الضغط المشحون لم يمس بالعملية الانتخابية، مبتول:

لا خيار من دون تغيير عميق في منظومة الحكم

فضيلة - ب

قدم الخبير عبد الرحمان مبتول قراءة مستفيضة ودقيقية لمشهد الاستحقاقات الرئاسية على ضوء استعراضه للأرقام والنسب المسجلة، التي فاز فيها المرشح الحر عبد المجيد تبون، والذي قال أنه تنتظره مهمة حساسة وكبيرة لخدمة الجزائر، بعد أن زكاه الشعب الجزائري بحوالي 5 ملايين صوت، متفوقا على منافسيه، مقترحا فتح حوار حقيقي لبناء جزائر اليوم والغد. وبدا مقتنعا أنه لا خيار من دون تغيير عميق في منظومة الحكم.
أرجع عبد الرحمان مبتول تسجيل بعض تراجع في نسبة الإقبال على الانتخاب، الذي ناهز41٪ إلى الظرف السياسي الراهن، الذي يتسم بأجواء من الضغط المشحون، غير أنه لم يمس بالعملية الانتخابية ولم يؤثر على مسار سيرها، بل أنه اعتبر في نفس السياق أن تراجع الإقبال على صناديق الاقتراع، لم تنفرد به الجزائر وحدها بل يسجل حتى في الدول المتقدمة على اعتبار أن الولايات المتحدة الأمريكية في مختلف مواعيد انتخاباتها الرئاسية لا تتجاوز نسبة تصويت الناخبين سقف ٤٠٪، ونفس السيناريو يسجل لدى الدول الأوروبية، رغم أنه في الدول الأوروبية يوجد فارق في الجانب التقليدي ورغم أنه مختلف بالنظر إلى الوسائط الجديدة في العالم خاصة تلك التي تحمل تطلعات الشباب.
ومما جعل كفة التصويت تميل إلى المرشح تبون، أوضح مبتول أن الأحزاب التي تواجدت لفترة طويلة في الحكم، ويتعلق الأمر بكل من حزبي  الآفلان والارندي دعما مترشحا، احتل المرتبة الرابعة في السباق الرئاسي، ولان أحزاب المعارضة كذلك لم تبتهج بعد أن تغيرت نظرة الشعب اتجاهها منذ تاريخ 22 فيفري الماضي وتراجع شعبيتها وتأثيرها، حيث صار ينظر إليها بريب وشك، ولأن الحكم السياسي دوما كان يرتكز على أحزاب السلطة والمعارضة.
وقف مبتول على وجود العديد من التحديات السياسية والثقافية والاجتماعية والاقتصادية، وإلى جانب التحديات الجيو استراتجية في عالم متقلب، لذا يرى أن الرئيس المنتخب لديه العديد المسؤوليات والرهانات التي تواجهه، وتستدعي توخيه الكثير من الشفافية في اجندته المقبلة، وذكر أن الجزائر منذ الاستقلال السياسي، مختلف الرؤساء عينوا من طرف سلطة الظل، رغم ضعف نسب المشاركة، واغتنم الفرصة ليحذر من ضرورة تجاوز الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلد مقترحا إرساء حوار مفتوح
واعترف مبتول أن الجزائر توجد أمام أزمة متعددة الأبعاد تجعلها تجنح وتكون بآذان صاغية لثقافة التسامح، لأن الجزائر ليست كما كانت في السابق، أي جزائر ما قبل وما بعد 22 فيفري ليست نفسها، مشيرا إلى أن جميع المرشحين تعهدوا بتجسيد مطالب الحراك المعقولة، من خلال تكريس تغيير جذري وعميق في منظومة الحكم.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024