جائزة الرئيس للمبدعين الشباب علي معاشي

تقدير للأعمـال وتشجيـع للمبـــدعين

فاطمة الوحش

استلم الفائزون الـ 29 بجائزة رئيس الجمهورية للمبدعين الشباب علي معاشي، أول أمس، جوائزهم وهذا خلال الحفل الذي نظمته وزارة الثقافة والفنون بأوبيرا بوعلام السايح بالعاصمة .. الجائزة مخصّصة لكل إبداع ثقافي وفني وأدبي، وموجّهة للشباب ذوي الجنسية الجزائرية، الذين تقلّ أعمارهم عن خمسة وثلاثين عاما.
وتتضمّن جوائز نقدية حسب المراتب الثلاثة: الفائز الأول 500.000 دج، الفائز الثاني 300.000 دج، الفائز الثالث 100.000 دج، وتخصّ مجالات الرواية الأدبية، الشعر، العمل المسرحي المكتوب، الأعمال الموسيقية، الفنون الغنائية وفن الرقص، الفنون السينمائية والسمعي البصري، الفنون المسرحية والفنون التشكيلية.

تزامنا مع إحياء اليوم الوطني للفنان نظم، ليلة أول أمس، حفل لتسليم جوائز علي معاشي، وذلك بحضور وزيرة الثقافة مليكة بن دودة وكذا عدد من الوزراء ومجموعة من الفنانين والأسرة الإعلامية ومجموعة من الشباب المبدعين.
وبعد تهنئة الفنانين بمناسبة عيدهم الوطني أكدت في كلمتها أنّ «الفنّ الجزائري أرقى وأكثر تنوّعا، لا شك أنّنا فقدنا أسماء لامعة في عالم الفنّ، في الآونة الأخيرة، ولئن غادرونا أجسادا فإنّ أسماءهم وأعمالهم معمرة بيننا، فالفن الحقيقي يخلّد ويعود في كل مرة ليحتل الواجب بتفرده».
كما أشارت بن دودة إلى ضرورة مواكبة إبداعات الشباب ومرافقتها للنهوض بجيل يرفع الأدب والفن الجزائري مقاما أعلى نحو العالمية، متمنية رؤية هذا النموذج المتفوّق محققا في المشهد الاجتماعي وعبر كل المجالس التمثيلية في البرلمانات والبلديات كما تحقق كذلك في الفن والإبداع.
وأشارت الوزيرة أيضا إلى أنّها سبق وتحدثت عن ضرورة إنشاء جوائز تحفيزية وأخرى تقديرية ..وقد باشرت الوزارة بالعمل على ذلك، حيث سيتم تدارك النقص وإنشاء جوائز تليق بمقام الثقافة والفكر في الجزائر سواء التقديرية أو الاحتفائية بكبار الشخصيات الثقافية أو التحفيزية للشباب المبدعين الجدد، وأنه أصبح من الضروري معالجة الخلل الموجود في الجوائز الموجّهة للآداب والفنون والفكر.
وفي نفس السياق، أكدت الوزيرة على ضرورة استقطاب مشاركات من خارج الجزائر في بعض الجوائز، لتعزيز مكانة الفنّ الجزائري بين الأشقاء والأصدقاء، خاصة وأنّ الأسماء الجزائرية أصبح لها حضورا ثقافيا وفنيا خارج وداخل الوطن.
وأضافت أنه لا يجب إغفال حاجة المبدعين الشباب إلى التأطير والرعاية مع ضرورة فتح فضاءات خاصة بهم وكذا الإصغاء إلى أفكارهم وتطلعاتهم.
تكريم قامات فنية...
