وكذا اللوز الذي عرف هذه السنة ارتفاعا محسوسا، إلا أن سعره يبقى منخفضا مقارنة بالأسواق العادية، حيث تراوح سعره بين 1800دج إلى 1950 دج بدون قشور، وتزامن ذلك وعشية العيد، حيث بدأ التحضير له بإعداد الحلويات وشراء الملابس للأطفال.
في هذا الإطار، صادف تواجدنا بالمعرض الذي حمل شعار «أشري واستهلك جزائريا»، وجود حرفيات امتهنّ صنع الحلويات لا سيما التقليدية منها، وهي فرصة للعائلات التي اعتادت شراء حلوى العيد من المحلات لاقتناء كل الأنواع التي ترغب فيها، إلى جانب الحلويات الصناعية كـ «الكوكيز» بكل النكهات والأشكال وهي التي لفتت انتباه الأطفال ما أجبر أوليائهم على شرائها لهم.

الترويج والإعلام الحلقة الأضعف

في المقابل، انتقد المشاركون في معرض التضامن الذين - وإن عبّروا بكون التظاهرة فرصة ثمينة للتعريف بمنتوجاتهم والتقرب إلى المستهلك الجزائري من خلال التعامل المباشر معه وجس نبضه وذوقه ومعرفة ما ينتظره - وصفوه بالميت وهذا بسبب قلة الإقبال الذي وإن كان فهو ضعيف لا يعكس المتوقع، خاصة وأنه موجه أكثر نحو المواد الغذائية فقط.
في هذا السياق، أعابت شهيناز، صاحبة محل للخياطة التقليدية والطرز «ساني» بالقبة، نقص الترويج لهذا المعرض والإشهار له، مشيرة أنه بعد الافتتاح الرسمي له غابت وسائل الإعلام، ما أدى، بحسبها، إلى ضعف الإقبال الذي كان محسوسا في الأيّام الأولى من الافتتاح، أما في الآونة الأخير فيسجل الإقبال ليلا في حين يكاد يغيب نهارا.
من جهة أخرى لاحظنا مشاركة بعض العارضين الذين ينشطون في مجال مواد التجميل والأعشاب بالجزائر والقادمين من بلاد الشام، حيث استغلوا هم أيضا المعرض للتعريف بنشاطهم ومنتوجهم والذين كسبوا من خلاله سمعة جيدة، بحسب القائمين على البيع بأجنحتهم.

حديقة الألعاب وقرية التسلية تصنعان الفرجة

الوافد على قصر المعارض ليلا، يلفت انتباهه سماع الأصوات العالية والصراخ والضحكات المتعالية من هنا وهناك، وبمجرد توسط مركزه تلاحظ مضمارا طويلا للسياقة، مزينا باللونين الأبيض والأحمر وبالعجلات على شاكلة رالي سيارات ولكن الصغيرة، حيث استقطبت هذه القرية الكثير من المراهقين والشباب الذين وجدوا فيها ما يرضي شغفهم في مضمار حقيقي للسياقة ضمن العراقيل والسرعة، يسهر على تسييرها وإدارتها شباب يحرصون من خلالها تلقين المبادئ الأساسية للسياقة، وفي نفس الوقت خلق جو من المنافسة بين الشباب في إطار رياضي بحت.
وليس ببعيد عن حديقة الألعاب هي الأخرى وجهة لا تنازل عنها للعائلات والأطفال، حيث تسجل توافدا كبيرا طوال فصل الصيف لا سيما خلال الليل لتجنب حرارة النهار، بحسب ما استقيناه من القائمين على أمن الحديقة وتنظيمها، حيث نجد ألعابا مخصصة للأطفال الصغار، وأخرى للراشدين، الى جانب طاولات خاصة لتناول المثلجات والفشار وللراحة، صنعت أجواء للترويح عن النفس في جو عائلي حميمي.

فضاء عائلي مميز

في المقابل وبالساحة السفلية لقصر المعرض، عمدت رابطة النشاطات الثقافية للشبيبة والرياضة على استغلال المكان فضاء للعائلات فقط وتقديم سهرات متنوعة لها بداية بالأطفال من خلال تقديم نشاطات ترفيهية واستقدام مهرجين تفاعلت البراءة بضحكاتها مع عروضهم وشاركوا فعلا، سواء بالغناء أو بالإجابة على الأسئلة أو اللعب، إلى جانب وضع أكشاك لشراء الهدايا والألعاب كالدمى والبالونات والسيارات، ناهيك عن تناول وجبات خفيفة والمثلجات والمشروبات التي عرفت إقبالا كبيرا لاسيما من الأطفال.
إلى جانب تقديم وصلات غنائية شعبية وحوزي والموسيقى الخفيفة، حيث يتداول على المنصة عدة فنانين حرصا على التوافق مع أذواق العائلات ما صنع جوا من الفرحة والتفاعل مع البرنامج المعروض، حيث ثمنت العائلات التي كانت قادمة بقوة رفقة الأطفال، تنظيم هذا الفضاء الذي ترعاه وزارة الشبيبة والرياضة، متمنين أن يتواصل حتى بعد شهر رمضان وعلى مدر أشهر فصل الصيف، خاصة وأن هناك حرص كبير على إنجاح الفضاء ليس فقط من حيث المضمون بل حتى من الجانب الأمني، حيث يمنع الشباب والمراهقون من دخوله ماعدا العائلات وهذا للحفاظ على خصوصية العائلة الجزائرية التي تفتقد لمثل هذه الفضاءات.
وبحسب العائلات التي تحدثت معهم «الشعب»، أن قصر المعارض شكل قبلة حقيقية للعائلات الجزائرية انطلاقا من مختلف التظاهرات والنشاطات المتنوعة التي احتضنها، إلى جانب موقعه الاستراتيجي الذي لا يخلو من وسائل النقل، مشيرين إلى أن مرور خط الترامواي صنع فارقا كبيرا وأزال الكثير من المتاعب وقضى على الازدحام المروري بحكم أن الكثير من الوافدين يستخدمون «الترام» في تنقلاتهم بدلا من المركبات.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024