أصداء وآراء من الصّالون

«الكتاب حيـاة»..شعـار تحــدّى كـــورونا

أمينة جابالله

 تميّزت فعالية الطّبعة الأولى للصالون الوطني للكتاب الذي حمل شعار «الكتاب حياة» ببرامج ثريّة صنعت أحداثها 216 دار نشر، وذلك بنشاط إبداعي شبابي وبأغلبية ساحقة، تخللتها جلسات توقيع لأعمال أدرجت لأول مرة تنوّعت بين الشعر، الرواية والقصة القصيرة، إلى جانب ندوات فكرية أقيمت على هامش التظاهرة التي جمعت أسماء كبيرة من قامات الثقافة الجزائرية.
زوّار منصّة «الشعب»: التفاتة طيّبة من رائدة الجرائد الجزائرية الوطنية الناطقة بالعربية التي واكبت العصرنة، ومازالت تتميز بطابعها الموضوعي والحيادي والجاد من جهة، وبقيت صامدة ومتحدية لكوكبة من الصروح الإعلامية الوطنية الخاصة والعمومية من جهة أخرى، في إنشاء مجلات تعنى بالقضايا الوطنية وانشغالات المواطن وإسماع صوته عبر منابر موازية لمنبر الجريدة، والتي تمثلت في مجلة «الشعب الاقتصادي» ومجلة «التنمية المحلية»، إلى جانب مجلة «فواصل» التي جذبت عشاق الفكر والأدب الجزائري التي أتمنى لها دوام الاستمرارية، فالجهد المبذول فيها مميز، ويستحق كل الدعم والإشادة..فشكرا لكل أبناء أمّ الجرائد، أدامكم الله في خدمة الوطن والمواطن، ودام صوت الشعب قلمكم.
صورة: الصورة التي عكست الحدث الثقافي بقصر المعارض، هي توقّعات القارئ الصغير الذي منعته جائحة كورونا من اقتناء واستكشاف الأعمال المقدّمة له، والتي كانت جد ثرية حسب الجولات التي قادتنا إلى منصات العرض لعديد دور النشر الخاصة بقصص الأطفال والكتب المدرسية، إلى جانب مؤسسات الابتكار والإبداع الفكرية التي أطلّت بمنتوج علمي متطوّر سعيا منها لتشجيع الطفل في اكتساب مهارات يحتاجها في المناهج التعليمية وأثناء قضاء فترة العطل الموسمية....
مدير العلاقات والاتصال لـ «دار ضمة للنّشر والتّوزيع»: تعتبر مشاركتنا في هذا المعرض الوطني للكتاب الثالثة على التوالي في المعارض، بحيث سبق وأن شاركنا في معرضين دوليين في بغداد ومصر، وتنوّعت إصدارات الدار بأسماء وأعمال جديدة التي جمعت تقريبا نهاية 2020، وبسبب جائحة كورونا تأخّرنا نوعا ما عن  إصدارها في مواعيدها المحددة، بحيث ارتأت دار ضمة أن تشارك بـ 27 إصدارا من بينها إصدارين جديدين  طبعة 2021 لروايتين  فازتا في جائزة كاتارا للرواية العربية، وهما رواية «رومبو» لجابة حجي ورواية «مارا والرئيس» للحبيب السايح.
رفيق طايبي مسؤول ومنسّق منشورات «دار خيال»: أقيم هذا المعرض الوطني بدعوة من النقابة الوطنية لناشري الكتب، وهي فرصة سمحت لعدة دور نشر لاسيما الكتاب والمؤلفين من الالتقاء بجمهور الثقافة وعشّاق الكتاب الورقي، والذي يحتاج لأن يُسوَّق في هذه الآونة بالذات. تجدر الإشارة أنّ دار خيال أطلّت هذه الأيام بأعمال ثقافية وأدبية موجّهة لكل الفئات، من بينها المخصّصة للأطفال التي للأسف لم يسعفها الحظ في أن تتناولها أيادي جمهور الكتاب الصغير وهذا بسبب «كوفيد-19».
كما لا تفوتني الفرصة في هذه الالتفاتة الطيبة أن أوجّه كل الامتنان لهذه الفاعلية من خلال منبر جريدة «الشعب»، لأنّها سمحت لنا  بتقديم دراسات أدبية وثقافية لفئة روّاد القراءة الشباب بالدرجة الأولى، وهي محاولة من «دار خيال» أن تقدم أعمالا مميزة تليق واهتمامات المتلقي الجزائري على الخصوص والعربي على وجه العموم.
الكاتبة سهام زغدود: من خلال هذا المعرض الذي جاء وفق بروتوكول صحي جد صارم، والذي تميّز بمشاركة لافتة لفئة الشباب سواء مسؤولي دور نشر أو كتاب عرضوا أعمالهم لأول مرة. من كل التراب الوطني أحيّي كل المشاركين والعارضين وممثلي الثقافة، الذين أثروا هذه الفاعلية التي غابت عن نشاطها العام المنصرم، وبالرغم من ذلك كانت فرصة طيبة للكتاب، الذي صافح أعين محبيه في لقاء مباشر جد مميز من كل النواحي، فلقد كنت بصدد المشاركة بعمل جديد لي، ولكن الظروف الصحية لم أتمكّن من ذلك، فآخر عمل لي الصادر بدار المعارف اللبانينة تمثل في رواية «ما بعد المحطة الثلاثين للعازبات فقط»، في حين كانت أول رواية لي «انتقام الرجل اللغز».
