''الشعب'' تستطلع قطاع النقل بولاية البليدة:

حافلات قديمة، طرقات مهترئة ومحطات غير مهيئة

لينة ياسمين

يعتبر قطاع النقل بولاية البليدة من القطاعات الحساسة بالمنطقة، إلا أنه يعاني جملة من المشاكل صارت تشكل عائقا حقيقيا في وجه المواطن ومتابعة حياته جعلته يتذمر من الوضع ويشتكي تعطل مصالحه بسبب سوء خدمة النقل العمومي التي يعيشها على مدار فصول السنة، فلا حديث وسط الناس سوى عن النقل واهتراء الطرقات، ومشاكل أخرى لا تعد ولا تحصى خاصة بالنقل ومتاعبه اليومية. هذا إلى جانب النقص الحاصل في عدد المحطات البرية والمواقف، إذ أنها تفتقر إلى الشروط الضرورية لراحة المسافر بسبب سوء تنظيمها وتلوثها يضاف إليه السلوكات السلبية التي أصبحت تطبع يوميات مستعملي الحافلات من سوء معاملتهم للمسافرين وعدم احترامهم لهم  يحدث هذا رغم أن شبكة الطرق بولاية البليدة تحتوي على ثلاثة محاور رئيسية سهلة المعالم الجغرافية وسهلة في حركية النشاط المروري، وهي ذات موقع مهم واستراتيجي   تتمثل في الجهة الشرقية التي تضم دوائر كل من أولاد يعيش، بوينان، بوقرة، الأربعاء ومفتاح والجهة الغربية تؤدي إلى شفة موزاية العفرون والجهة الشمالية تؤدي إلى بوفاريك ووادي العلايق.
 وتعرف شبكة طرقات الولاية وضعية سيئة بسبب الحفر والمطبات التي تحتويها نتج عنها تعطل مركبات السائقين، ويطالب هؤلاء مصالح مديرية الأشغال العمومية للولاية بتسجيل مشاريع لتهيئة الطرق البلدية، سيما على مستوى الطريق الوطني رقم ٢٩ الرابط بين باب الجزائر وأولاد يعيش، وهو مسلك لم يشهد أي عملية تعبيد منذ سنوات، بالإضافة إلى الطريق الرابط بين شارع سليمان شعشوع بسيدي الكبير، الذي بقي مهترئا منذ أزيد من نصف قرن، رغم أنّه طريق رئيسي باتجاه مدينة الشريعة السياحية، والملاحظ أن الطريق الرابط بين بن بولعيد وبني تامو يشهد عملية توسيع وتهيئة وتعبيد بإشراف مديرية التعمير الولائية. ويعد تدهور الطرقات عبر بلديات الولاية من بين النقاط السوداء التي باتت مصدر قلق وإزعاج لمستعملي الطرق البلدية والولائية، رغم تخصيص مبالغ مالية ضخمة، حيث سجلنا عجزا في عملية التكفل بالمشاريع من قبل مديرية القطاع التي تتحمل جزءا من المسؤولية بالرغم من توصيات المسؤول الأول عن الجهاز التنفيذي للولاية خلال الزيارات الميدانية لمعاينة مشاريع قطاعي النقل والأشغال العمومية.
ويطالب المواطن البليدي مسؤولي المجالس الشعبية البلدية ومديريتي النقل والأشغال العمومية بالتدخل لإيجاد حلول عاجلة للمأساة التي يعاني منها المواطن، وكذا ارتفاع عدد الحفر الناجمة جراء انتهاء الأشغال المتصلة بشبكة الصرف الصحي، والمياه الصالحة للشرب. ويترك بعض المقاولين بقايا الأتربة بعد نهاية الأشغال، مما يتطلب المراقبة من قبل صاحب المشروع، وكذا أشغال التهيئة الخارجية للشوارع والأحياء، وحسب العارفين في الميدان   أنّ السبب الرئيسي لاهتراء الطريق يعود إلى عدم احترام بعض مؤسسات الإنجاز المعايير المعمول بها لتعبيد الطرقات المتعلقة بسمك طبقة الزفت، وتشير التحقيقات التي باشرتها ''الشعب'' إلى إحصاء العديد من النقاط السوداء لمفترق الطرقات، زعبانة ، سيدي عبد القادر، أولاد يعيش، بن يمينة، خزرونة، باب الرحبة وسوق القصاب، بجانب غلق ممرات السكك الحديدية سيدي عبد القادر، في حين جدّد مواطنو البليدة مطلبهم لإعادة فتح ممري السكك الحديدية.

