عبد الرحمان حماد ( رئيس اللجنة الأولمبية الجزائرية ) لـ «الشعب ويكاند»:

هـدفي التنسيق والعمل مع الجميع

حوار: حامد حمور – نبيلة بوقرين

التشاور مع الفاعلين في الرياضة أساس النجاح

 سنرافق الاتحاديات بتوفير ظـروف تحضير ملائمــة

طالب رئيس اللجنة الأولمبية الجديد عبد الرحمان حماد، في حوار خص به “الشعب ويكاند”، الأطراف الفاعلة في الحركة الرياضية بتوحيد الصفوف والعمل معا، بتنسيق تام وتغليب المصلحة العامة للرياضة الجزائرية للخروج من دوامة صراعات عكرت صفو المحيط الرياضي وانعكست على أداء الرياضيين والنتائج المسجلة في مواعيد دولية.  
وأكد أنه سيفتح الأبواب أمام الجميع من أجل إعادة الرياضة الجزائرية إلى مكانتها الحقيقية من خلال قيام كل طرف بالدور المنوط به.
حماد استقبلنا بمكتبه بمقر اللجنة الأولمبية، رغم أجندته المكثفة خلال الأيام الأولى من توليه رئاسة «الكوا» حيث تحدث لنا عن الأمور التي تخص الرياضة الجزائرية ومهام اللجنة الأولمبية.
و يعتبر عبد الرحمان حماد من خيرة الرياضيين الذين أنجبتهم الرياضة الجزائرية بتألقه المستمر منذ عدة سنوات، الأمر الذي مكّنه من صعود منصة التتويج بميدالية برونزية في الألعاب الأولمبية بسيدني عام 2000 في القفز العالي .. ولذلك يعرف جيدا ظروف تحضير الرياضيين لبلوغ المستوى العالي.
وخلال الحوار الذي جمعنا به، فإنه يركز على أن العمل سيكون جماعيا وبتضافر جهود الجميع لبلوغ الأهداف المسطرة والتي يمكن الوصول إليها مستقبلا.


«الشعب»: كيف جاءت فكرة ترشحكم لرئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية ؟
«عبد الرحمان حماد»: فكرة ترشحي لرئاسة اللجنة الأولمبية الجزائرية خلال الفترة المتبقية من عمر العهدة الأولمبية الحالية جاءت بعد إلحاح الرياضيين القدامى وأعضاء المكتب التنفيذي والجمعية العامة للهيئة الأولمبية الذين طلبوا من شخصي الترشح لإمكانية تولي المهام لخدمة الحركة الأولمبية وفي نفس الوقت حتى تكون تجربة تضاف لسجلي تخدمني أكثر مستقبلا، خاصة أنني كنت عضوا بالمكتب التنفذي خلال عهدتين متتاليتين ما يعني أنني أملك نظرة شاملة حول الأمور داخل اللجنة والحركة الرياضية ككل بحكم قربي من الرياضيين ومعرفتي بما ينقصهم في الوقت الراهن.
ولهذا فإنني لم أتردد في الترشح والحمد لله تم إنتخابي على رأس هذه الهيئة الرياضية المهمة وأتمنى أن أوفق بمساعدة الجميع في تقديم الإضافة اللازمة للرياضة الجزائرية بصفة عامة بالتشارك والتشاور مع كل الفاعلين لتجسيد كل الأفكار والمشاريع الموجودة في مخيلتي وفقا للقانون وتشريعات الميثاق الأولمبي.
ما هي أهم المحاور التي ستركزون عليها في برنامجكم خلال هذه الفترة ؟
 صحيح هذه الفترة صعبة جدّا بسبب جائحة كورونا، لكن  الصعوبة على كل دول العالم وليس الجزائر فقط ..  وأنا على دراية بأن الرياضيين توقفوا لمدة طويلة عن التحضيرات والعمل الميداني بسبب عدم وجود منافسات نتيجة الظروف الصحية التي نمر بها ..وأتنمى أن تعود الأمور إلى طبيعتها في المستقبل القريب لكي يزول الخطر ويعود جل الرياضيين إلى التدرب بشكل عادي.