وتمّ بالمناسبة تكريم بعض القامات الفنية من قبل وزيرة الثقافة والفنون على غرار الفنان القدير موسى نورالدين الذي درس في جمعية الفنون الجميلة سنة 1966 إلى غاية 1969م، كما شارك كذلك في العديد من المعارض الفردية والجماعية خاصة في الجزائر سنة 1984م تحت إشراف محمد إسياخم، والفنان الموسيقار الملحن والعازف على الكمان الأستاذ محمد مختاري الذي كان عصاميا في تكوينه، متمكنا من التحكم في آلات العزف والمعروف ببصمته في المدرستين المشرقية والمغاربية، إضافة إلى تكريم الفنانة القديرة فريدة كريم التي بدأت مشوارها في الفن سنة 1963م في حصة «جنة الأطفال» الإذاعية، وممثلة في المسرح الإذاعي والتلفزيوني، وشاركت في عدة برامج تثقيفية منها أسرة «عمي مسعود» والعديد من الأعمال المميزة.. إلى جانب الفنان محمد ادار خريج المدرسة الوطنية للفنون الدرامية من سنة 1974 إلى غاية 2001م..  كما تلقى تكوينا متخصصا في دول أوروبية سنة 1965م.
 كما كرمت كذلك الفنانة القديرة دباحي نجية الممثلة التي تخرجت من معهد برج الكيفان بالعاصمة ومثلت بالمسرح  في زمن العمالقة وأيام الراحل مصطفى كاتب والممثل القدير سيد علي كويرات، حيث بدأت مشوارها الفني في السبعينات، ولمعت من خلال مسلسل «الزهر مكانش» ولها عدة أعمال ناجحة.
 في حين أنه تم أيضا تكريم الفنان معزوز بوعجاج الذي تعذر حضوره بسبب المرض ليستلم الأستاذ سعيد دبلاج إبن مدينة مستغانم التكريم نيابة عنه، يعتبر الفنان معزوز بوعجاج أول مطرب في الأغنية الشعبية بمستغانم، غنى لكبار الشعراء أمثال سيدي لخضر بن خلوف وبن مسايب ومغراوي وغيرهم.
ويذكر أنه بدأ الأغنية الشعبية سنة 1952م وهو في سن السابعة عشر. كما حضي الشاب الكاتب والشاعر الفلسطيني المقيم بالجزائر أحمد الحطاب بتكريم خاص من طرف الوزيرة فرغم أنه من قوانين المسابقة توفر الجنسية الجزائرية أبت الوزيرة إلا أن تكرمه مع الفنانين.  
مقاطع لموسيقى عالمية وجزائرية
قدم طلبة المعهد العالي للموسيقى مقاطع لموسيقى عالمية وأخرى جزائرية بقيادة المايسترو لطفي سعيدي مصحوبة بمقاطع غنائية مثل أغنية الأوبيرا وأغنية وطنية وأخرى ثراتية وأمازيغية، كما تمّ الإطلاق الرسمي لأغنية وكليب الفنان.
أما إسماعيل يبرير مدير الكتاب والمطالعة، فقد أكد بهذه المناسبة الاحتفالية : « أنّ المسابقة بلغت رقما قياسيا مقارنة بما قبلها والسبب وراء ذلك يعود إلى اعتماد وزارة الثقافة والفنون على المنصة الرقمية لاستقبال المشاركات وفتحها مجال المشاركة للجميع، حيث بلغ عدد المشاركات 600 مشاركة قبلت منها 500 مشاركة تتوفر فيها الشروط، وكان للرواية النصيب الأكبر 145 مشاركة، الشعر78 مشاركة، المسرح 68 مشاركة، الفنون التشكيليىة 121 مشاركة وهو رقم قياسي مقارنة بالدورات السابقة التي لم تتجاوز فيها عدد المشاركات 8 أو 10، والموسيقى 38 مشاركة، الرقص 12 مشاركة.
الفائزون بجائزة علي معاشي...
