الفنان التشكيلي محمد سمارة:

المعارض الافتراضية تفتقد إلى فاعلها الأساس الملمس واللون

نورالدين لعراجي

دعا الفنان التشكيلي محمد سمارة وزارة الثقافة والفنون إلى تفعيل آليات تطبيق الشراكة بينها وبين المؤسسات الخارجية مثل المراكز الثقافية في الخارج، وبينها وبين الفنانين التشكيليين حتى يصبح الفنان المبدع شريكا في العملية الاقتصادية، وعنصر فعالا في التطور والتنمية من خلال اللوحات الفنية ذات القيم الجمالية والفنية، وعند ترسيم الاتفاقية على أرض الواقع، يمكن الحديث عن تحويل اللوحة الفنية إلى بعدها الرابع المادي والمعرفي، وسيمنحها الاهتمام تأشيرة الولوج لتكون سفير البلد لما تحمله من رسالة تاريخية بأبعاد ثقافية ومعرفية.
قال الفنان التشكيلي محمد سمارة في تصريح لـ «الشعب»، إنه ليس من دعاة المعارض الافتراضية لأن العنصر الأساسى والمحرك الفعلي لها ممثلا في شخص الفنان نفسه يظل غائبا، فهو - حسبه - صاحب الفكرة كما تغيب مقومات العمل مثل الملمس، اللون الحقيقي ومضمون العمل يبقى العمل مجرد تزيين بدون قراءة صحيحة، وهو ليس نموذجا للحكم على تأثير الفن التشكيلي في المجتمع.
أكّد المبدع محمد سمارة أنّ المشهد الثقافي في الجزائر اليوم يعيش حالة ركود،خاصة وأن جائحة كورونا خيّمت بظلالها على العالم بصفة عامة والجزائر بصفة خاصة، وألغت كل النشاطات المسطرة من طرف الوصاية أو تلك المنظمة بالتنسيق بين الجمعيات ومديريات الثقافة على المستوى الوطني، ما حتّم على بعض الفنانين التشكيليين اللجوء إلى العالم الافتراضي واختيار منصات رقمية لإقامة معارض فنية افتراضية.
في ذات الشأن، قال المتحدث انه في مجتمعاتنا لا فرق بين الفنان والحرفي، وحسبه لا فرق بين من يطرح أفكارا من خلال التشكيل ومن يمارس التشكيل للتزيين وكوظيفة يقتات بها.
أوضح محمد سمارة أن «حال الفن التشكيلي في الجزائر يبقى مناسباتيا مثله مثل بقية الفنون الشعبية الأخرى، فيما يبقى الفنان المبدع والباحث معزولا عن المجتمع، لأن هذا الأخير فقد القيم الروحية وبقي يتخبط مع المادة فلا يؤمن إلا بالشكل.
أما المضمون واللب لا يدركهما على الإطلاق، فالإنسان على حد تعبيره مفطور على التشكيل بطبعه ويمارسه فى مختلف الفضاءات بقدرة نسبية، مقارنة بقدرة الله تعالى لأنه خليفة الله فى الأرض ودليل الحياة وأصلها هي الحركة والتشكيل هوأثر الحركة».
في الأخير، قال سمارة إن الظروف التي يعيشها الفن التشكيلي في ظل جائحة كورونا ضاعفت من الوضع بل زادت من تغييبه على الساحة الثقافية، إضافة الى عوامل أخرى متشعّبة وعديدة اجتماعية وبيئية، لأن الفنان في حاجة الى الاحتكاك مع الاخر يرفض العزلة، يحب السفر قصد الاكتشاف والإلهام أكثر.


 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024
العدد 19445

العدد 19445

الأحد 14 أفريل 2024