تنقسم إلى شطر عام وآخر للمترجمين الشباب

مبادرة لتأسيس «الجائزة الجزائرية للترجمة»

أسامة إفراح

أطلق د.محمد شوشاني عبيدي، أستاذ الترجمة بجامعة الوادي، مبادرة بخصوص ما أسماه «مشروع الجائزة الجزائرية للترجمة». ودعا د. شوشاني عبيدي المهتمين من أساتذة ومتخصّصين في مجال الترجمة ودراسات الترجمة إلى التفكير الجاد لإعداد المشروع الذي يأتي في شطرين: شطر أوّل هو الجائزة العامة، وتكون في مجالات كالعلوم والتكنولوجيا، والأدب والفنون والإبداع، وشطر ثانٍ هو جائزة المترجمين الشباب، موّجهة تحديدا لطلبة معاهد الترجمة والمتخرجين حديثا منها.
دعا د.محمد شوشاني عبيدي، المهتمين من أساتذة ومتخصصين في مجال الترجمة ودراسات الترجمة، إلى التفكير الجاد لإعداد مشروع ما أطلق عليه «الجائزة الجزائرية للترجمة». ونشر أستاذ الترجمة بجامعة الوادي، على صفحته الخاصة وصفحة مخبر «تعليمية الترجمة وتعدد الألسن» على الشبكة الاجتماعية، لمحة عن المجالات التي يمكن أن تختصّ بها الجائزة، وبعضا من مقتضياتها، داعيا المهتمين إلى إثراء هذه المقترحات، والصحافة الوطنية إلى نشر الفكرة و»تحسيس الجهات المسؤولة بأهميتها».

 جائزة عامة.. وأخرى للشباب
وحسب د.شوشاني عبيدي، فإن الجائزة تأتي في جزئين: الجزء الأول هو الجائزة العامة، وتكون في مجالات مختلفة مقترحة، لاعلى سبيل الحصر، على غرار «جائزة الجزائر للترجمة في مجال العلوم والتكنولوجيا»، «جائزة الجزائر للترجمة في مجال الأدب»، «جائزة الجزائر للترجمة في مجال الفنون والإبداع».
أما الجزء الثاني فهو جائزة المترجمين الشباب، وتكون خاصة بفئة الشباب مع تحديد الفئة العمرية المناسبة وهي موجهة تحديدا لطلبة معاهد الترجمة والمتخرجين حديثا منها. وعلاوة على المحاور السابقة، يمكن إضافة ترجمة مقالات علمية أو غير ذلك مما يناسب المستوى، يقول د.عبيدي في مبادرته.
وبخصوص مقتضيات الجائزة، يقترح أستاذ الترجمة إنشاء هيئة خاصة بالجائزة يمكن أن تكون منفصلة تابعة مباشرة لرئاسة الجمهورية، أو هيئة فرعية تابعة للمجلس الأعلى للغة العربية، أو وزارة الثقافة أو وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
واقترح د.عبيدي التفكير في تمويل الجائزة من خلال تمويل مركزي أو مساهمة أصحاب رؤوس الأموال. وينبغي للجائزة أن تكون دائمة، ولا تخضع للتجديد الدوري حتى لا يذهب رصيدها لأي سبب كان.
كما تكون الجائزة سنوية، يتم منحها للمشاريع الثلاثة الفائزة فقط بحسب كل جزء، بمعدل ستة جوائز، وتكون قيمتها مالية حصرا، ويتم انتقاء لجنة القراءة وفق معايير علمية دقيقة ممن لهم مصداقية في مجال البحث العلمي.
وتتكفل الجهة الوصية بطباعة الأعمال المترجمة ونشرها على مستوى الجامعات والمؤسسات التعليمية، فيما تتكفل الجهة الوصية بشراء حقوق نشر الكتب الأصلية. أما موضوع الجائزة، فيتم اختياره في كل طبعة وفق متطلبات السوق، وحاجة البلاد لذلك.

