مواهـب في الطريق

توظف كتاباتها الأدبية خدمة لقضايا المرأة

حوار: هدى بوعطيح

 المبدعـة ملاك حليمي: انتظروا روايتي «بـأي ذنب قتلت»

ملاك حليمي شابة في عمر الزهور تحلم بأن تصبح يوما ما من كبار الروائيات في الجزائر.من طفلة صغيرة تقدم كتابات عبثية ثم قصص قصيرة بسيطة، إلى كاتبة واعدة يخط قلمها قصصا من الخيال تستبطِنُها رسائل تُحاكِي ما يحدث في الواقع، بأسلوب يجمع بين البساطة وشيء من التعقيد، قدمت للساحة الأدبية «لارين» والتي اعتبرتها مخاض لأسوء عام مر في حياتها، ثم بـ»بأي ذنب قتلت» والتي تحمل بين طياتها العديد من القصص التي وظفت فيها قلمها لخدمة قضايا المرأة.

الشعب: من هي ملاك حليمي وكيف كانت بدايات التأليف؟
ملاك حليمي: ملاك حليمي ابنة  18 ربيعًا من ولاية سكيكدة، طالبة جامعية تخصص بيولوجيا حافظة لنصف كتاب الله ومُجازة في أحكامه «رواية ورش عن طريق الأزرق»، مؤلفة لرواية تحت عنوان «لارين» منشورة، وأخرى مُعنوَنة بـ»بأي ذنبٍ قُتِلَت» ما تزال لم تنشر مشرفة على الكتاب الجامع «توباز» الذي ضمّ إبداعات أدبية شبابية من مختلف ربوع الوطن.
 كانت بدايتي منذ كنتُ أدرس في التعليم المتوسط، حيث كنتُ أخط ما أشعر به وما أعجز عن قوله في دفتر مذكراتي، وبما أنني لم أكُن أتوقع أن يُفرَش لي بساط أحمر ينتهي بمنصة كبيرة مكتوب على واجهتها «الكاتبة ملاك حليمي»، ولأن محيطي المُصغّر كان شحيحًا في مد يد المساعدة في بادئ الأمر اعتمدت فقط على نفسي، كنت أقرأ كل ما يقع عليه نظري ولا أستثني شيئًا لأنني أردت الإطلاع على مختلف الأجناس الأدبية والأساليب لكي أتمكّن أخيرًا من إيجاد أسلوب خاص بي، ولأكتشف في النهاية وَلَعِي بفن الرواية، من كتابات عبثية إلى قصص قصيرة بسيطة، وأخيرًا وصلت إلى مرحلة وجدتُ نفسي مستعدة للشروع في روايتي الخاصة.
كيف جاءت فكرة «لارين» ولماذا «لارين» بالذات؟
«لارين» أو صغيرتي كما أطلق عليها.. كانت مخاض أسوء عام مرّ في حياتي، عام فقدت فيه شخصين كانا لي نعم السند، ألا وهما جدتي وعمِّي رحمهما الله وهذا ما سبب لي حالة اكتئاب حاد، واكتئابي ذلك لحسن الحظ غلبت محاسنٌه على مساوئه فعوض أن أزُجّ بنفسي في سجنه أغرقتُها في الأحبار والأوراق، امتثلتُ الصمت مع الأُنًاس الواقيين وبِتُّ أستمتع بالثرثرة مع شخصيات روايتي «لارين»، خلف كل شخصية هناك حقيقة وخلف كل حدث هناك بطريقة غير مباشرة شيء مما كنتُ أشعُر به حينها ـ الكتابة علاج ولارين كانت علاجي ـ
اليوم بعد مرور أشهر على صدورها، أشعر أنني كبرت سنوات لا تعد، فلم أعد أبدًا تلك الفتاة الضعيفة التي تخاف مواجهة الواقع ومن حولها، بالعكس أشعر الآن بتطور كبير ليس فقط على مستوى الصعيد الشخصي، بل كذلك من ناحية الأسلوب واللغة وما إلى ذلك، حتى أصبحت أعتبر لارين مجرد خربشات أوَّلية.
وماذا عن مشروعك الجديد «بأي ذنب قتلت»؟
«بأي ذنب قتِلت» قصة تحمل بين طياتها العديد من القصص، وتعالج قضايا مختلفة حساسة تتعرض لها الكثير من النساء حول العالم، زواج القاصرات، العُنف، نظرة شريحة من المجتمع للمرأة والحب، مصير ثمرة الحب في غير إطار الزواج «أوما يطلق عليه باللقيط»، تنتهي الرواية بهروب البطلة من مسقط رأسها قرية «تاراكلي التركية» إلى مدينة «إنديانا» في الو.م.أ، أين ستلاقي حتفها..
 كيف تجدين عالم الأدب في الجزائر ولمن تكتبين؟
ألقينا نظرة على الساحة الأدبية الجزائرية نجدها تزخر بالمواهب والأقلام المبدعة من كبيرها إلى صغيرها، وما هذا إلا دليل على أن الجزائر لا تلِد فقط «حرّاڤة « أو»مهاجرين غير شرعيين «، بل تلِد كذلك أشخاص ذوي كفاءات قادرين على تغيير مصير البلاد وإخراجها من مستنقع التخلف الفكري، وفي حالة كهذه لا يسعنا سوى الإشادة بشبابنا الواعي والمثقف الذي لم ولن يرضى العيش مُكبّلا، بل سيُحرر نفسه ويجعل من قلمه سلاحًا يواجه به.
ببساطة اكتب قصصًا من الخيال تستبطِنُها رسائل تُحاكِي ما يحدث في الواقع، أمّا لمن أكتُب فللجميع بأسلوب يجمع بين البساطة وشيءٍ من التعقيد، فالأديب يفهمني كما يفهمني عامة الناس كذلك.
وماذا عن طموحاتك مستقبلا؟
لا أظن أن بعض السُّطور ستكفي لعدِّ طموحاتي، فأنا جشعة جدًا فيما يخص هذا، لكن الأهم أنني أريد اكتساب ما أستحق وأن أستحق ما أكسب.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024