حليمـة الهادئــــة ترحــــل في صمــــت

مفيدة طريفي

كان صباحا كئيبا ممطرا حزينا، وأنا أتصفح الأخبار صدمني نبأ رحيلك عنا، خبرا ،لم أتوقعه فقد كنت أشاهد لك  آخر مونولوغ ثوري  قمت  به، أبكيتنا حينها جميعا،  وأنت تزغردين ذات يوم عن علم الجزائر، قلت لي أنا التي تعشق بلدها، الفنانة التي تتفنن في وصف الواقع، والكاتبة التي تبدع في سيناريوهات المسرحيات، منذ أقل من أسبوع التقينا صدفة  وسط أروقة سرتا وعينيك  تشعان فرحا، يسطوهما  الأمل والحب، حدثتني عن مشاريعك ، ووعدتك بحوار حول أهم أعمالك، لكن الموت سرقك منا بغتة ، دون سابق إنذار، كنت البشوشة التي تضفي على المكان فرحا وأملأ، كنت الاعلامية  التي عملت بجوارنا لسنوات، لكن الفن وخشبة المسرح كانتا اكبر من الحب.
رحلت عنا في صمت ودون سابق إنذار حزن لأجلك الكل، حتى السماء اليوم بكت حرقة لرحيلك، حليمة تلك المرأة القوية التي صارعت كل الظروف والصعاب وصنعت من نفسها فنانة القضايا ألراهنة عبرت عن مواقفها بحرية وثبات، ونصبت نفسها أميرة وسط قلوب محبيها، رحلت عنا وصدمتنا بهدوئها  الراحل، هادئة حتى في رحيلك، وأنا أكتب هذه الكلمات لا أصدق أنني أكتب عنك جسدا يرحل في صمت.
كنت صديقة حنونة صاحبة قلب طيب، أم الجميع، تروين لنا أهم محطاتك المفرحة والحزينة، كم ظلمتك الحياة يا حبيبتي، كنت من عالم جميل وذهبت لعالم أجمل.
رحلت يوم الجمعة المباركة، ونحن ننتظر آخر عروضك المعبرة، رحلت وتركت حزن رهيبا وفراغا كبيرا، فاجعة حلت على قسنطينة ونحن لم نتوقع رحيلك عنا بهذا الهدوء، وأنت من كنت تصنعين من سيناريو صغير الفرحة والابتسامة والدموع من شدة التأثر بما تقدمين، كنت الفنانة الرقيقة، ماذا عساي أن أكتب وأنت صديقة برتبة أمي الحنون، حزينة أنا اليوم ، لم أقو على وداعك، رحمك الله صديقتي وألهم ذويك الصبر والسلوان.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19463

العدد 19463

الإثنين 06 ماي 2024
العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024