 الحافلات '' العجوز'' تصر على
الاستمرار في العمل

أثارت الحافلات ''العجوز'' التي اشتغلت لمدة طويلة جدا عبر خطوط ولاية البليدة و لا تزال تفعل مهزلة وسط المسافرين الرافضين لخدماتها نظرا لقدمها وعمرها الطويل وعدم جودتها واهترائها، سواء من الداخل أو الخارج، ومع هذا كله أصر أصحابها على مزاولة عملهم وبالأخص خط البليدة ـ شفة، زيادة على هذا وأمام وجود هذه الظروف غير المواتية للعمل ولتقديم خدمة وراحة للمسافرين، يعاني هؤلاء من السلوك الطائش وتصرفات بعض السائقين الذين يدخلون في الكثير من الأحيان في مشادات وملاسنات كلامية مع بعض المسافرين، نظرا لإصرارهم على الانتظار الطويل بالمحطات والمواقف ويصرون على ملء الحافلات فوق طاقة استيعابها غير مبالين بكرامة المواطنين واحترامهم ولسان حالهم يقول في كل مرة يتلقون فيها تذمرا إذا لم يعجبك الحال أمامك الطاكسي ، هذا الأخير لايقبل بأقل

من ٣٠٠ دج من البليدة إلى شفة أين لا تتعدى المسافة ٧ كيلومتر.
من جهتهم، أبدى مسافرو ومرتادو معظم محطات النقل المنتشرة عبر تراب البليدة استياءهم وتذمرهم من معاناتهم من عدة مشاكل بالمحطات، على غرار اهتراء الحافلات العجوز التي يفوق عمرها ١٥ سنة أو أكثر، كما أبدى سكان كل من بلديتي مفتاح والجبابرة وخاصة المسافرين في حافلات النقل العاملة على مستوى خط مفتاح ـ الجبابرة، تذمرهم الشديد من مشكل قدم واهتراء الحافلات التي لم تعد صالحة للاستعمال ـ حسب تعبير السكان ـ، إلى جانب قلتها في فترة المساء بين البلديتين، مؤكدين أن الأمر لم يعد يطاق، خاصة فيما يتعلق بقلة الحافلات، حيث يجبر المتوجهون نحو المنطقتين على استعمال سيارات الأجرة و ـ الكلندستان ـ التي أثقلت كاهلهم بمصاريفها المتكررة.                           
 ويعاني المسافرون عبر الطرق البلدية بالولاية من نقص في مواقف الحافلات التي من شأنها ضمان راحة المواطن وحمايته من التقلبات الجوية خلال فصلي الشتاء والصيف اللذين يتميزا بارتفاع درجة الحرارة صيفا وتهاطل أمطار غزيرة شتاءً.
ولا يزال سكان البليدة وضواحيها يعانون، سيما مستخدمي الخط الرابط بين محطة القصاب وزعبانة، أين لاحظنا وجود إشارات لموقفحافلات، ولكن المواقف غير مجهزة على مستوى خط باب الجزائر بني مراد، أضف إلى ذلك انعدام الطلاء ببعض الأرصفة وعدم تجديد شبكة الكهرباء للإشارات الضوئية عبر مفترق الطرقات، حيث توجد هياكل الأعمدة الحديدية.
إن افتقار الولاية إلى محطات برية على مستوى البلديات أثر سلبا على تنظيم حركة النقل لعدم وجود أرصفة وأرضية ولوائح إعلامية للوقوف والانطلاق.