 وعادت الجائزة الأولى علي معاشي  في الرواية الأدبية  لمريم يوسفي من ولاية المسيلة عن رواية «أبي الجبل» وكانت الجائزة الثانية من نصيب سلمان بومعزة من ولاية تقرت عن روايته «نداءات جدران الذات»، بينما عادت الجائزة الثالثة مكرر إلى كل من عبد الباسط باني من ولاية عين الدفلى عن روايته «مطلوعة» وفاتح بومهدي من ولاية الجزائر العاصمة عن روايته «غرفة 36».
وفي مجال الشعر فاز بالجائزة الأولى موسى براهيمي من بومرداس عن قصيدته «موجة لنورس أخير»، وكانت الجائزة الثانية من نصيب سمية دويفي من الجزائر العاصمة عن قصيدة «في المرآة وجه آخر» فيما عادت الجائزة الثالثة مكرر إلى ياسين عدة بن يوسف من ولاية مستغانم عن ديوانه «رصيد بارد» وعبد الغني بلخيري من ولاية باتنة عن ديوان «غربة التاريخ».
وفاز بالجائزة الأولى في فئة المسرح أداء محمد مراتية من ولاية وهران عن مسرحية «أرلوكان» ونال الجائزة الثانية حمزة بوقير من ولاية بجاية عن مسرحية «kfawa»، أما الجائزة الثالثة فكانت من نصيب ليلى بن عطية من ولاية بومرداس عن مسرحية «البئر» ورحموني وزين من ولاية تيزي وزو عن مسرحية«sin-nn»، أما بالنسبة للفائزين في فئة المسرح المكتوب فكانت الجائزة  الأولى لإلياس فارح من ولاية تبسة عن مسرحية « العالم جميل» أما الجائزة الثانية فكانت من نصيب محمد درنوح من ولاية تلمسان عن مسرحية «لقد وصل غودو» والجائزة الثالثة كانت لزكرياء حدبة من سيدي بلعباس عن مسرحية «الذئب».
وعادت الجوائز الثلاثة في الأعمال الموسيقية بالترتيب إلى محمد بوعلام غويني من ولاية مستغانم عن «CUT MONSTER»، وأيمن سعادنة من ولاية سطيف عن عمل موسيقي بعنوان «SUIT DE MON VILLAGE» وبلقاسم كريزي من ولاية سطيف مع عبد الفتاح مخناش عن عملهما «VIE D’ESPOIRE» و»نعم نستطيع». وكانت جوائز الفنون الغنائية والرقص من نصيب خالد قشار من ولاية برج بوعريريج عن عمله «حبر على ورق» ونور الهدى غنوملا من ولاية تيارت عن عملها « يالوكان» ومحمد عدلان مزيت من الجزائر عن عمله «رسالة إنسان».
 أما في مجال الفنون السينمائية والسمعية البصرية عادت المرتبة الأولى لمحمد الطاهر بوكاف من ولاية عنابة عن عمله «BRIDGE» وكانت المرتبة الثانية من نصيب رشيد بلحنافي من ولاية الأغواط عن عمله «العالم كما أراه» أما المرتبة الثالثة فكانت من نصيب صلاح الدين بن تيس من ولاية غيليزان عن عمله  THE FINAL WORD» .
وفي حين أنه ضمن الفن التشكيلي حاز على الجائزة الأولى أحمد زرقاوي من ولاية معسكر عن عمله «المحكمة» أما الجائزة الثانية فكانت لأمينة هاجر ميهوب من ولاية مستغانم عن عملها «العائلة»، والجائزة الثالثة كانت مكرر لكل من إسحاق ع الرحمان بن صالح من ولاية المسيلة وعبد النور ضبابي من ولاية المسيلة عن عملهما «ملائكة الأرض وعازف الغيتار».
