إشكالية الاتجار بالدين وتغلغل الجهل وراء الدجل

«شياطين الطابق السفلي» آخر أعمال رفيق جلول

نورالدين لعراجي

في طبعة جديدة وبحلة رائقة يقدم الكاتب الأديب جلول رفيق روايته الأخيرة المعنونة بـ «شياطين الطابق السفلي» حيث تعتبر من أحدث أعمال الكاتب الجزائري وهي رواية جمعت بين أدب الواقع والأدب البوليسي، بارتكازها على محورين، واقعية الأحداث عن الواقعة الشهيرة المرتبطة بحكاية حفيظة صالحي «المشهورة باسم عبير»، والأحداث التراجيدية التي ارتبطت باختطافها وقتلها بطريقة وحشية، والجو البوليسي الذي رسم سير السّرد من تحقيقات ومتابعات النيابة والشرطة في سبيل الكشف عن ملابسات القضية، والوصول إلى القاتل الحقيقي بعد اتساع دائرة الاشتباه.
خاض الأديب والروائي الشاب رفيق جلول تجربة شجاعة وإنسانية في ربط خيوط نصه من أفواه أبطال القصة الحقيقية لا من مخيلته فقط أو من الأخبار المتضاربة المصداقية، فكأنه تقمص دور المحقق الصحفي في جمع معلوماته الموثوقة ، ثم مارس دوره ككاتب في سبكها ضمن قالب سردي ممتع دون ممارسة بذخ اللغة وبهرجها.
تعامل الروائي مع اللغة فتركها بسيطة موازاة مع بساطة الواقع وضرورة السياق الكاشف لواحدة من أبشع الجرائم التي يعيشها المجتمع الجزائري خاصة والمجتمع الإنساني عامة من استهتار بالدم وبالروح البشرية من أجل الغايات الدنيوية الزائلة، كما يسلط الضوء على الاتجار بالدين ومدى تغلغل الجهل بحقيقته والانسياق وراء الدجل والشعوذة، هذه الأخيرة التي دفعت ثمنها عبير وما لا يحصى مثلها في العالم.
للتذكير، سبق وأن أصدر الروائي أعمالا تنوعت بين السرد والشعر من بينها رواية «حضرة الكولونيل أبي» ورواية «شياطين الطابق السفلي» في طبعتين جزائرية عن دار خيال وأخرى عراقية عن دار تأويل للنشر والترجمة، وله مشاركات في ملتقيات ولقاءات أدبية داخل الجزائر وأخرى دولية ومحلية، وله مساهمات في الجرائد والمجلات العربية، بالإضافة إلى مشاركات إذاعية وتلفزيونية، من بينها «ما لم أفكر في كتابته قبل الليل»، «تفاحة لم تسقط على رأس بدوي»، «ينبغي أن أرغب»، «فيك، ليل منفلت من جبة الكون»، بالإضافة إلى إصدار عبارة شذرات ونصوص شعرية، أوتيل تركي، راقصة في شهوة، يشتهيني عطر المطر ... بعد السبع العجاف.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025
العدد 19817

العدد 19817

الثلاثاء 08 جويلية 2025
العدد 19816

العدد 19816

الإثنين 07 جويلية 2025