«مكتبات الشّارع» مبادرات قيّمة لمثقّفين

شباب مثقّف يطلق المبادرة بمعسكر

معسكر: أم الخير - س

ظهرت مؤخرا مبادرات قيمة للتشجيع على القراءة ومطالعة الكتب، أطلقها مثقفون ونخبة من الشباب بمختلف ربوع الوطن، منها أفكار جسّدت على ارض الواقع فحولت الحدائق، مواقف الحافلات والساحات العمومية إلى قبلة ومقصد لعشاق الكتب الشغوفين بلف أوراقها بحثا عن الفائدة والمتعة التي لا يستبدلها تصفح المواقع الالكترونية ومحركات البحث التكنولوجية لاسيما في أوقات الفراغ.
مثل هذه المبادرات القيمة أطلقها شباب جامعي وكتّاب من مدينة معسكر على رأسهم الكاتب القاص طه بونيني، الطالب الجامعي عبد النور حمياني، بوبكر محمد الأمين، خالد توربة، ، بن علي بن تلفوف ونضال محمد الرازم أين اجتمع هؤلاء على موقع للتواصل الاجتماعي، وخرجوا بقرار إنشاء مكتبة على مستوى حديقة عمومية بساحة الأمير عبد القادر، ولاقت هذه المبادرة الفريدة من نوعها بتراب ولاية معسكر إقبالا غير متوقع لأشخاص تبرعوا بكتبهم لفائدة المكتبة، وبالمقابل يتمكنون من الاطلاع على ما شاء لهم من الكتب المتبرع بها من طرف أشخاص آخرين.
ويقول الكاتب القاص طه بونيني عن الفكرة التي أشرف عليها إلى حين تجسيدها في الواقع، أنه عرض الفكرة على متطوعين على موقع التواصل الاجتماعي الذين شاركوه إياها وطوّروها دون أن تتولى الفكرة أو تتبناها أي جهة رسمية، مضيفا أن الفكرة عرضت على مسير حديقة الأمير عبد القادر فاستلطفها وقدّم فكرته عن التصميم وموقع المكتبة، استغرق تصميم المكتبة وإنجازها 13 يوما على حد قوله من طرف حرفي متطوع في الفكرة، لتبدأ بالنسبة لجماعة المتطوعين الخطوات الأولى في تجسيد أهداف المبادرة التي لا تقل أهمية عن أصل المبادرة، فالتشجيع على القراءة لم يكن الهدف الأساسي والوحيد من الفكرة.

روح المواطنة وقدوة حسنة  للنشء  

 يقول طه بونيني: «أردنا إشاعة حس التطوع والايجابية، وبعث روح المواطنة اتجاه المجتمع وإبداء القدوة الحسنة للنشء الصاعد لاسيما الأطفال وتلاميذ المدارس، من خلال إظهار نماذج صالحة للفعل المواطناتي في وقت يشح بالقدوة الحسنة»، على أن تستمر المبادرة وتصان المكتبة وتتجدد المبادرة في حال لم يكتب لها الدوام، حيث يقول طه بونيني أنه لوحظ إقبال غير متوقع للمتبرعين بالكتب، وهي إشارة ايجايبة لنجاح الفكرة، موضّحا أنّ باب التبرع مفتوح أمام كل أنواع الكتب شريطة أن يكون مضمونها مفيدا ولا يتعلق بالمسائل التي تمس المصلحة العامة والقيم والمبادئ على غرار الكتب ذات المحتوى السياسي، الطائفي أو الاباحي، مضيفا أن مكتبة الشارع لمدينة معسكر تحمل شعار ساهم بكتاب مفيد وخذ كتابا آخر، وبين الوقت والآخر يستطلع أحد المتطوعين بالفكرة وضع المكتبة ليرفع ملاحظاته في شأن الكتب الواردة بقصد العناية والمتابعة، في شأن مرتبط تطرق الكاتب القاص طه بونيني صاحب مبادرة مكتبة الشارع لمعسكر إلى الحديث عن الفرق بين مطالعة الكتب الورقية والالكترونية، ومدى تمكن الأخيرة من إلغاء الأولى من المشهد الثقافي بعد أن زاحمتها زحاما شديدا على جانب الحديث عن معضلة القراءة والعزوف الشديد عن المطالعة، مؤكدا أن الجدال بين قراءة الكتب الورقية والالكترونية قل احتدامه، بل يكاد يتلاشى، أما تفضيل القراء لنوع من القراءة عن الآخر هو مسألة أذواق فقط، ما دام الكتاب الالكتروني صار ملاذا للكثيرين نظرا لندرة بعض الكتب الورقية، وسهولة الحصول عليها الكترونيا، الأمر الذي لا يلغي حسب الكاتب المثقف طه بونيني هيبة الكتاب الورقي  لكينونة الفرق الدائمة بين العالم الواقعي والافتراضي أو بين الملموس والمجرد حسب ذات المتحدث، مستطردا فيما يخص مكتبة الشارع، انه أريد لها أن تكون رمزا  للقراءة والتفاؤل، الأمل وتطوع وكذا الحد قليلا من مظاهر تشبع المجتمع الغارق في الماديات وترسيخ فكر القراءة والمطالعة بين شريحة الأطفال خاصة، والإسهام في تكوين شخصيتها من خلال مثل هذه المبادرات القيمة. 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024