الشيهاني يلج عالم الكتابة من بوّابة السرد

«أسير القـــدر» تراجيـديا تغـوص في عـالم مــن الألم والأمـل

باتنة: حمزة لموشي

صدر، مؤخرا، للكاتب الشباب عبد الهادي الشيهاني أول أعماله الروائية في كتاب حمل عنوان «أسير القدر»، عن مؤسسة نقطة بوك للنشر والتوزيع بولاية باتنة، يتوقع أن تحقق نجاحا هاما في عالم الرواية نظرا للموضوع الاجتماعي المؤلم الذي عالجه بأسلوب راقي فيه الكثير من التجديد والسحر يجعل القارئ ينجذب بدون أن يشعر فيلتهم الرواية من غلافها لغاية آخر صفحة فيها.
 أكد الكاتب المبدع عبد الهادي في تصريح لـ «الشعب»، أنه حرص في أول أعماله الروائية على أن ينقل واقع المواطن الجزائري ويسرد تفاصيل يومياته، احلامه وآلامه في قالب فني رائع، حيث استوحي مضمون الرواية من حياة شاب جزائري، هو بطل الرواية سعيد الذي استطاع بفعل واقعه المر أن يتغير للأفضل عندما أراد ذلك بإرادة مطلقة.
غير أنه في رحلة التغير المفاجئة صادفته العديد من العراقيل والمطبات التي حولت تلك الرحلة الجميلة إلى آلام ومعاناة وفقد وخيانات، وغيرها من المشاعر صعب تحملها على شاب في مقتبل العمر، كاغتيال شقيقه الأصغر ورحيل الآخر إلى بلد مجهول، والداعي إلى اختيار هذا الموضوع بالضبط، يضيف محدثنا هو أخذ العبرة والتأكيد على اهمية الاستفادة من التجارب للتعلم والنهوض بعد السقوط في الوحل.
فسعيد حسب عبد الهادي اسم على غير مسمى، فهو لم يذق سوى الالم والحرمان والقسوة والأمرين من أبيه قبل رحيله، حيث كان يعامل كالعبيد من طرف أبيه وإخوته، غير أن إرادته وقسوة الأيام والزمن عليه، حوّلاه إلى شخص مختلف يتعلم من التجارب ويصنع من الصخور جسرا يعبر به إلى السعادة والنجاح.
وأشار الكاتب الشاب إلى استهدافه من خلال عمله الروائي الاول لكل فئات الجمهور العام، لأن الرواية تحمل معالم وأساسيات تطابق المقاييس الروائية العالمية كروايات المنفلوطي وجبران وغيرهم، فهي إذن تخص كل مستسيغ للذة القراءة الروائية في كل مكان، لأنهم هم الدافع إلى الكتابة، ولأجلهم الكتاب يبدعون، خاصة وأن الرواية تتحدث عن عائلة تعيش حالة البؤس والفقر المدقع بسبب تفاهة تفكير رب البيت، ما أدى ببطل الرواية والذي هو أكبر الإخوة باتخاذ منعرج حاسم كلفه تخليص أمه من براثن الفاقة بعدما اغتيل شقيقه الأصغر وغادر الآخر إلى بلاد أخرى.
وعن توجّهه لكتابة الرواية والشعر، رغم انه طالب جامعي في تخصص المحاسبة والجباية، فأوضح محدثنا ان ولعه بالكتابة ظهر مبكرا لديه، حيث صقل موهبته بالقراءة المستمر لأمهات الكتب وأشهر المؤلفات الادبية والروائية متأثرا بعدة شخصيات روائية وشعرية معروفة على غرار الروائي الكبير المنفلوطي وجورجي زيدان وغيرهم الكثيرون.
 وحرص عبد الهادي على أن تنفرد نقطة بوك بنشر أول أعماله الروائية نظرا لروح المسؤولية ورحابة الصدر، وكذا الشفافية والنزاهة التي تتميز به هذه المؤسسة رغم حداثة نشأتها دون الحديث عن الامتيازات الكثيرة التي توفرها الدار للمؤلف تشجع على النشر فيها، مستفيدا بذلك من بعض التجارب السيئة لبعض المؤلفين مع بعض دور النشر الاخرى.

الرّواية الجزائرية المخطوطة تعتلي الصدارة دائما

 خلال حديثنا معه بخصوص واقع الرواية الشبانية في الجزائر، أكد المتحدث أن واقع الرواية الجزائرية المخطوطة بأنامل الشاب الجزائري تعتلي الصدارة دائما، والدليل هو معرض الكتاب الدولي إذ يزخر بأشهى المواضيع وأروع الأغلفة التي تجذب عقول القراء، قدم خلالها الكثير من الشباب ابداعاتهم عندما كتبوا عن الألم والأمل، عن الحياة والعيش، عن المستقبل والحاضر، لما يحملونه من آمال وآلام لم تجد لها سبيلا للبوح إلا عن سبيل الكتابة.
وقد ساهمت وسائل التواصل الاجتماعي في التعريف بالكتاب الشباب بشكل رائد، خاصة في هذه الآونة التي منع فيها التنقل بين المكتبات، بسبب جائحة كورونا، حيث أصبح بمقدور القارئ التواصل مباشرة مع الكاتب من أجل الحصول على نسخة بكل سهولة وسلاسة، كما لعبت ايضا دورا كبيرا وفعالا في منح فرصة للكاتب للتعريف بنفسه وتقديم مدوناته وكتبه بدون عناء أو تكلفة، إذ تعتبر هذه التقنية مظهرا من مظاهر تطور الكاتب الجزائري خاصة الشباب منهم.
وعبر عبد الهادي عن ارتياحه لتوزيع الرواية والإقبال عليها، خاصة وانه قدم -حسبه - كل ما في وفاضه الأدبي، ويحرص دائما على تقديم الأفضل والزيادة من قوة الرصيد اللغوي لديه بالقراءة، والتهام الكتب ليصبح في المستقبل من بين الكتاب والروائيين الأكثر احترافية وشهرة بأعمال فنية تعالج القضايا والظواهر الاجتماعية التي يحب الكتابة فيها لأجل التغيير، وهذا أكبر دافع للتطلع إلى الغد وما يحمله من نتائج للطموحات.
كما يحرص على الكتابة عن الأمل والحياة، التفاؤل والمضي قدما، غير أن الكتابة عن اليتم لها نهكة خاصة وسحر مميز لدى عبد الهادي، حيث يأخذ هذا الموضوع أولوية وأهمية بالغة لديه محاولا من خلال كتاباته تخليص القارئ من فكرة صعوبة مساعدة هذه الفئة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19815

العدد 19815

الأحد 06 جويلية 2025
العدد 19814

العدد 19814

السبت 05 جويلية 2025
العدد 19813

العدد 19813

الخميس 03 جويلية 2025
العدد 19812

العدد 19812

الأربعاء 02 جويلية 2025