أما بالنسبة لأهم المحاور التي سأعمل على تجسيدها رفقة كل الفاعلين في الحركة الرياضية الجزائرية، أكيد ستتماشى مع الوقت الحالي والبداية مع إعادة الرياضيين تدريجيا لجو التحضيرات إستعدادا للألعاب الأولمبية بطوكيو 2021 لأنه الحدث الأبرز في المستقبل القريب، من أجل تدارك التأخر البدني في أقرب الآجال بالرغم من صعوبة المأمورية .. لكن ليس لدينا خيار آخر، وبما أن هذا الهدف هو الأهم بالنسبة لنا في الوقت الحالي سنقدم كل الدعم لهم حتى يركزوا على العمل لضمان أفضل جاهزية ونضع أمامهم كل الإمكانيات الموجودة في اللجنة الأولمبية الجزائرية، خاصة الرياضيين الذين لم يحققوا التأهل لحد الآن ولديهم فرصة لبلوغ ذلك لكي يحضروا في أحسن الظروف للتألق في الدورات التأهيلية لأنه لا يوجد حل آخر بما أننا مُلزمون بالتعايش ومسايرة الأمور الراهنة والمعطيات الصعبة التي نتجت عن تفشي الوباء.
 فيما تتمثل إستراتجيتكم في تدارك تأخر التحضيرات؟
 توجد بعض الاختصاصات تنتظرها دورات تأهيلية للألعاب الأولمبية القادمة بعدما تم تأجيل كل المنافسات بسبب جائحة كورونا وغلق المجال الجوي ما يعني أننا سنقدم كل الدعم للرياضيين من أجل التحضير في ظروف ممتازة لاستعادة مستواهم في أقرب وقت ممكن حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية ويقتطعوا تأشيرة المرور لهذا الحدث الكبير، لأن دور اللجنة الأولمبية هو مرافقة الإتحاديات الرياضية من خلال توفير الإمكانيات اللازمة لها .. وأنا بهذه المناسبة أعد الجميع أننا لن ندّخر أي جهد من أجل توفير المحيط الملائم لشبابنا للتألق في المنافسات القادمة لتشريف الرياضة الجزائرية وإعلاء الراية الوطنية بحول الله، خاصة أنني كنت رياضيا وأعرف جيدا ماذا ينتظر عناصر النخبة الوطنية لكسب مستوى جيد والمنافسة على المستوى العالي .. ولكن هذه الأهداف لن تتأتى إلا من خلال تكاتف جهود الجميع لبلوغ النجاح.
ومن جهة أخرى، فإنه حتى الأسماء التي تأهلت لموعد طوكيو 2021 كانت متوقفة عن العمل لأكثر من 5 أشهر بسبب غياب المنافسات الرسمية وبالتالي لا توجد جدوى من التحضير من أجل التحضير لأنه سيرهق الرياضي بدنيا ومعنويا ونعود لنقطة البداية في هذه الحالة ولهذا فإن كل الأمور مرهونة بالرزنامة العالمية والأفريقية القادمة.
ماذا عن الصراعات التي تعيشها الحركة الرياضية حاليا و التي احتكرت الواجهة ؟
 أنا شخصيا ليس لدي أي خلاف مع أحد في الوسط الرياضي وهدفي المباشر هو إعادة لم شمل الأسرة الرياضية من جديد وترك الصراعات والأمور الأخرى جانبا .. وأطلب من جميع الفاعلين في الحركة الرياضية من إطارات، رؤساء إتحاديات ضرورة التنسيق والعمل الجماعي والتنسيق التام بين اللجنة الأولمبية ووزارة الشباب والرياضة لأن هدفنا واحد وهو توفير الظروف الملائمة للرياضيين لضمان تحضير أمثل لمختلف المواعيد التي تنتظرهم بما فيها الألعاب المتوسطية بوهران 2022 للعودة لمنصات التتويج وتشريف الراية الوطنية.
ونحن على مستوى الهيئة الأولمبية سنقدم كل الدعم والمرافقة الدائمة للفيدراليات الرياضية مثلما سبق وأكدت من قبل لأنه من أولوياتنا توفير الإمكانيات، الظروف الملائمة والمنح للتحضير بالخارج .. ونترك كل ما هو تقني للهيئات المختصة ورؤساء الإتحاديات، المدربين والمديرين الفنيين لتقييم النتائج المحققة من طرف الرياضيين .. فالاتحاديات لديها رؤساؤها ومديرياتها الفنية ومدربوها للعمل في اختصاصها .. لأنه حان الوقت لكي يعرف كل واحد مسؤولياته وواجباته دون التدخل في صلاحيات الآخرين حتى نضمن العمل الشفاف بعيدا عن الصراعات التي لا و لن تخدم الرياضة بصفة عامة.
