٢٥ سنة على رحيله

تيــزي وزو تتذكّــر الأديـب مولود معمـري

تيزي وزو: ضاوية تولايت

نظّم أمس بدار الثقافة مولود معمري بتيزي وزو، وقفة تكريمية لعميد الأدب الجزائري الراحل مولود معمري، وذلك بمناسبة الذكرى الـ 25 لوفاته المصادف لـ 25 فيفري.
التظاهرة نظّمت من طرف مديرية الثقافة لولاية تيزي وزو بالتنسيق مع لجان النشاطات الثقافية والفنية، وكذا جامعة مولود معمري
وجمعية أساتذة اللغة الأمازيعية.
 تخلّلت الحدث الثقافي نشاطات سطّرها المشرفون على تنظيمها، شملت محاضرات نشّطها أساتذة مختصون في تحليل الأعمال الأدبية لهذه العلاّمة، تمحورت حول حياة وأعمال الأديب، الذي كرّس حياته لترقية الثقافية الجزائرية، منها محاضرة من تنشيط الأستاذ احمد زايد بعنوان «مولود معمري والمعرفة وموقعها في الانتربولوجيا العامة».
 وشمل النشاط كذلك محاضرة من تنشيط الأستاذة بطوش عيني حول موضوع الشعر في حياة مولود معمري، وكانت الفرصة سانحة لمحبي الأدب والكاتب الراحل مولود معمري لاكتشاف شخصيته.
هذه الذكرى الخاصة باسترجاع الأعمال الأدبية للراحل مولود معمري والذي لطالما خدم الادب الى آخر نفس في حياته، حيث نظم في أروقة دار الثقافة التي تحمل اسمه، معرض لأهم المحطات البارزة في حياته من مقالات صحفية وصور وكذا مؤلفات أدبية.
كما تمّ خلال هذه المناسبة تكريم المشاركين في مسابقة «الجائزة الكبرى لمولود معمري»، إلى جانب إنجاز لوحة تشكيلية حول الاديب الكبير فقيد الثقافة الجزائرية من طرف تلاميذ الفنون الجميلة لدائرة عزازقة.
تختتم هذه التظاهرة بوضع إكليل من الزهور على قبره المتواجد بمنطقة اث يني، وبدورها جمعية ثالويث لمنطقة بني يني سطّرت برنامجا ثريا لإحياء هذه المناسبة بمسقط رأسه، وذلك تحت شعار «حتى لا ننسى»، حيث أدرجت في أجندة نشاطها الثقافي فيلم بعنوان «الهضبة المنسية» للكاتب الراحل معمري، إلى جانب عروض مسرحية ونشاطات فنية متنوعة.
والجدير بالذكر، أنّ مولود معمري هو من مواليد سنة 1917 بقرية تاوريري ميمون بمرتفعات «بني يني»، حيث زاول دراسته ما بين الجزائر والمغرب، لينتقل بعدها للإقامة بباريس للتحضير لمسابقة الالتحاق بالمدرسة العليا للأساتذة، وبعد انتهاء فترة تجنيد مولود معمري في الحرب العالمية الثانية بالمدية لمدة مارس مولود معمري اشتغل في التدريس، وذلك ما بين سنتي 1947 إلى غاية 1948، ثم انتقل الى جامعة الجزائر حيث عين كأول أستاذ في الامازيغية بالجزائر.
عين بعد ذلك مديرا لمركز الأبحاث الانتربولوجية والتاريخية والإنسانية بمتحف باردو سابقا.
مولود معمري كان يعد من أهم أعلام الجزائر،ساهم بأعماله الأدبية والشعرية في إثراء الساحة الثقافية، كما يعود له الفضل في إثراء الأدب الجزائري بأعماله وبحوثه التي اختلفت ميادينها.
قبل وفاته ترك الكاتب عدة مؤلفات ثرية لا تزال محور دراسة الأدباء ويتم تدريسها في الجامعات والمدارس، وتعد مرجعية أدبية ذات مكانة عالية، ومن بين مؤلفاته «الربوة المنسية» «العصا والأفيون»، «عبور الصحراء» المترجمة إلى العديد من اللغات الأجنبية. وإن دل هذا على شيء فإنه يدل على القيمة الأدبية والرفيعة لكتابات هذا المفكر المبدع، الذي ساهم أيضا في إثراء السينما الجزائرية بفيلمين مقتبسين من الروايتين الأوليتين من طرف المخرجين عبد الرحمان بوقرموح وأحمد راشدي.
ويعدّ مولود معمري من بين الذين أسّسوا القواعد الصحيحة للغة الامازيغية من خلال كتابه «ثاجرومت نتمازيغيث «، وقد كرس حياته للحفاظ على التراث غير المادي من خلال مجموعته الشعرية التي ترتكز فيها على عنصر الحكايات.
تحصّل على شهادة فخرية من جامعة باريس، وفي نفس المدينة أسس سنة 1984 مركز الدراسات والبحوث الأمازيغية. توفي هذا الأخير عن عمر يناهز 71 سنة إثر حادث مرور أودى بحياته في ٢٥ فيفري سنة 1989 بضواحي عين الدفلى في طريق عودته من المغرب.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19432

العدد 19432

الأربعاء 27 مارس 2024
العدد 19431

العدد 19431

الثلاثاء 26 مارس 2024
العدد 19430

العدد 19430

الإثنين 25 مارس 2024
العدد 19429

العدد 19429

الأحد 24 مارس 2024