تخرّج الدفعات العسكرية بحضور وإشراف رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال

أكاديمية شرشـال..أمن وسيادة الجزائر في الحفظ والصون

حمزة. م

 جاهزية واستعداد للتضحية..رسائل ودلالات من عرين الأسود 

جيل عالي التكوين في العلوم العسكرية والتحضير القتالي

 صنع حفل تخرّج الدفعات بالأكاديمية العسكرية لشرشال، لهذه السنة، التميّز برسائل الوفاء لتضحيات الشهداء والالتزام بالدفاع عن الوطن وحرمته، وبعث الثقة والطمأنينة لمستقبل البلاد، حيث تعزّز جيشها بجيل عالي التكوين في العلوم العسكرية والتحضير القتالي.

من عام إلى آخر تعزّز الأكاديمية العسكرية لشرشال، التي تحمل اسم الرئيس الراحل هواري بومدين، مكانتها كقلعة شامخة من قلاع التكوين العسكري، وكمورد لا ينضبّ لصناعة الرجال، حماة الوطن. وتحت عنوان “دفعات جديدة تعاهد الوطن”، أشرف رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، على حفل تخرّج الدفعة 56 والذي رسّخ الوفاء لقيم الثورة التحريرية المجيدة وكرّس المضي قدما نحو مواصلة بناء جيش قوي عصري عالي الاحترافية.
ومن لحظة وصوله إلى الأكاديمية، وكان في استقباله الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، برزت معاني الوقار وملامح المجد المنبعث من كل ركن من أركان هذا الصّرح. وكان واضحا، أنّ الدفعات المتخرّجة، والتي تمت عملية تفتيش مربعاتها من قبل رئيس الجمهورية، رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، على متن عربة من نتاج الصناعة العسكرية الجزائرية، أنّ جيلا جديدا سيعزّز صفوف الدروع الحامية للأمة، تلقى تكوينا عاليا. تكوين جمع بين العلوم العسكرية والتقنية، وكذا التدريب والتأهيل الذهني، ناهيك عن الجانب المعنوي الذي ضخّ قيم الوطنية والإعتزاز وروح التضحية في نفوس الطلبة الضّباط، الذين سيبدأون مسار الدفاع كلّ في موقعه وحسب تخصّصه ووفق ما تدرّب عليه علميا وقتاليا.

الرعايـة الكاملـة للمنظومـة التكوينيـة

 وفي السياق، أكّد الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول، السعيد شنقريحة، في كلمته التي استهلها بالامتنان لرئيس الجمهورية نظير إشرافه على حفل التخرّج، على العناية الفائقة لجانب التكوين.
وقال الفريق أول: “ لقد حرصنا في الجيش الوطني الشعبي، تنفيذا للتوجيهات السديد لرئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، على إيلاء الإهتمام اللازم والرعاية الكاملة للمنظومة التكوينية العسكرية على وجه العموم والأكاديمية العسكرية لشرشال على وجه الخصوص”. وأوضح أنّ هذه العناية نابعة من “الإيمان بأنّ التكوين الجيّد لموردنا البشري هو حجر الزاوية لمشروع بناء جيش قوي ومهاب الجانب، قادر على رفع التحديات الأمنية المستجدة وكسب رهاناتها وضمان التكيّف الناجح مع التحولات الجيواستراتيجية الحاصلة على الصعيد الإقليمي والدولي”.
وفصل الفريق أول، السعيد شنقريحة، في طبيعة ونوعية التكوين الذي يعزّز صفوف الجيش الوطني الشعبي، مشيرا إلى أنه يبدأ بالعناية بعمليات التجنيد بانتقاء نخبة من الطلبة من المنظومة التربوية الوطنية ومدارس أشبال الأمة. وأضاف قائلا: “بعد ذلك، يتم الحرص على توفير كافة الإمكانات البشرية والبيداغوجية والمادية لهم لضمان تكوين نظري وتطبيقي ثري، سواء ما تعلّق بتلقينهم العلوم العسكرية والتقنية واللّغات أو ما يخص تحسين لياقتهم البدنية ورفع قدراتهم على التحمّل من أجل تأهيلهم بدنيا وذهنيا للعمل في كل الظروف”.
وشدّد في ذات السياق على بناء الجانب المعنوي لديهم “لاسيما من خلال تعزيز فضائل حبّ الوطن والولاء التامّ له والاستعداد الدائم للتضحية للحفاظ على وحدته واستقراره”.
رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، قدم المرجعية التاريخية الخالدة، التي تمثل النبراس الذي ينير الطريق نحو الحفاظ على أمانة الشهداء والمضي قدما نحو المستقبل، بما ينسجم مع قيم الشعب الجزائري ويلبي طموحاته. وقال: “لقد سجّل تاريخنا صفحات ناصعة، عن بطولات الآباء والأجداد، الذين ضحّوا بالغالي والنفيس من أجل استرجاع الحرية والإستقرار”، مفيدا بأنّ “تضحياتهم لم تكن عابرة بل هي دروس نستلهم منها من أجل بناء الحاضر والمستقبل”.

