من منشورات المكتبة الوطنية بيت الشعر الجزائري

الكتابة في وسط حضري.. المدينة فضاء للكتابة

أمينة جابالله

صدر عن المكتبة الوطنية الجزائرية بالتنسيق مع بيت الشعر الجزائري، كتاب جامع حوى أعمال الملتقى الوطني حول «الكتابة في وسط حضري.. المدينة فضاء للكتابة» وذلك بالتعاون مع مخبر تحليل الخطاب بجامعة مولود معمري من تيزي وزو،ومخبر الخطاب الصوفي بجامعة الجزائر 2.
العمل المقدم جاء في حدود261 صفحة، شاركت به مؤخرا المكتبة الوطنية في الصالون الوطني للكتاب الذي حمل شعار «الكتاب حياة»، هو نتاج جلسات ملتقى فكري وعلمي وأدبي بالدرجة الأولى الذي دام على مدار يومي 8 و9 من الشهر الجاري، حيث شارك فيه ثلة من دكاترة وأساتذة جامعيين وشخصيات أدبية من مختلف ولايات الوطن بمداخلات قيمة، تحت إطار ورشات لإلقاء المحاضرات والنقاش ضمن  جلسة ثقافية من عمق المجتمع الحساني إلى جانب أربعة جلسات علمية تنوعت مابين الكتابة في الوسط المدني، وقراءات حول صورة المدينة في الشعر، وما يعرف بفلسفة المكان في الشعر العربي، وأخيرا عن تحولات فضاءات الكتابة.
المحاور الخمسة التي تناولها الكتاب جاءت على النحو التالي: من الشفوية إلى الكتابية والتعريج إلى الرهان الحضري وإكراهات التكنولوجيا، والكتابة الشعرية في الوسط الحضري، والرواية والفضاء الحضري، والمدينة والكتابة الفلسفية، إلى جانب المدينة في الفنون الأخرى وذلك من خلال السينماوالمسرح والفن التشكيلي.
استند صاحب أول طرح في الكتاب الجامع للملتقى الدكتور عمر باحماني إلى ديوان متى الصبح يا وطني للشاعر مسعود خرازي، وتحدّث بإسهاب حول تمظهرات الفضاء المديني، مركزا على نقطتين أساسيتين هما كيفية تشكل كلا من الفضاءات المدينية المفتوحة والمغلقة في مخيال خرازي النموذج الذي عالجه من منظور فردي وجمعي، كما ورد على حدّ قوله في الكتاب: «ارتبط الخطاب الشعري لمسعود خرازي ارتباطا وثيقا بالأرض والطبيعة، إذ جعل منها خليفة لانفعالاته ومشاعره الوجدانية، وأحلامه وهواجسه، واتخذها كمنطلق قاعدي يؤسس عليه شعريته، ولاشكّ أن الأرض باعتبارها فضاء جغرافيا فهي ترتبط وتتماهى مع الذاكرة، لأن الأرض تتشكّل وفق حدث ما أو موقف معين».
في ذات السياق، تناولت الدكتورة آمنة بلعلى من جامعة تيزي وزو مقاربة حول إنشاد المدينة التي جاءت في قصيدة وهران لعثمان لوصيف، حاولت من خلالها الدكتورة تسليط الضوء على المعطيات المقدّمة في العمل المطروح، وحول الموضوع.
قالت في الكتاب: «يتنازع الكتابة وسطان، القرية والمدينة يدعي الأول أنه الأصل ويتربّع الثاني على عرشها، مهيمنا على فضائها يصوغ جمالياتها وفي غالب الحالات يثير إشكالياتها لدى المبدع والمتلقي معا». وأضافت في ذات الصدد: جعل عثمان لوصيف المدن وهو القادم من الصحراء معبرا لفهم الذات والوجود معا، لذلك احتلت هذه المدن مكانا مركزيا في شعره، وشكّلت فيه فضاء لتماهي الزمن النفسي بالمكان الواقعي، وهو ماعين قدرته على الوجود وفهم الوجود بالشعر لكي يجعل الحياة قابلة للتعايش، ولذلك فكل ما تقوله قصائد لوصيف عن المدينة هي نوع من الوجود الذي كان به ميتا على قيد الحياة.
شكلت مسأله العمارة والعمران في منطقة الحضنة موضوعا دسما في الكتاب، فأكد من خلاله صاحب المقال المقدم الدكتور عقاب بلخير دراسته حول المكان «العمارة و الإستقرار» للتجمعات السكانية بمنطقة الحضنة خصوصا، بحيث تجسدت له جملة من التصورات والمفاهيم حول طبيعة الاستقرار، اتخاد أشكال البناء وانطباق صورة الهيكل على متصورات التاريخ ومقومات الهوية وتشكيل الذات.
أوكما جاءت بالعنوان الفرعي.. تراكبات المكان وتشكيل الذات رؤية في تنسيق الكتابة.
وحول سردية المدينة والهجرة في الرواية ما بعد الحداثة، اختارت الدكتورة سليمة مسعودي من جامعة باتنة «جسد الحرائق» لواسيني الأعرج، تحدثت فيه حول سردية الهجرة والمنفى التي تعد من أقوى التمثلات الثقافية لدراسات ما بعد الكولونيالية،باعتبارها تداعيات ناجمة بشكل مباشر أو غير مباشر عن آثار الأنظمة الاستعمارية وتضخمها الرأسمالي في العالم على الشعوب والأوطان، بكل ما تخلّفه وراءها من أنظمة سياسية فاسدة وديكتاتوريات مستبدة.
وفي ذات الصدد نجد في الكتاب المقدم أيضا مرافعة الباحث محمد بن زيان عن الشعر من خلال «الرؤيا / الرؤية» في الفضاء الحضري وذلك من خلال ثلاثة نماذج من الشعراء، إلى جانب مقاربة الدكتورة منى بشلم من المدرسة العليا للأساتذة بقسنطينة وتوظيفها العميق في تفضئة السرد الروائي من خلال «يوم رائع للموت» لسمير قسيمي، أما الدكتور أحسن تليلاني فقد عرّج حول موضوع حضور المدينة وتجلياتها في الشعر النسوي الجزائري المعاصر، ذلك من خلال مقاربة في تجربة الشاعرة منيرة خلخال، وحول تحولات فضاءات الكتابة ورواية الواقعية والرقمية أستندت في جعبتها الدكتورة عرجون الباتول من جامعة الشلف إلى رواية الشات لمحمد سناجلة، وعن مآسي المدن العربية في القصيدة الجزائرية المعاصرة وظّفت الاستاذة زينب نسارك من جامعة عبد الرحمان ميرة بجاية المكان في لقصيدة الجزائرية المعاصرة والبعد السياسي والوطني في النصوص الشعرية،وعلى غرار ماتقدم ذكرهم نجد مقاربات لكل من أمينة هلال، حسين بوسوفة وحبيب مونسي، شهيناز ماني، عبد القادر بالعربي، بلحسن مباركة، تاوريت فدوى، إلى جانب الدكتور مباركي السعدي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024