مسؤول جناح «الجزائر تقرأ»، قادة الزاوي: من خلال صالون الكتاب الذي جاء بطبعة وطنية، حاولت الدار بالمشاركة بتشكيلة متنوّعة موجّهة لكل الفئات العمرية، التي للأسف لم تكن كالعادة بأكثر  عدد، وهذا بسبب الوضع الصحي الذي أثّر على مردودية الدار التي عوّدت زوّارها بأعمال باللغتين العربية والفرنسية  سواء في الفلسفة، الفكر والأدب. أستغل الفرصة لأضم صوتي مع كل دور النشر الجزائرية لنحيّي القائمين على إعادة إحياء هذا المتنفّس، الذي مكّن العديد من دور النشر من نفض الغبار بعد عام من التوقف المحتم، حيث جاء بتحدّي مميز وبأعمال جديدة من بينها عمل للكاتب الشاب بن زخروفة وبأعمال كلاسيكية مثل جمهورية أفلاطون، كما سمح اللقاء من خلال الصالون بإعطاء الفرصة لاستقبال أعمال أدبية وفكرية، والتي ستصدر قريبا في شهر جوان بإذن الله.
مؤسّسة الماهر في إنجاز وتطوير التنمية البشرية: شاركنا بإنجازات محلية مئة بالمئة موجّهة للتلاميذ، فمن خلال الكتب التي تحمل طابعا دراسيا توجيهيا، حاولنا توجيه رسائل في تطوير الميل الإبداعي والفكري للطفل، فكتب ونماذج مؤسسة الماهر هي موجّهة للتلميذ والمعلم في مادة الفيزياء والعلوم، وشاركنا في طبعات سابقة بنماذج في ذات الاختصاص، ونالت بحمد الله الاستحسان الذي حفّزنا خلال جائحة كورونا من تصميم ثلاثة نماذج أخرى، والتي كان الإقبال عليها من طرف أولياء بدون الأطفال الذين لم يسعفهم الحظ هذه المرة من زيارة الأجنحة المخصّصة لهم، كما تحمل المؤسّسة مشاريع مستقبلية منها ما هو مرتبط بمصادر الطاقة   بمجسّمات تفصيلية مطوّرة حسب المناهج الدراسية التي نأمل أن تكون خير رفيق لمسار تلاميذنا الدراسي بإذن الله.
مسؤول دار دروملين  للنشر والتوزيع مصطفى إسلام زواغي: تعتبر هذه أول مشاركة لنا في الصالون الوطني للكتاب، الذي سمح لنا بتسجيل بصمتنا الفتية في فعالية ثقافية جزائرية بهذ الحجم بالرغم من الوضع الصحي الطارئ، الذي تعيشه بلادنا على غرار بقية دول العالم، فكل الشّكر للمنظمة الوطنية لناشري الكتب التي تنظّمها ودعوتها القيمة التي عرفنا من خلالها على مؤسسة دار دروملين التي تأسّست في 15 ماي 2018 التي تسهر على إعادة نشر الروايات القديمة مثل «مزرعة الحيوان» لجورج روجوان وسيكولوجية الجماهير لنوستاف لوبون.
كما تسعى الدار على استقبال أعمال نشر لكتّاب جزائريّين، خاصة الشباب، ولعل من بين أهم الأعمال التي أنجزت العام المنصرم التي جاءت في طابع روائي وغير روائي أذكر من بينها رواية «المكعب الروبيك» و»لعبة الانتقام» لعبد الحميد سحنون، أما التي حملت طابعا غير روائي نجدها في «ديفد رجل الكهف» و»الجوسسة الفرنسية في الجزائر» التي لاقت إقبالا بشكل لافت.
الدكتور محمد الأخضر زبايدية: من خلال مشاركتي في الندوة التي جاءت على غرار الندوات التي أقيمت على هامش الصالون الوطني للكتاب، الذي حمل أجمل شعار، وربما هو الشعار المناسب لقيمة الكتاب والقراءة في حياة البشرية التي جمعتني بالأستاذين العارفين بالأدب والفكر والإبداع مدني مدور ونصر الدين الأخضري المبرمجة في وقفة جليلة لأعمال الكاتب والأديب المصري طه حسين، وذلك من خلال ما قدّمه وما خلَّفه من إرث أدبي وثقه الزمن بقلم من ذوي الهمم، وهي فرصة سمحت لي بتقديم أسمى عبارات الامتنان لجريدة «الشعب»، التي شرفتني بمنشور كان حول بعثة الطلبة الجزائريين إلى سوريا، الذي كان 1965 والتي أتمنى لها كل التقدم والنجاح والرقي.
الكاتبة سليمة مليزي: تمكّن العديد من الكتاب والأدباء والناشرين من عرض آخر أعمالهم في هذا المعرض، الذي أعتبره بداية استئناف للعمل الثقافي بعد عام من الغياب، وهي المدة التي بالرغم ما حملته من هواجس وانقطاع إجباري عن الملتقيات والفعاليات، تمكنا من خلالها من التأليف والإبداع التي كما أسميها الكتابة في زمن  كورونا..ولعل خير دليل هي هذه الحركية الفعالة والنشيطة عبر كل أجنحة المعرض التي قادتنا للتفكير في أعمال مستقبلية أكثر مرونة وجذبا لهواية القراءة، وما وجدته من فكرة مستجدة ربما ستكون انطلاقة لممارسة القراءة هي استغلال حديقة التجارب الحامة في إنشاء فضاء على الهواء الطلق عبر مكتبات داخل الحديقة، بحيث تتمكن من خلالها العائلات التي تتوافد على هذا الصرح السياحي والعلمي من تفعيل هواية القراءة على غرار زيارات للراحة تشجيعا لعودة الحياة للأعمال الأدبية والفكرية والأنس بحروف ستعانق ضوء الشمس بعد الجائحة التي كادت أن تقود العالم إلى براثن اليأس.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024