التشكيلي الطاهر ومان:

الحجر المنزلي حفّز مخيلتي

علي ملزي

يعكف الفنان التشكيلي الطاهر ومان هذه الأيام على استكمال مشروع ترتيب أرشيفه الذي يمتد الى غاية فترة السبعينيات من القرن الماضي و هو الأرشيف الذي يشمل منتجاته الفنية الشخصية إضافة الى تلك التي جمعته بفنانين آخرين من خلال رسم لوحات فنية مرفقة بدواوينهم الشعرية و مجلاتهم المتخصصة .
و كان الفنان الطاهر ومان قد دخل الساحة الفنية مبكرا وهو متفوقا منذ الطفولة ، حاز على الجائزة الأولى في مسابقة الوكالة السياحية سنة 1971 أين تتافس مع المحترفين ومن ثمة ظهرت موهبته وتعدت حدود ولاية بسكرة التي ترعرع فيها و في سنة 1974 كان طالبا بالقسم النهائي بقسنطينة  فاستضيف للأسبوع الثقافي القسنطيني ليشارك رفقة فنانين أكبر منه  في السن والمسيرة فأصبح من حينها عضوا نشطا بإتحاد الفنون التشكيلية.
 نظم أول معرض له بقاعة محمد راسم سنة 1975 وفي نفس السنة وبعد عدة تظاهرات وطنية بقصر الأمم خاصة اين كان يقتدى به في المناسبات الدولية، أختير لتنظيم معرض بصوفيا عاصمة بلغاريا بمناسبة عيد الاستقلال في نفس السنة تلتها معارض عديدة داخل الجزائر وخارجها، اختارته وزارة الثقافة والإعلام ليصبح رسام مجلة آمال الأدبية فكان مخرجها ورسام أغلفتها ومتناولا المادة الأدبية المنشورة بأعدادها برسوماته التي أبرزت اللغة السريالية متناسقة مع النص الأدبي .
انضم إلى لجنة التطوع الجامعي بطلب من الدكتور عبد الرحمان عزي الذي كان طالبا بكلية الإعلام سنة 1977 ومن ثم دخلت رسوماته الشارع  والساحات العمومية والجامعات عبر عدة مدن جزائرية وحتى خارج الوطن، اشتغل بقسم الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة إلى غاية سنة 2000، ويشارك في التظاهرات التشكيلية بالدول العربية والغربية الى يومنا هذا، كما انّه متحصل على عدة جوائز وطنية ودولية باعتباره كرم داخل وخارج الوطن لمرات عديدة  مع الإشارة إلى أنّ كل مسيرته الفنية تتسم بالرجوع إلى الموروث الثقافي الوطني والعربي والإسلامي.
و من هذا المنطلق الذي أفرز إنتاجا غزيرا لمنتجات الفنون التشكيلية، فقد شرع الفنان منذ فترة في ترتيب الأرشيف و تنسيقه و كتابة مذكراته الشخصية التي جمعته بهيئات و أقطاب ثقافية بارزة داخل و خارج الوطن إلا أنّ اضطراره للسفر إلى تونس عشية رمضان في إطار مهمة إنسانية أسفر عن تعرضه للحجر على مرحلتين بتونس و بمنطقة واد سوف بالجزائر قبل أن يتم الإفراج عنه خلال الأسبوع الأول من الشهر ليستكمل مشروعه ضمن يومياته الرمضانية التي بدأت متثاقلة بفعل تأثير السفر قبل أن تستقر الأمور لاحقا.
أما عن السهرات الليلية فيشير الطاهر ومان إلى أنّه تعوّد على متابعة أخبار الوطن و العالم بالتوازي مع الاستماع إلى الأغاني المميزة التي تربط ذكرياته  بفترة الشباب، مشيرا إلى أنّ فترة الحجر الصحي التي وجد فيها بكل من تونس و الجزائر على مدار شهر كامل أفرزت تخمرا جديا لأفكاره و رؤاه و هو مصمم الآن أكثر من أي وقت مضى على تجسيدها على أرض الواقع قبل نهاية الشهر الفضيل.
كما يستعد الفنان لإتمام  بطاقيته الخاصة من حيث صور اللوحات المنجزة طيلة مسيرته الفنية مرفقة بالبيبليوغرافيا والوثائق بخلفية تزويد الباحثين داخل و خارج الوطن بمراجع فنية جاهزة .
 و ما تجدر الإشارة إليه هنا، هو  تلقي الفنان لعدّة دعوات من خارج الوطني لتنشيط معارض فنية قبيل حلول أزمة كورونا و يفترض بان يعاد النظر فيها وفي توقيتها بالتحديد عقب زوال الوباء و عودة الأمور إلى ما كانت عليه من قبل.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025
العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025