«الشعب» ترصد سوق الدجاج بتيبازة

سقوط حر للأسعار والمستهلك الرابح الأكبر

تيبازة: استطلاع: علاء.م

أدت تقلبات سوق الدجاج بوسط البلاد في الفترة الأخيرة، إلى تلقي المربين الصغار والوافدين الجدد منهم الى القطاع ضربات موجعة، أرغمت العديد منهم على اعلان افلاسهم، واتخاذ قرار عدم المغامرة باموالهم في الاستثمار في هذه الشعبة.

وتحدث العديد من هؤلاء الناشطين عبر إقليم ولاية تيبازة لـ«الشعب»، عن تعرضهم لدرجات متفاوتة من الخسارة غير المتوقعة، بعد إقدام الوصاية على إلغاء الرسم على القيمة المضافة على مجمل المنتجات الموجهة لهذه الشعبة الفلاحية.
تهافت الفلاحون على تجريب حظهم في الاستثمار بهذه الشعبة للاستفادة من الاجراءات الجديدة، واستغلال ظاهرة الارتفاع المتواصل لأسعار الدجاج، أغرق السوق بهذا المنتوج الذي لم يجد من يقتنيه من أماكن تربية الدواجن، بالرغم من الحاح المربين على مختلف تجار الجملة والتجزئة، الأمر الذي أفرز فوضى عارمة بالسوق بفعل حسابات معقدة يجريها بارونات الشعبة ولا يفقهها المربون الصغار، الذين وجدوا أنفسهم بين عشية وضحاها ضحايا للفاجعة دون أن يتمكنوا من الحصول على التعويض عن الضرر.
هذا ما اتضح لنا ونحن نقوم بهذا الاستطلاع الميداني، لمعرفة تفاصيل ما جرى ويجري بهذه الشعبة الحيوية الاستراتيجية.
المربون الصغار: حاولنا تجنب الكارثة ولكنّ الأمر يتجاوزنا
ذكر العديد من المربين الصغار بكل من فوكة والشعيبة والقليعة، رفضوا الكشف عن أسمائهم لاعتبارت عديدة، محاولتهم لفترة طويلة تجنب الوقوع في الكارثة، من خلال حجز الدجاج الجاهز للاستهلاك فترات اضافية، مع تحمل المصاريف الاضافية المتعلقة بالاطعام، ومختلف جوانب التكفل على أمل ارتفاع الأسعار من جديد، إلا انّ «كل حيلنا واجتهاداتنا لم تجد نفعا» حسب تعبير بعضهم، والذين اكّدوا بالمقابل على أنّ سوق الدجاج يتحكم فيه بارونات كبار، يسهرون على توجيه الأمور وفق ما يستجيب لتطلعاتهم، ولا مكان للمربي الصغير ضمن الخريطة الوطنية لتربية الدجاج، بسبب ضعف المنظومة القانونية المنظمة للشعبة.

ومصائب قوم عند قوم فوائد

لكن هذه الصورة القاتمة لم نلمسها لدى المستهلكين الذين ارتاحوا لانخفاض الأسعار وأعرب العديد من الزبائن، الذين صادفناهم بمراكز تسويق الدجاج بكل من القليعة وفوكة، عن ارتياحهم لانهيار الأسعار إلى الحد الذي يمكنّهم من اقتناء هذا المنتوج وتوفيره لعائلاتهم ولأبنائهم. على عكس فترات سابقة حين كان ذات المنتوج، يقتصر على ميسوري الحال، من فرط غلائه، وأضحت عدة فئات من المجتمع تقتني حاليا ومنذ شهر ونصف دجاجة إلى دجاجتين، مقابل الاكتفاء بأجزاء محدودة من الدجاجة الواحدة من ذي قبل. وأردف بعضهم «هكذا يجب ان تتدخل المصالح المعنية لتسقيف الأسعار، وتمكين البسطاء من اللحوم البيضاء، لا سيما وأن أسعار السردين سجلت غلاء فاحشا».

١٥٠ مليون سنتيم تكلفة تربية دفعة من ٣ آلاف رأس من الدجاج

في معرض حديثهم، عن التكاليف الباهضة التي تعترض شعبة تربية الدجاج، وتحد من فرص نجاحها وتطورها، أشار بعض المربين الى أنّ تكلفة خمّ واحد من الدجاج يتسع لـ ٣ آلاف رأس، يقدر بما يقارب ١٥٠ مليون سنتيم تتفرع بين تكلفة الكتكوت الذي يقتنى بسعر ١٠٠ دج، ومستلزمات التغذية التي تفوق في أحسن الأحوال حدود ١٨٠ قنطار، بمعدل ٥٠٠٠ دج للقنطار الواحد، اضافة إلى التكاليف الأخرى المرتبطة بالأدوية واليد العاملة والتدفئة والتهيئة والكراء أحيانا.
وبعملية حسابية بسيطة، فان الكلغ الواحد من الدجاج الجاهز للأكل يكلف ما يعادل ١٧٠ دج، اذا كان المنتوج يزن ٣ كلغ، دون احتساب حالات الهلاك التي يفوق عددها الـ ١٠٠ أحيانا، ومن ثمّ فإنّ كل عملية بيع بالجملة تحت هذا الحد تعرّض المربي للخسارة، إلا أنّ الذي حصل على أرض الواقع، إقدام بعض المربين على تسويق منتوجهم بسعر ١٤٥ دج، فقط مما جرهم لدرجات متفاوتة من الخسارة، التي قدرها احدهم بـ ٤٢٠ ألف دينار.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024