منذ 56 سنة خلت هدّد الجنرال السفاح ماسي (MASSU) بتجويع الجزائريين إن تمسك التجار بالقيام بإضرابهم وغلق محلاتهم.
القضية كانت قبل كل شيئ قضية مبدئية سياسية أكثر منها غذائية بل كانت مسألة مصيرية لإعطاء دفع قوي للثورة الجزائرية التي طرح ملفها آنذاك أمام الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في دورتها الـ11. وفعلا دخل التجار في إضراب لمدّة 8 أيام وكانت صرخة إعلامية كبرى انتشر صداها عبر كافة أنحاء المعمورة.
وأعطت للثورة آنذاك قيمة مضافة فبعد إضراب العمال ثم الطلبة جاء دور شريحة أخرى لتثور ضدّ المستعمر وتضع ختمها على عدالة القضية الجزائرية ومشروعية تحرير شعبها.
وهذه المرة في نفس الفصل الشتوي كادت الجزائر وهي تحتفل بخمسينيتها أن تضرب في أعماقها وأن تحرم من مصدر ضخم من مصادر ثرواتها يقتات منه جزء كبيرمن شعبها. لكن في 2013 ليست محلات تجارية بل موقع طاقوي استراتيجي نحسد عليه وكلفتنا عملية تأميمه معاناة لا زلنا ندفع ثمنها بمحاربة الجماعات الإرهابية المتعددة الجنسيات.
لذا أثمن وأرحب شخصيا بمطلب إتحاد التجار والحرفيين بجعل 28 جانفي يوما وطنيا رسميا لأن هذه الخطوة سترفع لا محالة من معنويات هذه الشريحة المعاتبة بإستمرار لا سيما من المستهلكين وحتى من السلطات كما ستعيد لها الإعتبار بإعطائها مكانتها الحقيقية كفاعل في المجتمع يؤثر فيه ويتأثر به كي يكتسي العرض والطلب صبغة أشمل من الصبغة التجارية البحتة.
من ماسي (MASSU) إلى الجماعات الإرهابية
بقلم :أمينة دباش
26
جانفي
2013
شوهد:3260 مرة