أغلب الأعضاء تخلوا عـن مهامهم منـذ 5 سنوات

الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة تبحث عن مكانة مميزة في المشهد الثقافي

سميرة لخذاري

أرادت الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة تدارك الفراغ الكبير المسجل في المكتب الوطني لها وفي لجانها، بسبب تخلي اغلب الأعضاء على مهامهم منذ 2009 دون مبرر يذكر، لترفع التحدي مع المكتب الوطني الجديد الذي ينبثق عن الجمعية العامة العادية والاستثنائية التي عقدت أمس بنادي المجاهد ببور سعيد بالعاصمة، من اجل النهوض بالنشاط الثقافي.

قال الدكتور مصطفى بيطام رئيس الرابطة الوطنية للفكر والثقافة لـ»الشعب» على هامش اشغال الجمعية العامة لسنة 2013، أن هذا اللقاء السنوي يتمثل في جمعية عامة لتقييم نشاط الرابطة خلال السنة، وفي العادة يقدم التقرير الأدبي وهو حوصلة لنشاطات 2013 ثم تقديم مشروع برنامج 2014، حيث تزامن هذا العام وانتهاء عهدة المكتب التنفيذي التي دامت خمس سنوات، لتكون الجمعية العامة 2013 لتجديد هيئات الرابطة.
تهدف الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة، حسب ما أكده بيطام لـ»الشعب»، إلى العمل على نشر الثقافة وتوسيع نشاطاتها إلى مختلف القطاعات، باعتبار الفكر والثقافة لا حدود لهما، إضافة الى العمل ليس من اجل تنوير عدد معين او نخبة محددة، وإنما «نوجه رسائلنا حيثما وجدت الرغبة في الثقافة».
وفي رده على سؤال «الشعب» حول بقاء الحركة الجمعوية رهينة الفردية، بيّن الدكتور بيطام أن تجربتهم في الحقل الثقافي التي عمرها 24 سنة، لم تقتصر على نشاط جمعية معينة، وإلا لما تمكنوا من «توسيع الهياكل افقيا وعموديا»، قائلا في هذا الصدد «نسعى إلى الوصول إلى إقامة فروع في مختلف المؤسسات، من بلديات، جامعات و...، لسنا وحدنا في هذا الوسط بل نعمل مع شركائنا، حيث يدخل ضمن مشروعنا الاحتكاك مع الجمعيات الثقافية الفاعلة من اجل توسيع جمهور الثقافة، ومن المرتقب إحصاء هذه الجمعيات ليس من باب فرض رأينا وإنما من اجل التشاور خدمة لهويتنا وثقافتنا، والوصول إلى خطة مشتركة للنهوض بالعمل الثقافي الذي يعاني ركودا كبيرا، خاصة وانه مجال واسع لا يقتصر فقط على الأماسي الشعرية والأدبية، وإنما يمس كل جوانب الحياة».
وتوقف رئيس الرابطة عند الزخم والغنى الذي تتميز به بلادنا، بدءا بالجانب التاريخي، حيث استطاع الشعب الجزائري أن يصنع ملحمة قبل الأمير عبد القادر وبعده وصولا إلى الثورة التحريرية التي تحمل تراثا هائلا، وبالتالي وجب على كل الفعاليات تحييه حفاظا عليه وتبليغه للأجيال، خاصة وأننا نُحسد على هذا الرصيد الكبير من التراث التاريخي والثقافي، الذي هو في حاجة إلى جهود الجميع».
كما قال مصطفى بيطام إن الحفاظ على الثقافة لا يقتصر على وزارة الثقافة أو الجمعيات فحسب، وإنما كل الهيئات والمؤسسات عليها الوصول إلى خطة للتعريف بتراثنا الموجود في كل نقطة من الجزائر، إضافة إلى تلك المأثورات الشعبية، التي علينا البحث عن سبل صيانتها وردّ الجميل لأصحابها من الأجيال التي تركتنا مخلفة وراءها زخما في حاجة إلى من يحمل مشعلها.  
وقد أكد الأمين العام للمنظمة الوطنية للمجاهدين السعيد عبادو على دعمه للرابطة بكل الوسائل، خاصة وأن الجزائر في حاجة إلى أعمالها في ساحة تشهد فراغا كبيرا، معتبرا هذا الصرح الثقافي تكملة لمنظمتهم ولكن بطريقة أوسع واشمل.
ومن جهته نوه الدكتور محي الدين عميمور، كأحد الرواد الذين سايروا الرابطة الجزائرية للفكر والثقافة في أحلك سنواتها المتعلقة بالعشرية السوداء، نوه بالمجهودات التي تبذلها هذه الهيئة الثقافية، التي فاقت مدة نشاطها 10 أعوام، حاربت خلالها اليأس وحاولت نشر الأمل في بلد كان يعيش سنوات دموية اصطلح عليها العشرية الحمراء، وأبوا مغادرة البلاد بل عزموا على التحدي وحماية الثقافة الوطنية من الضياع والاندثار، مثمنا تمسك مصطفى بيطام بهذه المبادئ» وكأن المرحوم عبد الله الركيبي والكاتبة زهور ونيسي ما يزالان ضمنها»، مؤكدا ان هذه الروح والمبادرات الحيوية أبقت على الرابطة حية، تتحدى الصعوبات، وتتخذ منها قوة انطلاقة جديدة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024