غادرا المشهد الفني جسدا

اثنين من أعمدة المسرح والسينما الجزائرية في ذمة الله

أم الخير سلاطني

فقدت الساحة الفنية الجزائرية، أمس، اثنين من أمتن أعمدتها المسرحية والسينمائية، في صمت وحزن رهيب خيم على الاسرة الفنية وجمهورهما العريض بالقطب الوطني، الفنانة نورية التي انطفأت شعلتها، أمس الأول، عن عمر يناهز القرن، قدّمت ربعه في خدمة الرسالة الفنية الجليلة، تذكرنا ملامحها العالقة بالوجدان، بالعصر الذهبي للمسرح والسينما الجزائرية، واختزل فقدانها المرير وضع الفن الجزائري الذي مازال مفرطا في عناصر أساسية قدمت له الكثير ويفترض ان تكون مدرسة للأجيال الفنية بالجزائر .
مثّلت فقيدة المسرح والسينما الجزائرية نورية قزدرلي، إلى جانب العديد من رواد المسرح في أوّج ازدهاره، أدوارا رسمت معالم هوية الأسرة والمجتمع الجزائري المقاوم لمظاهر التبدد والتفسخ الفني والثقافي، بقيت أدوارها التي مثلتها بإحترافية عالية راسخة في الذاكرة، وبذات التأثير الذي أحدثه ظهورها السينمائي في فيلم أبناء القصبة في ستينيات القرن الماضي، مازال نفس التأثير ينفذ إلى متابع الفيلم، مخلفا انعكاسا طيبا لمعاناة الأم ورب البيت داخل الأسرة الجزائرية، الفقيدة نورية قزدرلي، أبدعت في تقديم دور الأم وربة البيت الشاقية، وكانت لتحظى بأثمن الجوائز العالمية في التمثيل والسينما لو تغيرت الظروف.
 الفنان القدير بشير بن محمد المعروف في الوسط الفني باسم الشيخ الخير، ترجل، أمس، أيضا منهكا، راحلا الى رحمة الله بعد مرض ألزمه الفراش، منذ سنوات.
 وقدم الفقيد المعروف بحسه الفكاهي وروحه المرحة، العديد من الإسهامات الفنية لجمهوره العريض مقدما رسائل فنية في كل المجالات التربوية والاجتماعية، من خلال حضوره المتميز وأدائه المتألق في السلسلة الفكاهية أعصاب وأوتار وناس ملاح سيتي، يا عامر يا ناسي، مؤديا ادوار مختلفة من الأب التقليدي والجار العصبي الى المناصر الرياضي المرح، حفرت بالذاكرة الفنية الجزائرية عبارات تبدد اليوم الحزن العميق لفقدان أحد أيقونات الكوميديا الهادفة، من خلال عبارات بوخنونة وهو ينادي ابنه في دور الشيخ الخير في مسلسل يا عامر يا ناسي.
الملامح الفنية لنورية والشيخ الخيّر، والكثير من الأوجه الفنية التي غادرت الدنيا، ستظل اأعمالها الفنية شاهدا على تلك الموهبة والإرادة التي مكنتهم من بناء قاعدة الفنون السينمائية الجزائرية الخادمة للمجتمع والتراث الوطني، منفردين ومتميزين ببصماتهم الخالدة التي ينبغي أن يكون لها امتدادا طويلا في الوسط الفني، بعيدا عن التقليد المتفسخ.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024