أمانــة فـي الأعنـاق

 الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، أكّد أنّ نعمة الاستقلال ستظل “أمانة في عنق الأجيال الصاعدة، والمحافظة على الوديعة الغالية تستدعي الإرادة والعزيمة القوية من أجل تجسيد نهضة الجزائر المنشودة”.
وشدّد على أنّ كل هذا يتطلّب “وعيا واهتماما لتعزيز الجبهة الداخلية ورصّ الصفوف لمواجهة كافة التهديدات المحتملة بالفعالية اللازمة والنجاعة المطلوبة”، مؤكّدا العزم على مواصلة ترسيخ مسار أمن واستقرار الجزائر والمساهمة في ازدهارها ونهضتها الشاملة، بما يخدم تطلّعات الشعب الجزائري ويحقّق آماله في العيش الكريم”.

أمــن وســـلام لوطننــا

 حفل تخرّج الدفعات، شهد في محطاته لحظات تبعث على مشاعر الفخر والإعتزاز وأيضا الحسّ بالمسؤولية الفائقة، وكل ذلك جرى تحت زغاريد وتصفيقات عائلات الطلبة الضباط المتخرّجين.
ومن تلك المشاهد القوية، تسليم العلم الوطني بين الدفعات المتخرّجة والجديدة، وقبلها آداء قسم التخرّج وما يحمله من يمين الإخلاص للوطن والدفاع عنه حتى “آخر قطرة من الدم”. وموافقة رئيس الجمهورية، على تسمية الدفعات المتخرّجة باسم المجاهد الراحل العميد حسين بن حديد.
وكل ضابط متفوّق ستبقى محفورة في ذهنه، لحظة تقليده الرتبة والشهادة من قبل رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلّحة وزير الدفاع الوطني، والوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني، رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي. ومثلما أكّد اللواء مدير الأكاديمية العسكرية لشرشال، فإنّ شهادات التخرّج، تتويج لعزيمة المتخرّجين ودليل على مثابرتهم القوية، بينما تحمل نوعية التكوين رسائل طمأنة بأنها ستكون “أمنا وسلاما لبلادنا”.

استعراض احــترافي..دقــة وكفـاءة

 لحظة الاستعراض العسكري، التي يتشوّق إليها الجميع، صنعت مفاجآت فاقت التوقّع، حيث صنع الطلبة المتخرّجون، لوحات بصرية بأجسادهم، فكتبوا كلمات أرقام وكلمات تمجّد الاستقلال وتخلّد الشّهداء، وتؤكّد الارتباط بقيم نوفمبر.
تحرّك حماة الوطن، بخطوات متقنة، محسوبة، ومنسجمة، في أشكال تمثل قوة التلاحم الوطني والتفاف أبناء الجزائر حول بعضهم البعض، مشكّلين حلقات تمتد وتكبر لترسم الحصن تلو الآخر، ممّا يجعل من اختراقها أمرا عصيا على كل طامع. ورسم المتخرّجون بأجسادهم وملابسهم المنمقة بألوان العلم الوطني، خارطة الجزائر، محمية بحلقة دائرية، كما رسموا العلم الوطني بنجمته وهلاله، والرسالة من كل ذلك واضحة..يسهل على كلّ متربّص فهمها جيّدا.
وأمام المنصة الشرفية، جرت الاستعراضات القتالية، نفّذها الأشاوس مرتدين مختلف أزياء الفنون القتالية، في إشارة واضحة على أنهم سيدافعون على وطنهم بكل الأساليب وبأشرسها وبأكثرها فتكا. على غرار القوات الخاصة، التي يلين الحديد بين أيديها ولا تنال منها أعمدة الفولاذ وحلقاته المسعّرة بألسنة اللّهب، وتحطّم القيود والأغلال لتنقضّ على كل معتد. ولأنّ الأكاديمية العسكرية بشرشال متعدّدة الأسلحة، فقد أبدع المتخرّجون في تنفيذ تمرين يحاكي معركة حقيقية ضدّ جماعة أشرار باستخدام تكتيكات التمويه والإغارة والسرعة في الانقضاض والتحييد.

البواسـل جاهـزون بــرّا وجــوّا وبحــرا

 وفي الساحل البحري، نفّذ رماة القوات البحرية والغطاسون المغاوير، مناورات في عمق البحر وعمليات إبرار خاطفة، وكل ذلك بحضور شامخ لغوّاصتين وإحدى قلاع البحرية الجزائرية، التي تعانق أمجادها في البحر الأبيض المتوسط.
أما صقور الجو، فقد أظهروا جزء من القوة الغاشمة، بأسراب من المقاتلات الحربية، ملأت السماء صخبا ورهبة، وأكّدت أنّ عمليات التزوّد بالوقود أضحت من مهامها العادية التي تتقنها بكل إحكام. وفي السماء، نفذت فرقة القفز المظلي التابعة للقوات الخاصة، تمرينا في منتهى الشجاعة والاتقان حيث حظت في ساحة العلم مثل النسور الجارحة موشحة بالعلم الوطني ورموزه.
وفي خطوة تعكس، مكانة العلم والمعرفة والإبتكار في صفوف الجيش الوطني الشعبي، استمع رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة وزير الدفاع الوطني، عبد المجيد تبون، رفقة الوزير المنتدب لدى وزير الدفاع الوطني رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة، لمشاريع علمية وتقنية قدمها الطلبة الضباط المتخرّجون، أكّدت على ارتباط القوة بالإبتكار والواجب الوطني بالبحث العلمي.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19821

العدد 19821

الأحد 13 جويلية 2025
العدد 19820

العدد 19820

السبت 12 جويلية 2025
العدد 19819

العدد 19819

الخميس 10 جويلية 2025
العدد 19818

العدد 19818

الأربعاء 09 جويلية 2025