ورغم قلتها فهي لا تتوفر على ميزات محطة حقيقية ويعود ذلك إلى النقائص التي تميزها  لاسيما النظافة، انعدام التهيئة وغياب الخدمات بمحطات النقل والمواقف، حيث تنعدم بمختلف المحطات المنتشرة عبر تراب الولاية، واقيات من شأنها أن تحميهم من تساقط الأمطار ومن حرارة الشمس، إلى جانب غياب كراسي يرتاح عليها منتظرو الحافلات. وباعتبار أن النقل الريفي الذي يمثل جزءا هاما من حركة النقل داخل البليدة والذي يعرف حركة دائمة في المناطق النائية، حيث بلغ عدد الخطوط ٨٥ خطا مستغلا حاليا تتم تغطيتها من طرف ٥٩٥ متعاملا اعتمادا على ٦٥٣ حافلة من مختلف الأحجام والأصناف أي ما يوفر ١٣١٩٣ مقعدا.
ونظرا لصعوبة المسالك المؤدية إلى المناطق الريفية ورغم حرص مديرية النقل على نوعية وسائل النقل المستعملة لهذه الخطوط من جهة، وتوسيع الخطوط بربطها بالتجمعات والمداشر، لايزال قطاع النقل يعاني من عدة مشاكل على رأسها نوعية المحطات هذا إن وجدت.
ومن الاهتمامات التي أدرجت ضمن متطلبات النهوض بهذا القطاع في الولاية ونجاح النشاط، ضرورة إنجاز محطات برية على مستوى كل البلديات وإعادة هيكلة الخطوط، كونها تحتاج إلى قدر كبير من التهيئة لتبلغ مواصفات المحطة بكل معنى الكلمة.
فبدءا بأهم محطة عبر كل تراب الولاية، وهي محطة قصاب التي تعتبر موقفا للحافلات وتتربع على مساحة ٣ هكتارات، إلا أنها على رأس النقاط السوداء داخل الولاية لافتقارها إلى أدنى الشروط الضرورية كالمرافق الصحية وتهيئة الواقيات، أضف إلى ذلك تحولها إلى مركز للباعة المتجولين لمحاذاتها للسوق، ناهيك عن النفايات والأوساخ المتراكمة بها التي تشوّه منظر المدينة. إلى جانب محطة الجهة الغربية بالعفرون التي تعرف نقصا في التهيئة وأصبح من الضروري إصلاحها لمساهمتها في الربط بالقطب الجامعي الجديد. ولا يختلف الوضع في الجهة الشمالية للولاية التي تعتمد بشكل واسع على محطة بوفاريك، فرغم المساحة التي تشغلها ١٥٠٠٠م٢، إلا أنها كمثيلاتها غير مهيأة تماما ولا وجود لواقيات وانعدام النظافة، عدم انضباط الناقلين داخل المحطة، وغياب الاستعمال العقلاني للتسيير . أما في أقصى شرق ولاية البليدة فمحطة الأربعاء يمكن اعتبارها موقفا للحافلات فقط لعدم وجود تهيئة.
أما فيما يخص دائرة بوعينان ورغم الكثافة السكانية بها إلا أنها تفتقر إلى محطة برية لنقل المسافرين، الأمر الذي يثير استياء المواطنين يوميا، خاصة أنهم يعتمدون في تنقلهم على الحافلات القادمة من الأربعاء وبوفرة ومفتاح، وأصبحت هذه الحافلات غير كافية لاستيعاب هذا الكم الهائل من المسافرين بالبلدية.
وأمام هذا الواقع الذي يعرفه قطاع النقل بالولاية، بات من اهتمامات مديرية النقل أن توفر الشروط الضرورية لوجود محطات برية حقيقية تضمن راحة المواطنين من جهة، وتضمن الأداء الأفضل للنشاط في قطاع النقل من جهة أخرى، وهذا يتطلب إنشاء محطات برية في كل البلديات وإعادة هيكلة الخطوط، وكذا هيكلة محطتي سوق بوفاريك وبوفرة.

