الإعلامي مـراد مسعودان لـ«الشعب»:

الوباء لقننـا درسا والمطالعــة السبيـل الوحيـد لتخطي الضغط

حاورته:أم الخير سلاطني

تحدث الصحفي بالإذاعة الثقافية مراد مسعودان، في هذا الحوار لـ»الشعب» عن الجوانب الإيجابية الخفية للجائحة، والتي تدعو –حسبه- إلى إعادة ترتيب مجتمعنا وحياتنا الاجتماعية،واحتياجاتنا في الثقافة.

-  «الشعب»: بداية قدم لنا مختصرا عن مسيرتك وتجربتك الإعلامية.
 مراد مسعودان: مراد مسعودان صحفي بالإذاعة الثقافية منذ أواخر 2004، اشتغلت كمبرمج أولا فمخرج. منتج ثم صحفي. بالموازاة اشتغلت في إذاعة البهجة كمخرج لعديد البرامج الناجحة والتي عرفت شهرة تعدت مدينة العاصمة.
بالموازاة كذلك اشتغلت منتجا بإذاعة متيجة التي أصبحت إذاعة بليدة حاليا.
البرنامج اسمه «مسك الغنايم» أذكره أنه كان برفقة الباحث الذي ودعنا والتحق إلى جوار ربه، الشيخ دحمان العيساوي.
في الإذاعة الثقافية كانت لي تجربة متميزة جدا تمثلت في رئاسة التحرير، فكنت أنا أول رئيس تحرير بالثقافية الجميلة. حاليا أعمل على إنتاج عديد البرامج «بحوث واختراعات»،»على الركح متألقون»، وأنشط مع الدكتور محمد الأمين بلغيث برنامج الذاكرة والتاريخ، وبرنامج ذكريات من مذكرات مع الدكتور محمد قماري.
-  لديكم مجموعة البرامج الإذاعية تتمحور أغلبها حول الثقافة ووسائل الإعلام ومدى تكيف برامجها مع إجراء الحجر الصحي، فكيف تساعد هذه البرامج المواطن في تخطي هذا الوضع الصعب؟
 بداية، إشكالية التأثير الايجابي للبرامج التلفزيونية في جائحة الكورونا موضوع ذو شجون، بعيدا عن الدراسات الأكاديمية التي تتطلب جهدا ووقتا وصبرا للآراء حول نسبية هذا التأثير، إلا أن المختصين أدلوا بدلوهم في هذا الأمر، وهو الرأي الذي يتلخص في عدم قدرة هذه البرامج على التأثير بالشكل المطلوب على سلوكيات الفرد الجزائري، وخير دليل الاستهتار الكبير الملاحظ من طرف الجزائريين بشكل عام بلغ درجة التشكيك في وجود الوباء أصلا.
-  لكن الاستهتار والتمرد على الحجر الصحي ظاهرة عامة في المجتمعات العربية والأوروبية وحتى في أمريكا، كيف يمكن لنا تصويب الأمور في مجتمعنا؟
  يبقى أن تزايد عدد المصابين ليس في الجزائر فقط بل في العالم أجمع. ويرجح العلماء فرضية الموجة الثانية للوباء، وينصح البعض الآخر بضرورة التعايش مع الجائحة مما سيكلف العالم بشكل عام والجزائر بشكل خاص تزايدا في عدد المصابين.
لكن هل نحن نملك القدرة على السيطرة على الوباء في الأيام المقبلة مع التزايد الرهيب والمقلق لعدد المصابين أنا أرى أنه في بداية الحجر الصحي الكلي بالنسبة لمدينة البليدة ونصف كلي بالنسبة لباقي ولايات الوطن، حاولت كل القنوات العمومية منها أو الخاصة تكييف برامجها وفقا للوضع، في محاولة منها التخفيف على المواطن الجزائري.
