سهرات فلكلورية أنعشت ليالي الباهية

أسدل الستار، أمس، بقاعة مدياتيك بوهران، على الأسبوع الثقافي لولاية سوق أهراس، الذي احتضنته الولاية من 20 إلى 24 جوان الجاري، وسط حضور محتشم للجزائرين، وهو ما يعكس ضعف الإعلام والجهل بقيمة المبادرة المنظمة، بغرض المحافظة على الموروث الثقافي المعرفي والتقليدي لسوق أهراس بشرق الجزائر.
حلت سوق اهراس، منذ يوم الأحد المنصرم، ضيفة على ولاية وهران، في إطار فعاليات التبادل الثقافي بين الولايات، والتي تكشف جوانب من معالم وأعلام وتاريخ الولايات المشاركة، بدءاً بالمعارض التي تتضمن الحرف الفنية، اللباس التقليدي، الفنون التشكيلية والآثار، إلى العروض الفنية والأدبية والأمسيات الشعرية والسهرات الفلكلورية والأغاني الشعبية.      
وصرح حرفي، شارك بصناعات تقليدية وصور تاريخية، لـ»الشعب»، أن عدد الزائرين ضعيف جدا، وخاصة الشباب منهم. وعقّب فنان آخر قائلا: «إنه عرس ثقافي بدون جمهور»، ومن لا يعرف مدينة سوق أهراس، تقول مديرة الثقافة لولاية وهران، السيدة موساوي ربيعة، إنها لعبت دورا بارزا في تاريخ الحضارات الإنسانية منذ أزمنة عميقة جدا من عصور العالم الأول، ومن أروع شواهد فترة ما قبل التاريخ بولاية سوق أهراس، النقوش الصخرية المتواجدة إلى اليوم بموقع كاف المصورة، وهي من نوادر اللوحات الإنسانية في شمال إفريقيا. وقبل أن تتوافد على سوق أهراس الشعوب والحضارات المختلفة، كانت منطقة آهلة بالبربر، السكان الأصليين للمنطقة، بعدما أسس الفينيقيون مدينة قرطاج سنة 814 ق.م.
ولسوق أهراس ماضٍ تليد، وعمق حضاري ضارب في القدم، مشيرة إلى أنها تأسست في عهد النوميديين واستوطنها الفينيقيون، ثم استقر بها الرومان حيناً من الدّهر وآثارهم كثيرة، فاسم المدينة هو التاريخ، الذي يفصح عن الكثير من الخفايا، وسكانها من شموخ الجبال وهدير الوديان، وحرب ضروس، ولعل الشهيد باجي مختار - تضيف - والبطل الثوري محمد الشريف مساعدية، غيض من فيض الأسماء الثقيلة، ثقل رائد المسرح الجزائري، الراحل مصطفى كاتب والروائي والمسرحي الجزائري كاتب ياسين. كما اشتهرت بأسماء فنية عريقة، بينها الراحلة وردة الجزائرية والمغني سليم هلالي. وتعرف سوق أهراس أيضا باللاعب الدولي الجزائري، عنتر يحي، كما أكدت موساوي أن من مشاهيرها أيضا القديس أوغسطين ولوكيوس أبوليوس.