^ طموح للنهوض بالترجمة
وفي تصريح خصّ به «الشعب»، قال صاحب المبادرة، الدكتور محمد شوشاني عبيدي، إن الأمم والحضارات «لا يكتب لها التطور إذا انغلقت على نفسها، ولم تنفتح على الأمم الأخرى، سواء بإبراز إنتاجها ومعارفها للآخر، أو باستيراد انتاجه ومعارفه، ضمن علاقة تبادل معرفي متكامل يخدم كلا الأطراف». وأضاف: «نجد أنّ العديد من هذه الأمم اهتمت بالترجمة والمترجمين وأغدقت عليهم غدقا من خزائنها، ففي عهد المأمون مثلا: كان المترجم يتلقى وزن ما ترجمه ذهبا ضمن مشروع كبير عرف حينها ببيت الحكمة، والذي كان هدفه الأساسي تطوير بالبلاد وتحقيق نهضتها».
ويرى د.شوشاني عبيدي أن الاهتمام بالترجمة والمترجمين ما يزال قائما في عصرنا الحالي، حيث إن بعض البلدان تترجم منفردة للغتها ما تترجمه بلدان أخرى مجتمعة، ولذلك أسست للترجمة مراكز وهيئات خاصة، ومنحت المشتغلين بها أجورا ضخمة، ذلك أنها أدركت ما للترجمة من قيمة وتأثير في معرفة الآخر وتعريفه بما تملك، ولأنها تعلم أيضا قيمة الاطلاع الدائم على الإنتاج والإبداع العالمي بلغاتها الرسمية.
وأكد محدّثنا أن الجزائر «ليست بمنأى عن ضرورة إدراك قيمة الترجمة ودورها في تحقيق تقدمها، وما معاهدها المنتشرة في ربوع جامعات الوطن لدليل راسخ عن مكانة الترجمة في سلم اهتمامات السلطة الحاكمة، ولكن ضخ الأعداد الهائلة من المتخرجين لسوق العمل دون توفير هيئات علمية تستقطبهم، وتوفر لهم متسعا لإبراز كفاءاتهم، وتطوير قدراتهم العلمية والمهنية، مما يتطلب التفاتة عاجلة للاستفادة منهم في دعم الغاية الأساسية من إدراج الترجمة في قائمة الاختصاصات الجامعية الموجودة. ثم إن الابداع الأدبي والثقافي المتنوع في بلادنا، والموجود بكثرة في مختلف مناطق البلاد، سيظل صراحة حبيس المكتبات الجزائرية، إذا لم يترجم لمختلف لغات العالم بترجمات جزائرية، يسهر عليها مترجمون ومراجعون جزائريون غايتهم الأساسية أن يقربوا تلك الإبداعات إلى الأمم الأخرى، تعريفا بما لدينا، وربطا لعلاقات تعاون وتقارب ثقافي وعلمي متنوع».
وخلص الأستاذ المحاضر بجامعة الوادي إلى أننا «إذا ما أدركنا ما للترجمة من أهمية وحددنا معالم الاستفادة منها، لابد لنا من معرفة الآليات الكفيلة بتحقيق ذلك وبلوغ أعلى المراتب.. وبغية تلبية هذه الحاجة ولمساعدة المترجمين على الإبداع، جاءت الدعوة لتأسيس الجائزة الجزائرية للمترجمين الشباب ضمن مشروع أكبر وهو الجائزة الجزائرية للترجمة. جائزة نهدف من خلالها تعزيزا لأهمية الترجمة، وخلقا لروح المنافسة بين المترجمين والمبدعين لتقديم ترجمات ذات نوعية تلقى اهتمام الآخرين واستحسانهم. وهي جائزة خاصة بما هو جزائري، وليست حكرا على الجزائريين في مجال الترجمة من العربية إلى اللّغات الأخرى خاصة ما تعلق بالإبداع الثقافي أو الأدبي».

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19462

العدد 19462

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19461

العدد 19461

الأحد 05 ماي 2024
العدد 19460

العدد 19460

السبت 04 ماي 2024
العدد 19459

العدد 19459

الأربعاء 01 ماي 2024