وهناك نقطة أخرى جد مهمة في هذا الإطار والمتعلقة بضرورة إبعاد الرياضيين عن المشاكل  الشخصية بين المسيرين لأنه للأسف الشديد ظاهرة إقحام هؤلاء الرياضيين في أمور لا تعنيهم ستجعلنا نُضيّع أجيالا قادرة على تقديم الكثير للجزائر، ولهذا أطالب الجميع بضرورة ترك الرياضيين يركزون على الميدان وعملهم الأساسي بالتحضير والمشاركة في المنافسات وإبعادهم عن الصراعات الإدارية والأمور الشخصية.

كيف ستكون معالجة المشاكل والاضطرابات التي عاشتها الرياضة الجزائرية؟
 سيكون ذلك بالتعاون مع وزارة الشباب والرياضة وكتابة الدولة مكلفة برياضة النخبة  والاتحاديات الرياضية والتنسيق بين كل الأطراف والفاعلين في الحركة الرياضية لأن الهدف واحد وهو توفير الظروف الممكنة للرياضيين لبلوغ مستوى راق لتشريف الألوان الوطنية في المحافل الدولية.
فقد حان وقت الجد والعمل وترك الخصومات جانبا حتى نتمكن من تأهيل أكبر عدد ممكن من الرياضيين للألعاب الأولمبية القادمة .. والبداية أكيد من تكاتف الجهود بين كل أطراف الفاعلة في الرياضة لأن المأمورية ستكون صعبة .. ولكن هذه المهمة لا تخص اللجنة الأولمبية الجزائرية وحدها بل يجب أن يقوم كل طرف بدوره لكي نصل للأهداف التي نرغب الوصول إليها، لأنه هناك عدد كبير من الرياضيين مازالت أمامهم مواعيد حاسمة لكسب تأشيرة طوكيو، ومن جهة أخرى فإنهم يعلقون علينا آمالا كبيرة لكي نعيد الإستقرار للوسط الرياضي وهم في حالة معنوية صعبة بسبب تراجع مستواهم وكذا المخاوف التي يعيشونها بسبب الوباء، ما يتوجب على الجميع إعادة النظر في كل شيء لكي ننطلق مجددا بالطريقة الصحيحة وفقا لتطبيق القوانين وتوفير كل الإمكانيات لرياضيينا حتى ننجح وتكون نتائج إيجابية تليق بمكانة الجزائر لأننا بكل صراحة نملك طاقات شابة قادرة على الذهاب بعيدا وعلى مدار سنوات .. فقد التمست أن هناك مواهب بإمكانها التألق على مستوى عال في السنوات القليلة القادمة.
ما هي الأهداف المسطرة بالنسبة للمشاركة الجزائرية في أهم موعد عالمي قادم و هو  أولمبياد طوكيو 2021؟
 بكل صراحة المطلوب من الرياضيين هو تشريف الجزائر في الألعاب الأولمبية بطوكيو لأن المأمورية ستكون صعبة بسبب توقف هؤلاء الرياضيين عن التدريبات لفترة طويلة وهو الأمر الذي يتطلب عملا كبيرا للتدارك .. وبصفتي  كنت رياضيا في المستوى العالي أعرف جيدا عندما يتوقف رياضي في هذا المستوى عن التدريبات لفترة قصيرة فقط بسبب الإصابة فإنه  يجد صعوبة  كبيرة في استعادة إمكانياته، فما بالك حاليا بالرياضيين الذين ابتعدوا عن التدريبات لعدة أشهر  بسبب الظروف الصحية الصعبية جراء تفشي وباء كورونا، إضافة للضغط الذي يعيشونه يوميا حول تطورات الوضعية الصحية .. ولهذا فإننا نطلبهم منهم  تقديم كل ما عليهم ورفع التحدي لتشريف الراية الوطنية، واللجنة الأولمبية والاتحاديات والسلطات العمومية ستكون في خدمتهم لكي يتجاوزوا الضغط والحالة النفسية الصعبة جراء الظروف الصحية العالمية ويركزوا على التدريبات في أجواء ملائمة بما أنه كل الدول تمر بنفس الظروف.