للإشارة، تكوّنت لجنة التحكيم من إسماعيل يبرير كاتب وروائي وشاعر (رئيس) ونسيمة بلوفة كاتبة وإعلامِية (عضو) وليامين بن تومي روائي وقاص (عضو) وتينهنَان زيَاية ممثلة تلفزيونية وسينمائية (عضو) وكنزة مباركي شاعرة وكاتبة مسرحية (عضو) ووهيبَة بَاعلي ممثلة مَسرحية (عضو) وحسين سعدي مُنتج ومخرج سينمَائي (عضو) وعيسى جوامع منتج ومخرج سينمائي (عضو) ودبلاجي سعيد فنان تشكيلي وأكاديمي (عضو) وخير الدين حاج قاسم فنان تشكيلي (عضو) وأمين دهان مؤلف موسيقي (عضو) وعيسى شوّاط مُصمّم كوريغرافي (عضو) والسعيد بوعبد الله مخرج مسرحي (عضو).
يبرير ينوّه بمستوى الأعمال
ونوّهت لجنة التحكيم التي ترأسها إسماعيل يبرير بمستوى الأعمال التي تقدّمت إلى المسابقة والتي اكتست قدرا كبيرا من الاحترافية في المنجز، حيث قال الدكتور اليامين بن تومي في تصريحه أنه بعد الاطلاع على النصوص واستيفائها للشروط والمعايير المرسومة فازت النصوص المتميزة والباهرة فمثلا في الرواية نص أبي الجبل الذي اشتغلت عليه صاحبته سرديا ولغويا بشكل رائع وكذلك النص الثاني الذي أبدى فيه كاتبه قدرة رهيبة على سبر أغوار النفس الإنسانية وسماه صاحبه بنداءات جدران الذات أما النص الثالث الفائز فكان بعنوان مطلوعة لصاحبه الذي يبحر في عوالم الطفولة والريف ولا ننسى نص الغرفة 36 حيث كان نصا جيدا، وعموما هذه النصوص تقدم جيلا حديدا من الكتاب غرقوا في عوالمهم الذاتية والعائلية.
وأعرب المتوّجون في نهاية الحفل عن اعتزازهم بهذه الجائزة التي تحمل إسما جمع بين الفن الراقي والنضال من أجل الحرية والاستقلال الذي استشهد من أجل مبادئه في 8 جوان 1958، حيث صرح الفائز الأول في فئة الشعر موسى براهيمي قائلا «كفائز بالجائزة الأولى في فئة الشعر من مسابقة علي معاشي للمبدعين الشباب؛ أكيد أنه سيكون في نفسي شيء من الفرح لذاتي...ولكن الأهم في هكذا مسابقات هو بعث الروح في رئات المتعبين من طريق الفكر والكتابة وهي من الضرورة بما كان من أجل تدعيم الفن بشكل عام والشباب المبدعين بشكل خاص وخاصة بوجود لجنة تحكيم متمكنة أكاديميا وفنيا في المجال... عموما كانت تجربة جميلة جدا»
وفي ذات السياق، أشارت سمية دويفي الفائزة الثانية في فئة الشعر الى أن هذه أول مشاركة لها في جائزة وطنية وأول فوز أيضا، الديوان «في المرآة وجه آخر’’ كان خلاصة تجربة خمس سنوات منذ بدايتها كتابة الشعر في الجامعة، مضيفة أن الجوائز تخبر المبدع بأن الجمال الذي يقدمه للعالم لا يذهب هباء وإنما يلقى التقدير عاجلا أم آجلا، وتمنحه دفعة مادية ومعنوية لمواصلة السير في هذا الطريق المختلف والمتفرد الذي اختاره طواعية، متمنية حظا موفقا لجميع المبدعين الآخرين في الطبعات الأخرى، مع مباركات حارة لجميع الفائزين هذه الطبعة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19449

العدد 19449

الجمعة 19 أفريل 2024
العدد 19448

العدد 19448

الأربعاء 17 أفريل 2024
العدد 19447

العدد 19447

الثلاثاء 16 أفريل 2024
العدد 19446

العدد 19446

الإثنين 15 أفريل 2024