التلفزيون العمومي مثلا حاول إنشاء قنوات جديدة في إطار خطة التجديد وإعادة التنظيم، رغبة منه في ترويض الشخص الجزائري إن صح هذا التعبير، فشاهدنا ميلاد قناة أو قناتين ومازالت العملية متواصلة في المستقبل القريب إن شاء الله نحو استحداث قناة للتاريخ وقناة للتعليم الببداغوجي. وهكذا وإن كانت العملية تدخل في عملية التجديد، التي تباشرها مؤسسة التلفزيون الوطني، لكن هل نجحت هذه القناة أو تلك في العملية تبقى الأجوبة تراوح مكانها مادامت العبرة بالنتائج.
-  كيف تكون هذه البرامج متنفسا للجمهور وهل نعتبر الوقت مناسبا للارتقاء بالمحتوى التلفزيوني؟
أنا أرى أنه لا يمكن أن تكون البرامج متنفسا في هذا الوقت وفي جائحة الكورونا مهما بلغت نسبة المشاهدة ومهما كان البرنامج شيقا، إلا أن النفس مجبولة بالملل.
والحجر الصحي أثبت فراغا في كل المجالات لأن تخطي الحجر الصحي مرتبط بمدى مطالعة الجزائريين للكتب ومزاولة الرياضة، أما البرامج التي لا تساعد المواطن على استغلال وقته هل نقول أنها أثرت حقا في تغيير سلوك الفرد؟ نعود إلى البرامج الإخبارية التي أتعبت عقول ونفسية الجزائريين بشكل عام حتى اعتدنا عليها..أخبار الوفيات.. أخبار تزايد المرض، مل الناس وأصبحت ردود فعلهم سلبية لدرجة أنهم لم يعودوا يكترثون..
-  ما الحل في نظرك؟
 ما دمنا لم نغير سلوك الفرد من حيث قابليته للمطالعة وتصفح الكتب، خاصة بالنسبة لأطفالنا نستطيع أن نقول إننا فشلنا، لاحظي أن دور النشر في أوروبا اشتغلت بشكل ملفت للانتباه، وأعادت طبع روايات ارتبطت بالأوبئة، لأنها مجتمعات لها علاقة وطيدة بالكتاب والمطالعة.
- يعني في العموم الجائحة اليوم تعطينا درسا لكل مشاكلنا، فهل لابد من مشروع مجتمع؟
 وهو كذلك، للأسف أصبحنا اليوم نتكلم عن منظومة صحية واقتصادية واجتماعية، كل العيوب انكشفت وصار لابد من تغيير بعض السلوكيات السلبية.
-  لجأت دور الثقافة والمسارح إلى مواقع التواصل الاجتماعي كبديل عن الأنشطة المستقطبة للجمهور، كيف تقيم هذه التجربة؟
 قبل جائحة الكورونا كان الحديث عن الدور الكبير لشبكات التواصل الاجتماعي، فالعملية الاتصالية أثرت عليها هذه الشبكات أيما تأثير سواء إيجابيا أو سلبيا وهو الغالب، لما ابتلينا بالجائحة الشيء الجديد هو محاولة مؤسسات رسمية استغلال منصات التواصل الاجتماعي، الكثير يثمن العملية مع صقلها وتنظيمها مثلا على مستوى المسرح شاهدنا أرشيفا لا بأس به لكل المسارح الجهوية حتى الجمعيات التي تعنى بالمسرح.. تجربة تستحق التشجيع.
-  كيف ننجح في تشجيع المطالعة والاستثمار في وقت الفراغ وتحفيز الجمهور على الإبداع الفني والثقافي باستغلال الحجر الصحي؟
 يجب استغلال الظرف في تعويد الطفل على المطالعة وحب القراءة قبل أن ينضج، لأن تغيير سلوك الكبار أصبح مستحيلا وكل البرامج التي قدمت من أجل هذا لم تقدم ولم تؤخر، نعول على النشء، لابد من وضع برنامج على المستوى الوطني يرغب الطفل في القراءة والمطالعة والمسرح وغيرها من الفنون، حتى نربي في الطفل الميل للمطالعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024
العدد 19458

العدد 19458

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19457

العدد 19457

الإثنين 29 أفريل 2024
العدد 19456

العدد 19456

الأحد 28 أفريل 2024