ما هو تقييمكم لمستوى الرياضة الجزائرية في السنوات الأخيرة؟
  نملك رياضيين لهم مواهب وبإمكانهم تشريف الجزائر في عدة إختصاصات على غرار الملاكمة، المصارعة، السباحة، ألعاب القوى، ولكن يجب علينا متابعتهم وتوفير المحيط الملائم لهم بداية من دور الاتحاديات المطالبة بوضع برنامج عمل خاص بهم وتحديد الأهداف على كل المستويات، لأن كل اتحادية لها اختصاصها وطريقة عملها الفني .. ونحن كلجنة أولمبية  سنرافق هذه الاتحاديات وفق الصلاحيات الممنوحة للجنة حسب القوانين، والمتمثلة في توفير الإمكانيات اللازمة للمرافقة ومحاربة المنشطات بصرامة وفق القوانين بالمتابعة الدورية والرقابة الفجائية، إلى جانب التوعية والتحسيس من مخاطر المنشطات وسط الرياضيين، إلى جانب منح العلاوات التي تأتي من اللجنة الأولمبية الدولية، الأفريقية والبحر المتوسط، والممولين لأنه ضروري و واجب..  ويبقى أساس النجاح دائما هو التركيز على الرياضة المدرسية التي تبقى الخزان الحقيقي لكل الرياضات وممون لفرق النخبة مثلما كان عليه الحال في السابق بدليل أنني كنت أمارس الرياضة في المدرسة والأمثلة عديدة فتقريبا جل الرياضيين الجزائريين الذين تألقوا على المستوى العالي تخرجوا من «الرياضة المدرسية» لأنها الخطوة الأولى لاكتشاف المواهب وتشجيعها قبل الالتحاق بالأندية ومختلف المنتخبات الوطنية ..  لكن حاليا تغيّرت المفاهيم والمعطيات، فإن نسبة كبيرة من الأطفال لا يمارسون الرياضة في المؤسسات التربوية بالصفة التي كانت في الماضي بالرغم من أهميتها لصحتهم وتساعدهم على تطوير أفكارهم ونمو أجسادهم بطريقة سليمة، ولهذا أؤكد أنه ينتظرنا عمل كبير مستقبلا لتطوير الرياضة الجزائرية، والتركيز على الرياضة المدرسية هو الحل الأمثل لكسب جيل من الأبطال في المستقبل.
أين يكمن الاختلاف بين جيلكم، والجيل الحالي لرياضيي النخبة ؟
 الفرق بين رياضي النخبة في الماضي والذين يمارسون على المستوى العالي حاليا، يكمن في طريقة وظروف العمل حيث كنا نحن نتنقل إلى الخارج للتحضير وإجراء التربصات بالرغم من وجود مشاكل إدارية وأقول لكم أن المسيرين آنذاك كانوا يتركوننا بعيدين عن الصراعات الشخصية التي كانت موجودة حتى نمتكن من التركيز والتحضير في الهدوء والسكينة  .. وفي نفس الوقت ذهابنا للتحضير خارج الوطن سببه لأننا كنا لا نملك  مراكز من مستوى التحضير العالي ..  لأنه لم تكن هناك مراكز مجهزة تسمح لنا بالعمل مثلما هو عليه الحال في الوقت الحالي، حيث أصبحت هناك مرافق عديدة بالرغم من أنها تشهد بعض النقائص كون أن هناك بعض الرياضات لها خصوصياتها لكنها ساعدت الرياضيين على العمل.
لكن هناك نقطة أخرى أرى أنها جد مهمة والمتمثلة في أنه في بعض الأحيان حتى لو توفرت المراكز لكن ذلك غير كاف من أجل تحضير رياضي المستوى العالي الذي يحتاج التنقل إلى الخارج من أجل إجراء تربصات للاحتكاك مع رياضيين من المستوى العالي على المستوى العالمي وتقييم إمكانيات الرياضيين حتى يتمكنوا من تحقيق نتائج إيجابية في المواعيد الكبرى، ولكن في كل مرة أذكر أنه بالعمل الجماعي سننجح لأن الهدف واحد وهو الإرتقاء بالرياضة الجزائرية في المحافل الدولية القادمة بداية من طوكيو 2021، وهران 2022.
