«الثّورة الجزائرية وإنسانية الإنسان» للدكتور هشام مصباح

اعترافات فانون وسارتر

أمينة جابالله

 أطلقت كلا من دار النشر الأمير ودار الإخلاص والصواب للطباعة والنشر والتوزيع كتاب «الثورة الجزائرية وإنسانية الإنسان» للدكتور هشام مصباح المندرج في قالب الكتب التاريخية الأكاديمية، حاول على إثره تقصي الحقيقة التاريخية من خلال مصادر المفكرين والباحثين والفلاسفة وفق قالب نقدي لا يكتفي بالسرد التاريخي للوقائع بل يحاول دائما الوقوف عند كل محطة من محطات الثورة الجزائرية، وتسليط الضوء على الكثير من المسائل المسكوت عنها في كتابات المؤرخين.
جاء الإصدار الجديد «لثورة الجزائرية وإنسانية الإنسان « للكاتب هشام مصباح، في  144صفحة، ومن الحجم المتوسط، وبغلاف حمل كلا من صورتي  الطبيب النفساني الفرنسي فرانز فانون والفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر.
يحتوي الكتاب على أربعة محطات كبرى، تمثل فصول الكتاب التي توزعت بحسب الأسئلة التي يتضمنها مع مقدمة وخاتمة، وينقسم الكتاب الى مجالين الأول خاص بمؤلف «معذبو الأرض» لفرانز فانون، أما الثاني خاص بصاحب كتاب «عارنا في الجزائر» لجون بول سارتر.
تمحور الإطار العام لهذه الدراسة الموسومة بالثورة الجزائرية وإنسانية الإنسان اعترافات فرانز فانون وجون بول سارتر حول قضية الثورة الجزائرية والمسائل الإنسانية المنتهكة في حق الشعب الجزائري، من خلال موقف النخبة المثقفة الفرنسية المناهضة للاستعمار الفرنسي وأفعاله البَشِعَة، ومن ثمة الوقوف على مدى شناعة الجرائم المرتكبة على الجزائريين منذ فترة 1830 وإلى غاية 1962، حيث كانت الحصيلة وخيمة على جميع الأصعدة المادية والمعنوية باعتراف العدو قبل الصديق.
تحت شعار التاريخ مفتاح الذاكرة الجماعية وأصل الهوية الوطنية، تأتي هذه الدراسة البحثية حسب ما أفادنا به صاحب الكتاب الدكتور هشام مصباح، لِتَقِفَ عند موقف الطبيب النفساني الفرنسي فرانز فانون، والدور الفعال الذي قام به في الثورة الجزائرية، من خلال انضمامه إلى العمل الثوري ومشاركته فيها، فقضايا العدالة والتحرر لا جنسية ولا وطن لها إلا الإنسان باعتباره القيمة الوحيدة الكبرى التي لا قيمة بعدها، هذا ما خَلده في مؤلفاته الكبرى التي فضحت الأساليب الإجرامية الفرنسية منذ وجودها في أرض الجزائر، وهو ما تشهد عليه كتب «معذّبو الأرض»، «العام الخامس للثورة الجزائرية»، و»أقنعة بيضاء وبشرة سوداء» وغيرها من المؤلفات التي تدخل في هذا الجانب، إضافة إلى موقف الفيلسوف الفرنسي جون بول سارتر فيلسوف الوجودية الأكثر شهرة في العالم، هذا الفيلسوف الذي رفع شعار الحرية والدفاع عن وجود الإنسان وحقه في الحياة بحرية واستقلالية، ليعبر بذلك عن موقفه الإنساني الخالد تجاه قضايا الإنسان الباحث عن أرضه وشرفه، هذه الأرض التي سلبتْ منه عنوةً بالقوة، هذا ما نجده في مؤلفه «عارنا في الجزائر».
وفي ذات الصدد، تناول الدكتور هشام مصباح كلا من مشكلة الدراسة وأهمية الدراسة في كتابه الجديد «الثورة الجزائرية وإنسانية الإنسان»، المندرج كما سبق ذكره ضمن الكتب التاريخية الأكاديمية، ليميط اللثام عن بعض الحقائق والخفايا المروية من طرف شخصيتين معروفتين بالأمانة العلمية وبالقلم الهادف، وحري بالعمل الجديد أن يكون مرجعا من بين المراجع المطلوبة من قبل الباحثين في المجال التاريخي، الذي مازال لغاية اللحظة يسهر على رصد أهم محطات الثورة الجزائرية المجيدة، من بينها تلك الحقائق المجهولة والمسكوت عنها، التي مهما حاول الاستعمار تغييبها من روافد الوقائع والدلائل، سيظل يترقبها التاريخ ليكتبها على جبين هوية شعب ما أبى إلا أن تحيا الجزائر.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19454

العدد 19454

الخميس 25 أفريل 2024
العدد 19453

العدد 19453

الأربعاء 24 أفريل 2024
العدد 19452

العدد 19452

الإثنين 22 أفريل 2024
العدد 19451

العدد 19451

الإثنين 22 أفريل 2024