روحك هنا في فلسطين

د . هاني العقاد كاتب ومحلل سياسي فلسطيني

كان صعبا علينا جميعا كتابا ومحللين سياسيين ونشطاء صحفيين أن نتلقى خبر رحيل الزميلة آمال مرابطي عن هذه الدنيا، صعب علينا أن نتخيّل صفحات الجرائد بلا تقارير آمال، وصعب علينا ان نتخيل صفحات التواصل الاجتماعي بلا أخبار أمال وصعب علينا الا نتلقى كل صباح وكل مساء برقيات الحب والتقدير الدعم والمساندة الوطنية هنا في فلسطين، نعم رحلت آمال لكن روحها مازالت بيننا، كتاباتها، تقاريرها، صورها، روحها الوطنية وكل زاوية من زوايا الصحفية والثورية، رحلت الثائرة صاحبة البندقية، رحلت امل وبقيت كل عباراتها الوطنية تصطف بين سطور المقالات والكتابات، امال لم تكن مجرد صحفية كباقي الصحفيين العرب هناك المئات بل الآلاف، لكن لم يكن لأحد بصمات ثورية كتلك التي خلدتها أمال في كل مرحلة وكل قضية وكل مقالة وكل خاطرة من خلال عملها في صحيفة “الشعب” الجزائرية والمقالات والتقارير المختلفة.
روح آمال هنا في فلسطين، كتابها الأخير عن الأسرى الفلسطينيين إسنادا لهم ولقضيتهم العادلة بالرغم أن الكتاب لم يكتمل لكننا نحن من يكمل درب الإخوة والأصدقاء، لن يقف الأمر هنا ولن يبقى كتاب أمال عند آخر كلمة كتبتها بل أنه سيرى النور بجهد المخلصين من كتاب فلسطين والجزائر، إنها دعوة لهم اليوم ليتنادوا جميعا ويكملوا هذا  العمل باسم المناضلة الراحلة أمال مرابطي، لعلّ ذلك كله وفاء لك أمال ولروحك الطاهرة التي لن تغادرنا ما بقينا أحياء وتبقى فينا تدفعنا لمزيد من العمل الوطني والثوري للدفاع عن تراب فلسطين القضية والتاريخ والشرف العربي، نعم هم قلة يا أمال من يغاروا على الوطن السليب وهم قلة من يقضوا من حياتهم أياما وسنوات يعدوا التقارير المساندة والداعمة لكل قضايا الصراع ليس الأسرى وحدهم وإنما القدس والأرض والحدود واللاجئين.
عشر سنوات مسيرة أمال الإعلامية جل اهتمامها الجزائر وفلسطين أنتجت المئات من التقارير والمقالات الإعلامية وتميزت بأنها أشد المهتمين بقضايا الثورة الفلسطينية ومسيرة النضال من أجل التحرّر من الاحتلال الإسرائيلي الغاشم، عرفتها فلسطين كما عرفتها الجزائر بالضبط، لم يبقى صحفي فلسطيني ولا كاتب سياسي ولا محلل الا وكان يعرف أمال، التقيت معها أكثر من مرة وتواصلت معها في العديد من المواقف والقضايا استمعت لها كثيرا واستمعت لي بالمقابل وأخذت بالعديد من التوجيهات، كانت قد أعدت مقابلة خاصة معي تضمنت العديد من المحطات السياسية حول استمرار النضال الوطني الفلسطيني ومسيرة القيادة الدبلوماسية في وضع قضية فلسطين على طاولة المجتمع الدولي، بالإضافة الى ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، ومدى الصمود الوطني في وجه تلك الممارسات، وأهمية توحيد المواجهة الفلسطينية والاستمرار في الاشتباك مع المحتل الإسرائيلي على أكثر من جبهة حتى الدولة وعاصمتها القدس.
روحك أمال تسكن فلسطين لتبقى ثائرة مع الثوار ومقاومة مع المقاومين، ترافق الشهداء والأسرى والمعتقلين، روحك امال هنا في فلسطين لن تغادر عشقها الأبدي، فقد عشقت تراب فلسطين ونذرت نفسها تدافع عنه الى الأبد، روحك فينا خالدة لن ننساك.. فإلي جنات الخلد مع الشهداء والنبيين يا زميله امال.
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024