الجزائر بصدد احتضان تظاهرات دولية قادمة ؟
 الجزائر أصبحت لها خبرة في تنظيم التظاهرات الرياضية على كل المستويات بحكم التجربة والخبرة التي كانت في السابق ولهذا ليس هناك أي مشكل في إنجاح التظاهرات مستقبلا وأكيد فإن احتضان التظاهرات في اختصاصات رياضية معينة يكون بطلب من الاتحاديات وبموافقة السلطات العمومية ونحن سنرافق في التنظيم، فقد كانت الاستعدادات كبيرة لاحتضان الجزائر للبطولة الإفريقية لألعاب القوى في جوان الماضي، والتي تأجلت إلى العام القادم بسبب تفشي وباء كورونا، كما يعلم الجميع .. ويمكن القول إن الجزائر ستتوفر قريبا على عدد كبير من المرافق المجهزة وفقا للمعايير الدولية والتي ستكون في خدمة الرياضيين جميعا ولن تكون خاصة بالنخبة فقط لأن هذه الأخيرة لا تدخل في تربصات على مدار السنة، ولهذا فإنها ستساعد الأندية على العمل خاصة الرياضات الجماعية.
وأكيد لما نستلم المرافق الجديدة ستكون في خدمة الجميع وليس فقط النخبة خاصة قاعات متعددة الرياضات من خلال وضع برمجة للاستغلال الأمثل لأن الفرق الوطنية لن تكون طول السنة في تربص ولهذا يجب الإستثمار في هذه المرافق لخدمة الرياضة وتطويرها، فهناك بعض الفرق تعاني من عدم توفر قاعات للتدريب كي تكون المنشآت الجديدة مهيأة بشكل جيد تقدم الإضافة للرياضة الجزائرية.
كيف ستعيدون الرياضة النسوية للواجهة بعد تراجعها في المرحلة الأخيرة ؟
 إعادة الرياضة النسوية لمكانتها الحقيقية يمر عبر التركيز على الرياضة المدرسية أولا وتحدث رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون عن الرياضة المدرسية وطالب بإعطاء دفعة لها، لأنه في الجيل الذي كنت معه عندما كنا رياضيين على غرار الأبطال الآخرين أمثال بطل العالم في 800 م سعيد جبير قرني، كنا خريجي الرياضة المدرسية ولهذا يجب أن نعود لها حتى نرفع مستوى الرياضة الجزائرية بصفة عامة في كل الإختصاصات من المهم جدا أن نهتم بالجيل الحالي في المدارس الذي سيكون في المستقبل القريب بمثابة الخزان الحقيقي للفرق الوطنية، ولذلك علينا أن نوفر لهم الظروف بوجود مساحات لممارسة الرياضة.
ومن جهة أخرى، فإننا نقول بهذه المناسبة إن الرياضة النسوية قدمت للجزائر بطلات أولمبيات تمكن من فرض مستواهن عالميا .. لكن للأسف فإن الرياضة النسوية تراجعت في السنوات الأخيرة لعدة أسباب وليس في الرياضة النسوية فقط بل حتى لدى الذكور لأن الأولياء يوجهون أبناءهم أكثر نحو الدراسة على حساب الرياضة لضمان مستقبلهم بداية من البكالوريا لأن الرياضة  في نظرهم مغامرة خاصة في حال الإصابة، وكذا وقت الدراسة أصبح في الوقت الحالي طوال اليوم من خلال متابعة التلميذ لدراسته في المدرسة إضافة إلى التدعيم بالدروس الخصوصية التي أصبحت ظاهرة عامة، الأمر الذي لا يعطيه الفرصة لممارسة الرياضة أو الترفيه، في الوقت الذي نعلم أن الطفل يحتاج إلى ممارسة النشاط البدني المهم لصحته ويكون ذلك فرصة أيضا لاكتشاف مواهبه ولما لا مواصلة مشواره الرياضي على المستوى العالي.