مشاريع واعدة بوتيرة بطيئة

أعدت مديرية النقل للولاية مخططا جديدا للحركة المرورية بالبليدة، لفك الخناق عن الازدحام في حركة المرور التي تعرفها الطرقات الولائية والبليدة.
وفي هذا الإطار تدعم القطاع بالعديد من المشاريع التنموية التي من شأنها رفع الغبن عن المسافر عبر الخطوط الداخلية، ولعل أهم مشروع تعول عليه السلطات المحلية إنجاز محطة برية لنقل المسافرين بسيدي عبد القادر وسط مدينة البليدة الذي لا يبعد عن الطريق السيار شرق غرب، وخصص للمشروع ٧٠٠ مليون دينار، كما تضم المحطة مرافق كمستوصف، صيدلية، دورات المياه، غير أن هذا المشروع الواعد  يشهد تأخرا ملحوظا في الإنجاز برره القائمون عليه بقلة الغلاف المالي المخصص له و على صعيد آخر، سيُشرع في إعادة تأهيل محطات نقل المسافرين ببلديات بوفاريك، البليدة، مفتاح، الأربعاء وكذا القضاء على النقاط السوداء عبر الطرق البلدية والولائية كتهيئة الطريق الرابط بين مدينتي الشبلي وبوينان.
وإنجاز موقف للسيارات بباب الجزائر بطاقة استيعاب تقدر بـ٢٤٥ سيارة، وتأهيل شطر من الطريق السيار شرق غرب، ونصّبت مصالح أمن الولاية كاميرات مراقبة لحركة المرور بهدف حماية وأمن المواطنين من الاعتداءات، أشغال التهيئة للمداخل الكبرى للبليدة ببلديات أولاد يعيش، البليدة، بوعرفة، بني مراد، الطريق الرابط بين أولاد سلامة والأربعاء.
ويشهد الطريق الرابط بين بن بولعيد بني تامو، عملية توسيع وتهيئة وتعبيد أشغال جارية، حيث تشرف على العملية مديرية التعمير للولاية.
للإشارة، فإن جملة المشاريع التي سطرها القطاع منها إنجاز ١٢ محطة نقل برية وحضرية عبر مختلف مناطق الولاية، وكذا ترميم المتواجدة منها في حالة كارثية ترمي إلى ترقية وتطوير وعصرنة قطاع النقل بالولاية وتدارك العجز الذي تعانيه مختلف بلديات الولاية، فيما يخص محطات النقل البري أو تلك التي تشهد محطاتها أوضاعا مزرية على غرار محطات نقل المسافرين بكل من بلديات العفرون وبوفاريك، فيما تفتقر عديد البلديات الأخرى لمحطات النقل البري في صورة بلديات بوينان، الأربعاء، الشبلي وموزاية ومفتاح.

1 تعليق

  • رابط التعليق مواطن مواطن 27 أكتوير 2012

    -إستفادت ولاية البليدة من مشاريع تنموية في القطاع أي حوالي 12 محطة حضرية و محطتين بريتين إلى جانب مراكز رخص السياقة
    -إن الحافلات المهترئة خاصة التي تعمل في دائرة مفتاح لا تمتلك رخص من مديرية النقل اصلا و هنا يكون إحتصاص مصالح الأمن بتوقيف هؤلاء الناقلين
    أما فيما يخص التجاوزات التي يقوم بها بعض الناقلين فمديرية النقل تقوم بعمليات مراقبة دورية حث تعاقب الناقلين المتجاوزين بعقوبات تصل إلى 45 يوم وضع بالمحشر و هذا من طرف اللجنة التي تنعقد مرتين على الاقل في الشهر

    تقرير

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024