ما هي قراءتكم للتمثيل الجزائري في الهيئات الرياضية الدولية؟
 تمثيل الجزائر في الإتحاديات الدولية يجب أن يكون هناك عمل كبير في هذا الجانب لدعم المسيرين الجزائريين وتشجيعهم على الدخول والإنخراط في الهيئات الدولية المختلفة  لتقديم المساعدة والمساندة للرياضة الجزائرية مثلما يقوم به جيراننا، ونحن على أبواب تجديد الهياكل ضمن لإتحاديات الدولية وإستراتيجيتنا تتمثل في دعم ومرافقة كل جزائري يرغب في الترشح للجان أو المكاتب التنفيذية أو رئاسة الهئيات الرياضية الدولية، وكلنا سنساعده سواء بالعلاقات أو الإتصالات لأنه واجب ونحن نرغب في تواجد أكبر عدد ممكن على المستوى الدولي ولهذا نطلب من كل الفاعلين في الحركة الرياضية الجزائرية ضرورة الدخول والترشح لدخول الهيئات الرياضية الدولية لأننا تراجعنا كثيرا في الفترة الأخيرة من هذا الجانب وتقلص عدد الجزائريين المتواجدين بهذه الهيئات كثيرا.
باعتبارك رياضي نخبة سابق، وشاركت في العديد من المواعيد الدولية الكبرى ، هل بإمكاننا معرفة أجمل ذكرى في مشوارك الرياضي؟
^^ أعتبر التتويج الأولمبي هو حلم كل رياضي في مشواره لأنه أكبر حدث وأنا فخور جدا لتحقيق ميدالية برونزية في هذا المستوى لايوجد أكثر منها وتبقى أحسن ذكرى في مشواري الرياضي .. وبخصوص ألعاب القوى الجزائرية حاليا يمكن القول إنها مرت بفترات صعبة ككل الإتحاديات ولكن أعتقد أنه هناك بعض الرياضيين خاصة الشباب لديهم إمكانيات كبيرة وإن شاء الله سيلقون كل الدعم من طرفنا لتعود هذه الرياضة الأولمبية بامتياز إلى سابق عهدها لأنها جلبت عددا من الميداليات .. ولابد أن نشجع الشباب ليكونوا الخلف الحقيقي للنجوم السابقين.
كيف سترافقون رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة؟
 رياضة ذوي الإحتياجات الخاصة طالما شرفت الجزائر ورفع الرياضيون الراية الوطنية في أكبر المحافل الدولية وشبه الأولمبي ولهذا سنهتم بهم ونقدم لهم يد المساعدة ونرافقهم بالإمكانيات الخاصة باللجنة الأولمبية كغيرهم من الرياضيين، يأتي ذلك بالرغم من أنهم ليسوا تحت غطاء اللجنة الأولمبية ومن المفروض أن تتكفل بهم لجنة خاصة بهم وبما أن الإتحادية هي التي تقوم بكل المهام، أكيد أننا لن نرفض لهم أي طلب وهو أمر منطقي كما جرت الأمور، لأنهم مقبلون على مواعيد هامة لضمان التأهل للألعاب شبه الأولمبية بطوكيو 2021 وأكيد سيجدون صعوبات في الإسترجاع لأنهم يتطلبون مُعدات خاصة تتماشى مع نوعية الإعاقة ولهذا سنقدم لهم كل الدعم للقيام بالتربصات ولن نبخل عليهم بشيء حتى يشرفوا الجزائر في قادم المواعيد.
ما هي الكلمة أخيرة التي نختم بهذا الحوار ؟
  يجب أن نخرج من جملة الصراعات التي أدت بنا للإنسداد والمشاكل ونحن في اللجنة الأولمبية والأعضاء ليس لدينا أي مشكل مع أي إتحادية وسنعمل مع الكل بالتشاور والتنسيق لأن الأهم هو الرياضي .. لما يكون في أحسن الظروف ويحضر بعيدا عن المشاكل ويجب أن يكون الإحترام والهدوء ونخدم الرياضيين ومن حقهم المطالبة بضرورة توفير المحيط والإمكانيات.
وبالنسبة للراغبين في الترشح للمناصب على رأس الهيئات عليهم العمل بالقانون وشرح برامجهم برطريقة محترفة بعيدا عن كل المشاكل دون سب أو شتم حتى تبقى العلاقات طيبة بين جميع الفاعلين في قطاع الرياضة حتى لا نضيع مستقبل الرياضيين بسبب صراعات شخصية .. وبالعمل الجماعي وتغليب العقل والرزانة سنكون في الطليعة ..  وفي الأخير أتمنى النجاح للرياضيين المعنيين بامتحان شهادة البكالوريا.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024